«اكتشاف نادر بعد 13 عاماً من البحث.. علماء يعلنون العثور على أندر زهرة في العالم»

«اكتشاف نادر بعد 13 عاماً من البحث.. علماء يعلنون العثور على أندر زهرة في العالم»

في لحظة عاطفية وصفها الباحثون بـ«السحرية»، نجح فريق مشترك من علماء الأحياء في جامعة أوكسفورد مع خبراء إندونيسيين في العثور على واحدة من أندر الزهور في العالم، وهي «رافليسيا هاسيلتي»، في أعماق غابات سومطرة المطيرة.

وجاءت نتيجة اكتشاف الزهرة النادرة بعد رحلة شاقة استمرت 13 عامًا، مليئة بالمخاطر والإصرار، حيث سافر الفريق ليلاً ونهارًا عبر مناطق تتجول فيها النمور، ليشهدوا لحظة انبثاق الزهرة أمامهم مباشرة.

زهرة نادرة تعيش لفترة قصيرة

تعرف «رافليسيا هاسيلتي» باسم «زهرة الجثة» أو «فطر وجه النمر» محليًا، وهي نوع طفيلي فريد ينتمي إلى جنس رافليسيا، الذي يضم نحو 42 نوعًا، معظمها مهددة بالانقراض، فهي لا تمتلك جذورًا أو أوراقًا أو سيقانًا، بل تعيش ككتلة خيطية داخل كرمة مضيفة في أعماق الغابات المطيرة، وتظهر فقط لتزهر لمدة 5-7 أيام قبل أن تموت.

يصل قطر الزهرة إلى متر واحد، ووزنها يصل إلى 6 كيلوجرامات، وتتميز بلونها الأحمر الداكن المتقلب مع بقع بيضاء تشبه وجه النمر، مما يجعلها تُرى «أكثر من قبل النمور من البشر»، حسب وصف السكان المحليين.

رائحة كريهة تجذب الحشرات

كانت الزهرة آخر مرة تم رصدها في البرية قبل أكثر من عقد، وهي واحدة من أندر أنواع رافليسيا، حيث يُقدر عدد الأفراد المتبقية ببضع عشرات فقط في سومطرة الغربية ووسطها، وبعض الجيوب في بورنيو الغربية، وتجذب رائحتها الكريهة، التي تشبه رائحة اللحم المتعفن، الحشرات الملقحة، لكن دورة حياتها القصيرة تجعلها عرضة للانقراض، ويُعزى تهديدها الرئيسي إلى إزالة الغابات للزراعة النخيلية، والتغير المناخي، والصيد غير الشرعي، ما يهدد 80% من أنواع رافليسيا عالميًا، وفقًا لقائمة الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.

رحلة بحث محاطة بالتحديات

بدأت الرحلة في عام 2012، عندما أطلق الدكتور كريس ثوروغود، نائب مدير حديقة أوكسفورد النباتية وأستاذ مساعد في علم الأحياء، حملة بحثية طويلة الأمد لتوثيق هذه الأنواع النادرة في جنوب شرق آسيا، وانضم إليه في السنوات الأخيرة عدد من الباحثين، من بينهم سيبتيان أندرايكي، وهو صياد زهور إندونيسي ومحافظ بيئي.

في 17 نوفمبر، وبعد 20 ساعة من السير الشاق، وصل الفريق إلى موقع سري داخل غابة غير محمية، تمثل 67% من مواقع الزهرة، حيث فتحت الزهرة أمامهم تدريجيًا في الظلام، مما أثار دموع الفرح لدى أندرايكي، الذي وصف اللحظة بأنها «مذهلة جدًا»، بينما اعتبر ثوروغود هذه اللحظة «مغيرة للحياة».

حقق الفيديو المنشور على إنستغرام من قبل جامعة أوكسفورد ملايين المشاهدات، لكنه أثار انتقادات لعدم ذكر الشركاء الإندونيسيين في البداية، مما دفع الجامعة إلى الاعتراف بجهودهم وتأكيد الشراكة المشتركة لبناء القدرات المحلية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *