في مشهد مأساوي هز أركان استاد القاهرة الدولي، سقط نجم الزمالك نبيل عماد دونجا مصاباً في الدقيقة 68 من مواجهة زيسكو الزامبي، ليُحمَل على نقالة الإسعاف وسط سكون مرعب من 80 ألف مشجع، وقد جاءت الإصابة الصادمة في أسوأ توقيت ممكن، حيث يعاني الفريق من غياب 9 لاعبين أساسيين، مما يجعل مستقبل الأبيض في البطولة الأفريقية معلقاً بخيط رفيع.
تنعكس أضواء الإسعاف الحمراء على وجوه الجماهير المذهولة، بينما تقطع نقالة الإنقاذ أرضية الملعب في صمت مؤلم، ويدخل محمود جهاد بديلاً في لحظة تاريخية مؤثرة، محققاً عودة أسطورية بعد غياب استمر 224 يوماً كاملة منذ أبريل الماضي، ويقول كريم محمود، المصور الرياضي الذي وثق اللحظة المؤثرة من قلب الحدث: “المشهد كان صادماً للجميع، حتى لاعبو الفريق المنافس وقفوا احتراماً”.
قد يعجبك أيضا :
تأتي الإصابة في سياق أزمة حقيقية يمر بها عملاق القلعة البيضاء، حيث يواجه الفريق تحدياً أفريقياً صعباً بنصف تشكيلته الأساسية مفقود، تسعة لاعبين غائبين بالفعل، والآن إصابة عاشرة تضرب القلب، وهي معادلة رياضية قاسية تذكرنا بإصابة محمد صلاح المؤلمة في نهائي دوري الأبطال 2018، ويحذر د. محمد الشربيني، أخصائي الطب الرياضي: “الإخلاء على النقالة يشير لاحتمالية إصابة خطيرة، والساعات القادمة ستكون حاسمة لتحديد مصير اللاعب”.
في المدرجات، تحولت أجواء الحماس إلى قلق خانق، والجماهير تتابع بصمت مؤلم خروج نجمها المحبوب، ويعبر أحمد السيد، مشجع من المنيا، عن مشاعر الآلاف: “قلبي توقف لما شفت دونجا بيطلع على النقالة، ده مش مجرد لاعب، ده جزء من أحلامنا”، وتنتظر فرصة ذهبية لمحمود جهاد ليثبت أن الغياب الطويل لم يكسر عزيمته، بينما يواجه الزمالك تحدي إكمال رحلته الأفريقية بجيش من المحاربين الجرحى والأبطال الشباب الطامحين.
قد يعجبك أيضا :
مع تصاعد الأدرينالين في العروق وترقب مصير النجم المصاب، يبقى السؤال الأكبر معلقاً في الهواء مثل دخان المشاعل: هل سيتمكن النسر الأبيض من التحليق عالياً رغم كسر جناحيه، أم أن هذه الإصابة ستكون الضربة القاضية لأحلام القارة السمراء؟، الإجابة تكمن في قلوب المحاربين المتبقين وصمود الروح التي لا تنكسر.