كل 3 دقائق، يفقد الاقتصاد اليمني ما يعادل راتب موظف حكومي كامل، في تطور يهدد بمأساة إنسانية غير مسبوقة في البلاد، حيث يجلس اليمن على كنوز نفطية تقدر بمئات المليارات، بينما لا يجد 60% من السكان طعام العشاء، والتقرير الصادر عن البنك الدولي يحذر من أن الأشهر الستة القادمة ستحدد مصير 30 مليون يمني، مع تفاصيل صادمة قادمة.
في تقرير كشف عن كارثة اقتصادية غير مسبوقة، حذر البنك الدولي من أن الاقتصاد اليمني يواجه خطر الانهيار، مع انكماش الناتج المحلي بنسبة 1.5%، مما يعني خسارة تُقدر بـ850 مليون دولار سنوياً، وارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية بنسبة 26%، لتفاقم معاناة 18 مليون شخص يعانون من الجوع.
قد يعجبك أيضا :
وتوضح دينا أبو غيدا، مديرة مكتب البنك الدولي في اليمن، أن تحقيق الاستقرار الاقتصادي رهين بتعزيز الأنظمة القادرة على إنقاذ البلاد، في صورة من الواقع، تبيع العائلات كل ما تملك لإطعام أطفال نائمين جوعى، بينما يجوب الشيوخ الشوارع بحثاً عن العطاء.
منذ عشر سنوات، تحول اليمن من أكبر منتجي النفط في المنطقة إلى ساحة حرب مدمرة، حيث ساهم حصار صادرات النفط، والضربات الجوية التي شلت الموانئ، والنزاع المسلح الذي دمر البنية التحتية، جميعها عوامل بشكل ضراوة في هذا الانهيار، ويشير خبراء الأمم المتحدة إلى أنه إذا لم يُتخذ إجراء خلال شهرين، سنشهد مجاعة حقيقية.
قد يعجبك أيضا :
تحولت الأبوة إلى كابوس، حيث لا يستطيع الأب شراء الحليب، وتبيع الأم مجوهراتها، بينما ترك الطالب الدراسة ليعمل، والمريض لا يجد الأدوية، مما ينذر بموجة لجوء جديدة وانتشار الأمراض، وانهيار الأنظمة التعليمية والصحية لهذا البلاد، وبينما تنتظر الحكومة رفع الحصار، يتبادل التحالف والحوثيون اللوم، بينما يصرخ المدنيون طلباً للنجدة.
الاقتصاد ينهار، والشعب يتضور جوعاً، والمستقبل يبدو غامضاً في ظلام الجوع، فالأسابيع أو الأشهر المقبلة ستكشف الاتجاه الذي ستسير فيه البلاد، إما الإنقاذ أو التورط أكثر في عمق الهاوية، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة، وعلى الأمة العربية أن تواجه مسئوليتها التاريخية بشجاعة، والسؤال الأهم هو: “هل سيصحو العالم قبل أن يصبح اليمن مجرد ذكرى أليمة في كتب التاريخ؟”