قبل 3 ساعة
في جولة الصحافة، تحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن “التوقيت الخاطئ” لتناول موضوع أوكرانيا بحزم، كما أشار إلى أن التنافس القائم بين الولايات المتحدة والصين يوفر “فرصة لكسب المال”، وأبرزت موازنة الحكومة البريطانية الرفع المتوقع للضرائب.
الوضع الاقتصادي الروسي في ظل الحرب
نبدأ من صحيفة واشنطن بوست، حيث أشار الكاتب جيم جيراغتي، إلى أن روسيا تعاني نتيجة الغزو الذي بدأته في أوكرانيا منذ عام 2022، إذ “تتحمل تكلفة باهظة من حيث الرجال والموارد”.
أوضح الكاتب أن حكومة جمهورية ياقوتيا، التي تغطي جزءاً كبيراً من شرق سيبيريا، أوقفت المدفوعات للعسكريين الروس بسبب عجز في الموازنة وعدم وضوح التعهدات المستقبلية، مستنداً إلى تصريحات وزير المالية للجمهورية، الذي أكد أن المدفوعات ستتم في الأيام المقبلة.
وأضاف أن “عدم القدرة على دفع رواتب الجنود في الوقت المحدد يمثل مشكلة كبيرة لبلد في حالة حرب، حتى وإن كانت مؤقتة”.
وأشار إلى علامات في كافة أنحاء روسيا تدل على ضغوط اقتصادية، حيث انخفضت عائدات تصدير الوقود لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ بداية الصراع.
خسرت الحكومة الروسية بشكل كبير في توقعاتها الاقتصادية للعام القادم، وأقرت بأن عجز ميزانيتها سيبقى “أعلى بكثير في المستقبل المنظور”.
أوضح أن هذا الوضع بالغ الأهمية لبلد يعتمد على “خيارات اقتراض محدودة جداً دولياً”.
وأشار إلى زيادة ضريبة القيمة المضافة من 20% إلى 22%، وقام البنك المركزي الروسي ببيع الذهب من احتياطاته لتمويل ميزانية الدولة، وفقاً لمعلومات جاءت من صحيفة موسكو تايمز.
رغم ذلك، ذكر الكاتب أن روسيا لا تزال قادرة على تغطية تكاليف الحرب في أوكرانيا في الوقت الراهن، ولكن الضغوط المالية تزداد سوءاً كل شهر.
وأشار إلى تصريحات وزير الجيش الأمريكي، دان دريكسول، التي تفيد بأن القوات المسلحة الأمريكية “تحترم أوكرانيا وتدعمها، ولكن التقييم العسكري الأمريكي يشير إلى أنها في وضع صعب جداً، والآن هو الوقت الأمثل لتحقيق السلام”.
“من الممكن أن دريكسول اطلع على معلومات استخباراتية غير متاحة للجمهور”، حسبما أفاد الكاتب، لكن “الوضع الحالي للحرب لا يزال في حالة جمود دامي، حيث تتقدم روسيا ببطء ولكن بتكلفة باهظة”.
ذكر بأن روسيا تمكنت من السيطرة على نحو 350 ميلاً مربعاً في أوكرانيا بعد قمة ألاسكا التي جمعت ترامب وبوتين.
لكنه أشار إلى أن الخسائر الروسية لا تخفي التكاليف المفرطة للخسائر الأوكرانية، إذ ذكر تقرير من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن “معدلات الوفيات بين الأوكرانيين مرتفعة أيضاً، حيث قُتل ما بين 60,000 و 100,000 جندي أوكراني، بإجمالي 400,000 ضحية”.
التنافس الأمريكي الصيني
في صحيفة التلغراف، رأى الكاتب توم ستيفنسون أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين يمثل “فرصة مثيرة لكسب المال”.
أوضح في مقاله أنه “قبل خمسة عشر عاماً، اعتقدنا أننا نشهد بداية هيمنة آسيوية”.
بينما أطلق الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، “النار على قدميه بسبب الجشع والنفوذ”، كانت السلطات الصينية “تستثمر وتنفق لتجاوز الكساد العالمي”.
استمر الكاتب في القول إن التوسع السريع للطبقة المتوسطة في الصين “يغذي القصة المحلية للنمو”.
“تم تأجيل التحول في ميزان القوة الاقتصادية العالمية، بعد أن غطى عليه صعود شركات التكنولوجيا العملاقة في أمريكا، لكن صعود الصين قد يكون خافياً عن أعيننا”، وفقاً للكاتب.
أشار الكاتب إلى أن الصين تعود إلى الواجهة، وأن الوضع في الصين عام 2026 وما بعدها “أكثر إثارة للاهتمام”، مستندًا إلى تصريح لبنك جيفريز الاستثماري الذي ذكر أن “أكبر قصة غير مقدرة في عصرنا هي البراعة التكنولوجية الصينية”.
تحدث الكاتب أيضاً عن تضاعف براءات الاختراع في الصين التي أصبحت رائدة في مجالات الابتكار، متفوقة على الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الإنفاق الصيني على البحث والتطوير نما بمعدل مركب بلغ نحو 12% سنوياً، مقارنة بـ 3.7% في أمريكا و 2.6% في الاتحاد الأوروبي بين عامي 2007 و 2023، وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وذكر معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، وهو مركز أبحاث، أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة في الأبحاث المتطورة في 57 من أصل 64 مجال تكنولوجي يتتبعها.
رأى الكاتب أن “سرعة صعود الصين في مجموعة واسعة من التقنيات مذهلة”.
على الرغم من القلق الذي سببته الرسوم التي أعلنها ترامب في أبريل/نيسان، إلا أنها كانت قصيرة الأمد؛ فقد انتعشت الأسواق الأمريكية منذ الربيع، كما شهدت الأسواق الصينية وغيرها من الأسواق الآسيوية انتعاشاً مماثلاً، بفضل تسريع عمليات التصدير ودعم السياسات.
يلفت الكاتب إلى أن “التهديد التنافسي من جانب الصين قد يكون بمثابة العلاج بالصدمة الذي يحتاجه الاقتصاد الأمريكي”.
وأوضح أن السنوات العشر القادمة قد تحدد إذا ما كانت الصين ستنجح في تحقيق تفوق اقتصادي دائم أم ستدفع أمريكا ببساطة لرفع مستوى أدائها.
تحدث أيضاً عن إنشاء مكتب في وزارة الدفاع الأمريكية لتقليل الاعتماد على الصين، وسيقوم بتقديم قروض بقيمة 200 مليار دولار على مدى أربع سنوات لتعزيز الإنفاق في أكثر من 30 قطاعاً تكنولوجياً رئيسياً.
“حاجة الولايات المتحدة لمواكبة سرعة القفزة الكبرى في الصين تُعتبر خبراً جيداً لقطاعات التكنولوجيا في اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان”، بحسب الكاتب.
ثم أضاف أن “جمال الاستثمار هو أنك لا تحتاج إلى اختيار جانب واحد، فمن الأسهل بكثير الاستثمار في كلا طرفي التنافس الأمريكي الصيني وتركهما يلعبان دورهما”.
موازنة ضرائب الحكومة البريطانية
وفي صحيفة الإندبندنت، ناقشت الافتتاحية الموازنة التي كشفت عنها الحكومة البريطانية، مشيرة إلى أنها “ستضغط على العمال حتى تؤلمهم”.
وأكدت الصحيفة أن الموازنة المعلنة تمثل “موازنة حزب عمال” تقليدية لم نشهدها منذ ما قبل عصر حزب العمال الجديد، مع محاولات متواضعة لتقليل الدين الوطني بحلول نهاية الدورة البرلمانية، وفقًا لوجهة نظرها.
ستطال الضرائب العمال، حيث تورد الصحيفة أنه “لا يمكن إخفاء المعاناة الطويلة التي سيتحملها دافعو الضرائب في السنوات القادمة”.
أضافت أن الطبقة المتوسطة التي عرفت سابقاً بضغطها من قبل حزب العمال، على وشك تحمل المزيد من الضغط.
ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة الضرائب إلى 38% من الدخل القومي، وهو رقم قياسي منذ الحرب العالمية الثانية، كما سيتحمل دافعو الضرائب المزيد من الأعباء، مع سحب نحو 800,000 شخص من ذوي الدخل المنخفض إلى ضريبة الدخل لأول مرة.
ورغم أن الضرائب تستهدف الأثرياء، إلا أن العديد من الأسر ذات الدخل المتوسط ستعاني بشكل كبير، وذلك بعد سنوات من النضال مع أزمة تكاليف المعيشة.
