يمكن قراءة الجزء الرابع من المقال هنا
Phoenix Wright Ace Attorney
تعتبر لعبة Phoenix Wright Ace Attorney إحدى روائع تطوير Capcom، وقد صدرت عام 2005، وهي واحدة من أبرز الألعاب التي أظهرت قدرة جهاز Nintendo DS على تقديم روايات تفاعلية تعتمد على المنطق والتحليل، بدلاً من الحركة السريعة، وقد وصلت الأجزاء الخمسة الأولى من السلسلة إلى الغرب، بينما بقي الجزء Ace Attorney Investigations 2 حصريًا لليابان، لكن النسخة الأولى تبقى الأكثر تأثيرًا، إذ وضعت الأساس لعالم السلسلة وشخصياتها مثل Phoenix وMaya وEdgeworth وغيرها.
تتميز نسخة DS بتحسينات ملحوظة مقارنة بالنسخة الأصلية على GBA، والتي كانت حصرية لليابان، حيث جاءت برسومات أوضح وصوتيات محسنّة، بالإضافة إلى إعادة تصميم الواجهة لتناسب تقنية اللمس، ودعم الشاشة المزدوجة، مما أضفى سلاسة وانغماس أكبر على التجربة، والأهم أن اللعبة قدّمت مجموعة من القضايا المحكمة البناء، التي تجمع بين النزاعات القانونية والتحقيقات البوليسية، مما يجعل كل فصل أشبه بعقدة جديدة تحتاج إلى تحليل وترتيب الأدلة.
تعتبر جلسات المحكمة من أبرز عناصر السلسلة، حيث تمنح اللاعب شعورًا عظيمًا بالانتصار مع كشف الكذب وتناقضات الشهود أمام القاضي، إذ تعتمد المعارك القانونية على ملاحظة أدق التفاصيل في الشهادات، ومقارنتها بالأدلة المادية لإيجاد نقاط الضعف التي تغير مجرى القضية، خاصة عندما يضطر اللاعب لقطع حديث الخصم، وتقديم دليل يثبت كذبه، مما يخلق لحظات مثيرة ومشوقة.
أما القضية الأخيرة في اللعبة، فهي من أقوى ما تقدّمه السلسلة، حيث تستفيد بشكل كامل من إمكانيات DS، مما يسمح باستخدام القلم في تحليل الأدلة والبحث في مسارح الجريمة، وتدوين الملاحظات، والتفاعل مع العناصر المختلفة داخل بيئة التحقيق، مما يجعل اللاعب يشعر بأنه محقق حقيقي يبحث عن الحقيقة خطوة بخطوة.
بفضل الخلط بين التحقيقات المشوقة والشخصيات القوية والحوارات الذكية والمعارك القانونية المتوترة، أصبحت Phoenix Wright Ace Attorney واحدة من أكثر ألعاب DS تميزًا وأهمية، كما تُعتبر من أبرز ألعاب روايات تفاعلية في تاريخ الجهاز، حيث حفظت إرثها الأصلي، إضافة قوة تنفيذ جعلتها من أفضل التجارب الممكنة على الجهاز.
Kirby: Canvas Curse
تعتبر لعبة Kirby Canvas Curse من تطوير HAL Laboratory، وقد صدرت عام 2005، وهي واحدة من الألعاب التي أثبتت قدرة Nintendo DS على إعادة ابتكار سلاسل شهيرة بطريقة مبتكرة وجديدة بالكامل، حيث تقدم اللعبة أسلوبًا مختلفًا يعهد القلم كأداة التحكم الرئيسية في توجيه Kirby في مغامراته، مما يمنح التجربة هوية فريدة تختلف عن ألعاب Kirby الأخرى.
تبدأ المغامرة حينما يتحول Kirby إلى كرة صغيرة بفعل تعويذة غامضة، بدلًا من الجري والطيران والابتلاع، يصبح تحريكه بيد اللاعب من خلال رسم مسارات قوس قزح على الشاشة اللمسية، وتعمل هذه الخطوط كطرق مؤقتة ينزلق Kirby فوقها، ليغيّر هذا المفهوم قواعد اللعبة ويجعل العالم يظهر كلوحة رسم حية بيد اللاعب.
لكن اللعبة لا تتسم بالسهولة، إذ يمتلك اللاعب كمية محدودة من الحبر يستخدمها لرسم هذه المسارات، ومع كل خط جديد ينفذ المخزون، مما يستلزم تخطيطًا دقيقًا قبل الرسم، إذ يجب على اللاعب إيجاد توازن بين رسم طريق آمن لـ Kirby وبين الحفاظ على الحبر عند مواجهة العقبات، مما يجعل إدارة الموارد جزءًا أساسيًا من التجربة، ويجعل اللاعب يتحكم في الإيقاع العام للمستوى.
أما التصدي للأعداء فلا يعتمد على الهجمات التقليدية، بل يعتمد أيضًا على القلم، حيث يمكن للنقرات السريعة على العدو أن تبعده عن Kirby، بينما يمكن استخدام بعض الخطوط كحواجز دفاعية، مما يجعل اللاعب يتفاعل بشكل مباشر وملحوظ مع الشاشة، ليجعل كل مستوى تجربة ممتعة وحيوية.
تتميز اللعبة بإيقاع متكرر من التحديات، مع مراحل تتطلب دقة متناهية وأخرى تعتمد على السرعة، وبعضها يعكس ألغاز في بيئة اللعب، مما يجعل الرسم جزءًا من الحل، حيث يُطلب الرسم لتكوين جسر أو الحد من سقوط Kirby، أو لبناء مسار يقوده نحو مفتاح أو هدف مخفي، وكل عنصر مصمم ليجعل اللاعب يستخدم القلم كامتداد لذهنه بدلاً من مجرد وسيلة للتحريك.
بفضل هذا الابتكار في التحكم، والانسجام بين أسلوب اللعب والفن المميز، أصبحت Kirby Canvas Curse واحدة من أكثر الألعاب ابتكارًا على DS، ويعتبرها الكثيرون واحدة من أفضل ألعاب Kirby على الإطلاق، حيث لم تكتفِ بإعادة تقديم فكرة مألوفة، بل أعادت تعريف Kirby بنفسه بطريقة استغلال قدرات الجهاز، مما أتاح أساليب لعب لم تكن ممكنة قبل ظهور الشاشة اللمسية.
Professor Layton and the Unwound Future
تعتبر لعبة Professor Layton and the Unwound Future من تطوير Level-5، وقد صدرت عام 2008، وهي الجزء الثالث في سلسلة Professor Layton، وتُعتبر كما أجمعت الآراء كأفضل لعبة في السلسلة، بفضل قوتها السردية وتنوّع ألغازها، والجرعة العاطفية الكبيرة التي أصبحت علامة بارزة للعنوان، فهي ليست مجرد لعبة ألغاز، بل رواية غامرة تُروى عبر مزيج من المشاهد السينمائية الجذابة والحوارات الذكية والمفاجآت الدرامية.
تبدأ الأحداث عندما يتلقى البروفيسور Hershel Layton وتلميذه Luke رسالة غامضة من نسخة أخرى من لوك نفسه ولكن من المستقبل، مما يدفعهما للتحقيق في قضية تتعلق بالسفر عبر الزمن والجرائم الغامضة، بينما تتداخل المصالح والعواطف، وتزداد قوة القصة مع تقدم الأحداث، لتكون Unwound Future أحد أعمق أجزاء السلسلة من الناحية الإنسانية، مؤخرًا العديد من جوانب ماضي Layton وشخصيته.
ليس السرد وحده ما يجعل اللعبة مميزة، بل تحتوي اللعبة على أكثر من 160 لغزًا مختلفًا موزعة داخل القصة، وكل لغز مصمم بعناية ليقدم فكرة جديدة أو تحديًا مختلفًا، حيث نجد ألغازًا تعتمد على الأرقام، وأخرى تستند إلى الاستنتاج البصري، وأحاجي ترتكز على إعادة ترتيب القطع، بل وحتى ألغاز تتطلب إعادة تفكير ووجهات نظر مختلفة، مما يجعل التجربة متجددة من البداية إلى النهاية.
ولأن Level-5 تعرف جمهورها جيدًا، فقد دمجت نظام تلميحات سخياً يضمن عدم إحباط اللاعب مهما كانت صعوبة اللغز، حيث يمكن إنفاق نقاط التلميح للحصول على إشارات تدريجية، وقد صُممت تلك التلميحات بذكاء لتساعد اللاعب دون إفساد متعة الحل، مما يسمح بالتقدم في القصة دون توقف طويل، ويمنح التجربة توازنًا رائعًا بين التحدي وسلاسة الأحداث.
تمتاز اللعبة أيضًا بجمال إخراجها، من الرسومات المرسومة يدويًا، إلى الأجواء الأوروبية الدافئة، والموسيقى الرقيقة التي تعكس الطابع العاطفي للقصة، والمشاهد السينمائية التي تصل لمستوى أعمال الأنمي الاحترافية، مما يجعل Unwound Future واحدة من أجمل الألعاب على DS من الناحية الفنية والقصصية.
في النهاية، تجمع Professor Layton and the Unwound Future بين ألغاز متعمقة، وسرد مؤثر، وشخصيات محبوبة، وتنوع مذهل في أساليب اللعب، مما يجعلها ذروة سلسلة Layton وأحد أفضل ألعاب Nintendo DS على الإطلاق، بل أحد أعظم ألعاب الألغاز في تاريخ الألعاب.
كاتب
