«اكتشفوا أفضل ألعاب جهاز Nintendo DS التي لا تُنسى – الجزء السابع»

«اكتشفوا أفضل ألعاب جهاز Nintendo DS التي لا تُنسى – الجزء السابع»

يمكن قراءة الجزء السادس من المقال هنا

New Super Mario Bros

عندما أطلقت Nintendo لعبة New Super Mario Bros. في عام 2006، كانت تستعيد جوهر سلسلة ماريو الكلاسيكية بعد انقطاع طويل دام منذ عام 1990 عندما تم إصدار Super Mario World، وهو آخر جزء رئيسي من ألعاب المنصات الجانبية في السلسلة. ورغم أن Nintendo كانت تستكشف آفاق جديدة بألعاب ماريو ثلاثية الأبعاد، إلا أن جمهور السلسلة كان يفتقد المغامرات الجانبية التقليدية التي شكلت تاريخ ماريو، لذا جاءت هذه اللعبة لتعيد تلك الروح، مقدّمة تجربة تجمع بين الحنين والابتكار في آن واحد.

بمجرد بدء اللاعب رحلته، سيشعر بأنه قد نسي هذا الانقطاع الطويل بفضل تصميم المراحل الذكي، الغني بالأسرار والمفاجآت، كل مستوى مصمم بعناية ليقدم تحديات جديدة، ومسارات متعددة، وأعداء متجدّدين، بحيث يشعر اللاعب دومًا بأن اللعبة تعود ولكن بنَفَس جديد. الابتكارات تبرز في قوى ماريو الجديدة، مثل الـMega Mushroom الذي يحوّل ماريو إلى عملاق ضخم يدوس كل شيء في طريقه، محطمًا الأنابيب والطوب والأعداء بضربة واحدة، وهو ما يضيف متعة بصرية وإحساسًا بالقوة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك الـMini Mushroom الذي يصغّر ماريو، ويمنحه القدرة على دخول فتحات ضيقة واستكشاف مناطق سرية لا يمكن الوصول إليها بالحجم الطبيعي، هذه القدرة تضيف بعدًا جديدًا للاستكشاف، وتجعل العودة إلى بعض المراحل ضرورية للوصول إلى أسرار مخفية أو طرق بديلة. ومع هذه التحسينات، تحافظ اللعبة على جوهر سلسلة ماريو من حيث دقة التحكم، والانسيابية، وردود الفعل المثالية، ما يجعل تجربة القفز والتحرك عبر المنصات ممتعة في حد ذاتها، كذلك التوازن بين التحدي والمرح يجعل اللعبة مناسبة لجميع الأعمار والمستويات، من اللاعبين الجدد إلى محبي السلسلة المخضرمين.

حققت اللعبة نجاحًا هائلًا، فقد بيعت 30 مليون نسخة حول العالم، مما جعلها واحدة من أفضل ألعاب ماريو على مر العصور، وأحد الأسباب الرئيسية لعودة الألعاب الجانبية للسلسلة بعد فترة غياب، لقد أثبتت New Super Mario Bros. أن صيغة ماريو الكلاسيكية لا تزال قادرة على الإبداع والإبهار، وأن العودة إلى الجذور لا تعني الجمود، بل يمكن أن تكون بداية جديدة ومشرقة.

Mario & Luigi: Bowser’s Inside Story

تعتبر لعبة Mario & Luigi: Bowser’s Inside Story، التي طورتها AlphaDream وصدرَت عام 2009، واحدة من أذكى ألعاب المغامرات على جهاز Nintendo DS، رغم كثرة هذا النوع من الألعاب على الجهاز، إلا أن لا لعبة يمكن مقارنتها بأسلوبها المبتكر وروحها المرحة التي أصبحت علامة مميزة لسلسلة Mario & Luigi.

تدور فكرة اللعبة حول تطوير أسلوب القتال التفاعلي المعروف في الأجزاء السابقة، ولكن الإبداع الحقيقي يتجلى عند جعل Bowser شخصية قابلة للعب، بينما تحدث كل الأحداث من حوله دون أن يدرك أن Mario وLuigi يخوضان مغامرتهم داخل جسده. هذا التصميم الذكي يجعل الانتقال بين العالمين داخل وخارج Bowser جزءًا أساسيًا من القصة وطريقة اللعب.

تتبدل السيطرة بانتظام بين Bowser من جهة وMario وLuigi من جهة أخرى، مع تكامل واضح بين الطرفين، حيث يعتمد Bowser على قوته الهائلة في مواجهة الأعداء في العالم الخارجي، بينما يتولى الأخوان إصلاح ما يعطل عمل جسده من الداخل، وكل تغيير يحدث على الشاشة السفلية ينعكس مباشرة على قدرات Bowser في العالم الحقيقي، مما يجعل التجربة مترابطة من حيث السرد والأسلوب.

ومن ضمن اللمسات الإبداعية، الأعداء الذين يبتلعهم Bowser ينتقلون مباشرة إلى Mario وLuigi ليخوضا معهم القتال من الداخل، ما يخلق تفاعلًا فريدًا وغير قابل للتكرار في أي لعبة أخرى، اللعبة تتميز بنص محبوك يعكس روح الدعابة الحادة التي كانت السمة الأبرز لأعمال AlphaDream، إلى جانب مشاهد مليئة بالطرافة، مما يجعل القصة ممتعة من بدايتها حتى النهاية.

تتوج كل هذه العناصر في مغامرة تهدف في النهاية إلى إيقاف Fawful، الخصم الغريب الذي يقف خلف الفوضى في عالم اللعبة، وتستمر الأحداث في التنقل بين الشاشتين بتزامن يجعل الاستفادة من قدرات جهاز Nintendo DS في أعلى درجاتها، مما يجعل Mario & Luigi: Bowser’s Inside Story واحدة من أكثر الألعاب متعة على الجهاز وأكثرها تكاملاً من حيث السرد والابتكار والضحك.

Advance Wars Dual Strike

تأتي لعبة Advance Wars Dual Strike، التي طورتها Intelligent Systems وصدرَت عام 2005، لتكون واحدة من أعظم ألعاب الاستراتيجية على جهاز Nintendo DS، بل ومن أفضل الألعاب التكتيكية في تاريخ الألعاب المحمولة، ومع أن السلسلة بدأت على جهاز Game Boy Advance، إلا أن Dual Strike مثلت خطوة أكثر جرأة وتوسعًا، وقدمّت أفكارًا جديدة جعلت التجربة أعمق من الناحيتين التكتيكية والقصصية.

يحمل العنوان اسم Dual Strike لأنها أول لعبة في السلسلة تسمح للاعب باستخدام قائدين عسكريين (COs) في المعركة ذاتها، وهذا تغيير جذري في أسلوب اللعب، إذ يتيح الجمع بين قدرات ضابطين مختلفين، مما يفتح الباب لمجموعة ضخمة من الاستراتيجيات المحتملة، كما تسمح بعض مراحل اللعبة بخوض القتال على الشاشتين العلوية والسفلية في الوقت نفسه، ما يزيد من التعقيد الاستراتيجي، حيث يتعين على اللاعب إدارة جبهتين في آن واحد، وتأثير قراراته في كل منهما على الأخرى بشكل مباشر.

تقدم اللعبة كذلك مجموعة واسعة من الوحدات الجديدة، بما في ذلك Megatank، وهي واحدة من أقوى الوحدات الثقيلة التي ظهرت في السلسلة، بالإضافة إلى عدد من COs الجدد، كل واحد منهم يضفي أسلوب لعب مختلفًا عبر قدراته الخاصة وCO Powers، التي يمكن أن تغيّر مجرى المعركة في لحظات حرجة، وهذا التنوع الكبير في القادة والوحدات يجعل كل مواجهة فرصة لصياغة استراتيجية جديدة بالكامل.

ولم تهمل اللعبة جمهور السلسلة القديم، حيث استعادت جميع الأوضاع الأصلية، بما في ذلك استكمال القصة التي بدأت على GBA، إضافة إلى طورين جديدين: Survival Mode الذي يختبر قدرة اللاعب على التقدم بموارد محدودة وفي وقت مضغوط، وCombat Mode الذي يقدم معارك أسرع تعتمد على رد الفعل الفوري بدلاً من التفكير طويل الأمد.

وفي عام 2008، صدر الجزء اللاحق Advance Wars: Dark Conflict الذي قدّم قصة جديدة بالكامل وأسلوبًا بصريًا أكثر قتامة وجدية، وقد تناولت آراء اللاعبين ذلك بالتباين، لأنه ابتعد عن الطابع المرح الذي عُرفت به السلسلة، ولكنه رغم ذلك ظل لعبة استراتيجية قوية، ورسّخ مكانة السلسلة كواحدة من الأفضل في هذا النوع من الألعاب.

إن كلاً من Dual Strike وDark Conflict يمثلان قمة ألعاب الاستراتيجية على Nintendo DS، لما قدّمته من عمق تكتيكي، وتنوع في الوحدات، وأفكار مبتكرة في استخدام الشاشتين، وتبقى Advance Wars Dual Strike تحديدًا واحدة من أفضل الألعاب التي أثبتت كيف يمكن لجهاز محمول صغير أن يقدم تجربة استراتيجية ضخمة تضاهي الألعاب المنزلية في التعقيد والمتعة.

كاتب

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *