لندن ـ «القدس العربي»: اكتشف العلماء صخرة غريبة بمواصفات غير مسبوقة على سطح كوكب المريخ، مما أعاد الكثير منهم إلى التكهنات حول احتمال وجود كائنات فضائية أو حياة على الكوكب الأحمر.
مكونات فريدة من نوعها
وفقاً لتقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، فإن الصخرة الغريبة، التي أثارت تساؤلات العلماء، تحتوي على معادن غنية، مما دفعهم للاعتقاد بأنها ليست من المريخ، بل تنحدر من أصل آخر مختلف. وعُثر عليها بواسطة مركبة «بيرسيفيرانس» بالقرب من حافة فوهة جيزيرو، التي يبلغ عرضها 45 كيلومتراً، والتي يعتقد الخبراء أنها كانت موطناً للحياة في وقت ما، وتبلغ أبعاد الصخرة 80 سنتيمتراً. وقد تميزت بمظهرها «المنحوت»، كما أكد علماء وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، والذين أكدوا على أنها قد تكون من أصل خارج كوكب المريخ في النظام الشمسي.
تقنيات استكشاف متقدمة
استخدمت «بيرسيفيرانس» جهاز «سوبر كام» لتحليل تركيب الصخرة، حيث تم تسخين جزء صغير من سطحها باستخدام ليزر قوي. كشفت النتائج أن الجسم، المعروف باسم «فيبساكسلا»، يحتوي على نسبة عالية جداً من الحديد والنيكل، وهو ما يُعدّ أمراً غير معتاد، إذ لم تعثر المركبة على صخور تحمل هذا المحتوى المعدني في أي مكان آخر داخل فوهة جيزيرو.
رأي الخبراء
كتبت الدكتورة كانديس بيدفورد، الجيولوجية من جامعة بيردو والمُشغّل لمركبة بيرسيفيرانس: «عادةً ما يرتبط هذا المزيج من العناصر بنيازك الحديد والنيكل التي تشكّلت في قلب الكويكبات الكبيرة، مما يُشير إلى أن هذه الصخرة تشكّلت في مكانٍ آخر من النظام الشمسي». ومنذ هبوطها على المريخ في فبراير 2021، واصلت «بيرسيفيرانس» استكشاف جيولوجيا فوهة جيزيرو الشمالية، والتي تعدّ من بين أفضل الأماكن للبحث عن علامات الحياة المحتملة.
أهمية الموقع والاكتشاف
ونتيجةً لذلك، لقد صعدت «بيرسيفيرانس» إلى منطقة تُعرف باسم فيرنودن، حيث رصدت «فيبساكسلا». وعلى الرغم من أن العثور على نيازك على سطح المريخ ليس بالأمر الغريب، إلا أن تركيز المعادن العالي فيها يعدّ نادراً. وأوضح البروفيسور غاريث كولينز، الخبير في اصطدامات النيازك من إمبريال كوليدج لندن، أن المريخ يتعرض لاصطدامات النيازك بصفة مستمرة، وأضاف أن «سطح المريخ بأكمله تشكّل بسبب هذه الاصطدامات»، حيث يُعتبر من المتوقع سقوط عدد كبير من النيازك يومياً. الغالبية العظمى من النيازك هي صخرية، بينما واحد من كل عشرين نيزكاً يكون غنياً بالحديد والنيكل، حيث تتشكل هذه النيازك عادةً في قلب الكويكبات الكبيرة، بعد أن غرقت المعادن الثقيلة في مركز الصخور الساخنة أثناء تكوين النظام الشمسي.
