حين تروى سيرة المخلصين يبرز المستشار الإعلامي أحمد الغامدي (أبو عزام) كأحد الوجوه التي صنعت حضورها بعمل هادئ ورؤية واضحة ومسيرة تمتد لثلاثة عقود من البذل في قطاعات وطنية متعددة، لم تكن رحلته مجرد مشوار وظيفي، بل مسار إنساني ومهني تشكل عبر خبراته في الإعلام وخدمة ضيوف الرحمن وإدارة الاتصال المؤسسي في أهم الجهات الخدمية.
البداية الإعلامية
بدأ الغامدي مساره من قاعة الصحافة محرراً في القسم السياسي بصحيفة المدينة المنورة، حيث لم يكن قلمه ناقلاً للأخبار بقدر ما كان صوتاً مهنياً رصيناً يسعى لبناء الثقة مع القارئ، شكلت هذه التجربة حجر الأساس الذي انطلق منه نحو مجالات أوسع، فواصل الكتابة في عدد من الصحف المحلية، محافظاً على حضوره ككاتب اجتماعي قريب من الناس وتفاصيلهم.
خدمة ضيوف الرحمن
في محطة مهمة، انتقل الغامدي إلى وزارة الحج ليخدم ضيوف الرحمن في واحدة من أكثر المهمات حساسية ودقة، تولى مسؤولية العلاقات العامة خلال مواسم الحج، وأسهم في تنظيم العمليات داخل صالة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز، واضعاً راحة الحاج وكفاءة الخدمة في مقدمة أولوياته، مقدماً نموذجاً بارزاً في إدارة المواسم الكبرى.
مساهماته في أمانة جدة
أما محطته الأبرز فكانت في أمانة محافظة جدة، حيث شغل مناصب رئيسة في الإعلام والعلاقات العامة، وعمل مع نخبة من الأمناء، مسهماً في بناء استراتيجيات اتصال حديثة وتعزيز الشفافية وتطوير قنوات التواصل بين الأمانة والمجتمع، بما يعكس تطلعات جدة في نموها وتحولها.
دوره في وزارة الموارد البشرية
في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية واصل الغامدي دوره في البناء المؤسسي متنقلاً بين مهمات قيادية مؤثرة، بدءاً من مكتب الوزير مروراً بفرع الوزارة في منطقة مكة المكرمة وصولاً إلى دوره مستشاراً، حيث أسهم برؤاه في تحسين كفاءة العمل ومواءمته مع التوجهات الوطنية.
فصل جديد من العطاء
اليوم، ومع انتهاء خدمته الرسمية، لا يطوي أحمد الغامدي صفحة عطائه، بل يفتح فصلاً جديداً يقدم فيه خبرته ومشورته، فالمخلصون كما يردد أبو عزام لا يتقاعدون، لأن أثرهم يمتد في القلوب قبل المؤسسات، ولأن الأوطان تبنى بأمثالهم.
