يواصل ويندوز الاقتراب من إنشاء بيئة تفاعلية تفرض على المستخدمين خيارات محددة.
تدمج مايكروسوفت الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف في واجهة النظام، حتى في التطبيقات البسيطة مثل “المفكرة”.
استبدلت مايكروسوفت خاصية “الوصول السريع” بخاصية “المحتوى الموصى به” لتشجيع الاستخدام السحابي.
أصبح إنشاء حساب مايكروسوفت شبه إلزامي، مما يقلل من السيطرة الكاملة على الحاسوب الشخصي.
تعكس هذه التطورات التوجه المتزايد للشركات في الحفاظ على المستخدمين ضمن أنظمتها لأطول فترة ممكنة.
كل عام، يقترب نظام “ويندوز” من التحول إلى بيئة تفاعلية تفرض خيارات محددة، بدلاً من منح المستخدم حرية القرار، مع تحديث عام 2025، حيث ظهرت أربعة “أنماط مظلمة” جديدة تثير قلق خبراء التقنية، إذ تستغل مايكروسوفت عناصر التصميم وواجهة المستخدم لتوجيه سلوك المستخدم بطريقة تبدو خفية لكنها فعّالة.
الذكاء الاصطناعي يصبح الإضافة الإلزامية في ويندوز 11
بدأت مايكروسوفت بتعزيز وجود الذكاء الاصطناعي في كل زوايا واجهة النظام، فحتى تطبيقات بسيطة مثل “المفكرة” أصبحت تحتوي على أدوات ذكية تقترح وتراقب وتتعلم من أنماط الكتابة، التحديثات الأخيرة تربط معظم المهام بـCoPilot، المساعد الآلي المدمج، وتعرض تلميحات متكررة لتفعيل هذه الخدمات، تكمن الخطورة في شعور المستخدم بأنه يخضع للمراقبة أو التوجيه إلى تجربة لم يطلبها.
تبديل «الوصول السريع» بـ«المحتوى الموصى به»
من التغيرات الصغيرة التي لها أثراً كبيراً، استبدلت مايكروسوفت قسم “الوصول السريع” في مستكشف الملفات بـ”الموصى به”، تبدو الخطوة بسيطة، لكنها تغير اتجاه المستخدم نحو الاعتماد على محتوى سحابي، مما يعكس رؤية الشركة لجعل التخزين والمزامنة عبر السحابة خياراً افتراضياً، بينما يُهمَّش الاعتماد على الجهاز ذاته.
عودة شاشة الإعدادات الأولى في ثوب جديد
شاشة الإعدادات التي تظهر بعد تثبيت النظام، والمعروفة باسم OOBE، حصلت على نسخة جديدة تُدعى SCOOBE، الهدف المعلن هو منح المستخدم فرصة لإعادة النظر في خياراته، لكن التصميم يكشف عن نيّة أخرى: زر “الاحتفاظ بالإعدادات الحالية” يبدو باهتاً وصغيراً، بينما يظهر زر “قبول الإعدادات الافتراضية” لامعًا، مما يجعل المستخدم ينقر عليه دون انتباه، ليجد نفسه متصفحاً عبر Edge أو يعتمد OneDrive مجددًا دون إدراك كامل.
حساب مايكروسوفت إلزامي تقريبًا
تراجع خيار إنشاء حساب محلي مستقل عن السحابة منذ مدة، ومع تحديثات التجريبية الأخيرة، تم إلغاء تقريبًا كل الطرق التقليدية لتخطي الربط بحساب مايكروسوفت، ما كان خياراً اختيارياً أصبح الآن شرطاً للدخول إلى سطح المكتب للمرة الأولى، هذا التوجه نحو مركزية الحسابات السحابية يجعل الخصوصية مرتبطة بثقة المستخدم في سياسات الشركة، ويقلل من السيطرة الكاملة على الحاسوب الشخصي.
بين راحة الاستخدام واستقلالية المستخدم
تعكس هذه الأنماط المظلمة اتجاهًا متسارعًا من الشركات الكبرى نحو تصميم واجهات تدفع المستخدم بلطف نحو أهدافها التجارية، في حالة ويندوز 11، لم تعد المسألة تتعلق بتحسين الأداء، بل بإبقاء المستخدم ضمن النظام البيئي للشركة لأطول فترة ممكنة، ومع كل تحديث، يصبح من الصعب التمييز بين ما هو مفيد وما هو مجرد “توجيه” في ثوب ذكي.
قد يكون هذا المسار حتميًا في عالم يتكامل فيه الذكاء الاصطناعي مع كل جوانب حياتنا، لكنه يثير تساؤلاً أكبر: إلى أي مدى نريد لأنظمتنا أن تتخذ قرارات عنا؟ في النهاية، تظل حرية التحكم بالحاسوب واحدة من آخر صور الخصوصية الرقمية التي يمكن أن نفقدها بسهولة ودون وعي.
