Published On 25/11/202525/11/2025
|
آخر تحديث: 19:36 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:36 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2
ذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن سلوك الرئيس دونالد ترامب الهادئ خلال لقائه بالمرشح المسلم الفائز بمنصب عمدة نيويورك، زهران ممداني، يعكس خوفا عميقا، فنجاح ممداني يشكل تهديدا لرواية الحزب الجمهوري، ويؤدي في الوقت نفسه إلى انقسام خطر داخل صفوف الديمقراطيين بين اليسار المتشدد والوسط المعتدل.
قناع سياسي
أشار مراسل الصحيفة في إيطاليا، مايكل داي، إلى أن ثقة ترامب وابتساماته، وكذلك مزاحه مع ممداني، لم تكن سوى قناع أمام الكاميرات، فممداني يمثل نموذجا سياسيا جذابا وقدرته على جذب الناخبين الاشتراكيين تهدد السردية المسيطرة للحزب الجمهوري. بالإضافة إلى ذلك، يعاني ترامب من أسبوع مضطرب، فرغم حصوله على استثمارات سعودية كبيرة، إلا أن أزمة “قضية إبستين” أجبرته على قبول نشر ملفات القضية، مما أثار قلقه من تداعيات ذلك. ومع ذلك، حاول ترامب تجنب إظهار ضعفه أمام ممداني، ورد على سؤال صحفية حول تصريحات ممداني عنه بسخرية، قائلا: “لقد وُصفت بأسوأ من كلمة فاشي”.
بين التخوف والإشادة
يؤكد الكاتب أن صعود ممداني يمكن أن يؤجج الانقسام داخل الحزب الديمقراطي، حيث قد يدعمه التيار اليساري المتشدد بالكامل، بينما يشعر الوسط المعتدل بالقلق من أفكاره الاشتراكية، مثل تجميد الإيجارات وتقديم الخدمات الحكومية، مما قد يؤدي إلى صراعات داخلية تضعف موقف الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة. كما واجه ممداني ضغوطا سياسية إضافية حيث صوت 86 من الديمقراطيين مع الجمهوريين لإدانة “رعب الاشتراكية” في الكونغرس، والمرصد عليه أن إدانتهم كانت ينبغي أن تكون لولاية ترامب الثانية بدلاً من ذلك. ورغم الانتقادات، أظهر المقال قوة ممداني الانتخابية، إذ اعتمد أسلوبا رقميا مبتكرا، مع التركيز على رسالة رئيسية تتمثل في خفض تكلفة المعيشة، ما ساهم في كسب قاعدة شعبية واسعة.
في النهاية، يكشف اللقاء الودي بين ترامب وممداني عن توتر سياسي عميق، ويعكس الإمكانات الانتخابية لممداني التي قد تهدد كلا الحزبين، بينما يراقب الرئيس بعناية الشباب الطموح والطاقة السياسية التي قد تُغيّر قواعد اللعبة في نيويورك وأميركا بشكل عام.
