«ارتفاع ملحوظ في سعر الريال و استقرار أسعار الأسماك في عدن… المواطنون ي كشفون حقيقة “حملات الضبط”!»

«ارتفاع ملحوظ في سعر الريال و استقرار أسعار الأسماك في عدن… المواطنون ي كشفون حقيقة “حملات الضبط”!»

في مفارقة اقتصادية صادمة تكشف حجم الخداع الذي يتعرض له المواطن العدني، سجلت العملة اليمنية تحسناً تاريخياً بنسبة 44% خلال عام واحد، بينما بقيت أسعار السمك – الغذاء الشعبي الأساسي – ثابتة كالجبال الراسخة دون أي انخفاض. في تطور يثير الغضب والاستياء، تواصل أسعار السمك ارتفاعها الجنوني رغم انخفاض سعر الصرف من 760 إلى 425 ريال أمام الدولار، ما يكشف مؤامرة صامتة تستهدف جيوب المواطنين وتحول حلم الوجبة اليومية إلى كابوس معيشي.

قصص من الواقع

أم محمد، ربة منزل عدنية، تقف عاجزة أمام محلات السمك، وتحكي مأساتها بكلمات مختنقة: “أطفالي يشتاقون لطعم السمك، لكن راتب زوجي لا يكفي لشراء كيلو واحد.” الأرقام الرسمية تكشف الفضيحة:

نوع السمك السعر (ريال)
الديرك 18,000
السخلة 15,000
الثمد 7,500

تُعتبر هذه الأسعار الخيالية نقاطاً ثابتة لم تتحرك منذ أكثر من عام، رغم التحسن الهائل في العملة المحلية، في مشهد يثير السخرية والغضب معاً.

كلمة من تاجر السمك

الحاج عبدالله، تاجر سمك صادق يعمل في المهنة منذ عقدين، يكشف أسرار اللعبة القذرة: “التجار الكبار يحتكرون السوق ويرفضون تخفيض الأسعار رغم انخفاض تكاليف الاستيراد.” خلفية الأزمة تكشف تواطؤاً خطيراً بين محتكري السمك والسلطات التي تكتفي بحملات ضبط إعلامية فارغة. د. أحمد العدني، الخبير الاقتصادي، يحذر بقوة: “نحن أمام كارثة غذائية محققة، عدن المدينة الساحلية تحرم أهلها من السمك، رغم أن البحر على بابها.” المقارنات التاريخية مرعبة: هذا التلاعب يشبه أزمة الغذاء في لبنان خلال الحرب الأهلية، حين أصبحت اللقمة حلماً بعيد المنال.

أثر الأزمة على الحياة اليومية

المأساة الحقيقية تكمن في التأثير المدمر على الحياة اليومية للأسر العدنية، فقد اضطرت عائلات كاملة للتخلي عن وجبة السمك الأسبوعية، التي كانت تقليداً راسخاً لعقود، بينما الأطفال يحلمون بطعم السمك المقلي الذي حُرموا منه. سالم الصياد، الذي يعمل في المهنة منذ 20 عاماً، يؤكد بمرارة: “تكلفة الصيد لم ترتفع بهذا الشكل الجنوني، لكن الجشع والاحتكار دمرا كل شيء.” النتائج كارثية: تراجع مستوى التغذية، زيادة الاعتماد على الأغذية المصنعة الضارة، وضغط نفسي واجتماعي مدمر على الأسر التي تعجز عن توفير أبسط الوجبات لأطفالها.

الوقت ينفد سريعاً أمام أزمة تهدد بتحويل السمك إلى طعام الأغنياء فقط في عدن الساحلية، ورغم تحسن العملة بنسبة 44%، تواصل أسعار السمك تحديها الصارخ للمنطق الاقتصادي والإنساني. التحرك الفوري لكسر الاحتكار وربط الأسعار بواقع العملة المحسن بات ضرورة حتمية قبل أن تتفاقم الكارثة الغذائية أكثر، والسؤال المؤلم يطرح نفسه بقوة: هل ستبقى عدن، عروس البحر، بلا سمك على موائد أهلها، بينما البحر يضج بالثروات أمام أعينهم؟

قد يعجبك أيضا :

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *