في تطور يُعتبر الأهم من نوعه منذ عقود، أعلنت المملكة العربية السعودية عن إطلاق نظام إلكتروني ثوري يُمكّن أكثر من 13 مليون مقيم من استقدام عائلاتهم خلال أسبوع واحد فقط، بدلاً من 6 أشهر انتظار مؤلمة، هذا التحول الجذري يحقق حلم الملايين في لم الشمل العائلي، والساعات القادمة ستشهد انهياراً حقيقياً على المنصات الإلكترونية من قِبل المقيمين المتلهفين لرؤية أحبتهم.
تجربة المقيمين مع النظام الجديد
أحمد المصري، مقيم منذ 8 سنوات في الرياض، لم يتمكن من رؤية والدته المريضة منذ عامين بسبب تعقيدات النظام السابق، “كنت أشعر وكأنني محاصر في قفص من البيروقراطية”، يقول أحمد بصوت مختنق بالمشاعر، النظام الجديد يتطلب 8 خطوات بسيطة عبر منصة واحدة، ويغطي الأقارب من الدرجة الأولى فقط: الوالدين، الأبناء، الأزواج، وأهل الزوجة، الدكتور محمد السعيد، خبير الهجرة الدولية، يؤكد: “هذا النظام سيحقق توفيراً يصل إلى 90% في الوقت والجهد مقارنة بالإجراءات التقليدية.”
استجابة لرؤية السعودية 2030
ضمن رؤية السعودية 2030 للتحول الرقمي، يأتي هذا التطوير كاستجابة مباشرة لمعاناة حقيقية عاشها ملايين المقيمين، جائحة كوفيد-19 عجّلت بالحاجة لأنظمة إلكترونية متقدمة تلغي الحاجة للمراجعات الشخصية المتكررة، النظام السابق، الذي ظل معمولاً به لعقود، كان يتطلب مراجعات متعددة ووثائق ورقية لا نهاية لها، الآن، تتم العملية بأكملها من المنزل، والوثائق المطلوبة واضحة ومحددة: جواز سفر ساري لـ6 أشهر، وثائق القرابة المصدقة، والتأمين الطبي.
قصص نجاح وآمال جديدة
فاطمة التونسية تروي قصة نجاحها: “استطعت استقدام والدي المسن وابنتي في أسبوع واحد فقط! كان الأمر أسهل من طلب وجبة عبر التطبيق”، التأثير الفوري للنظام الجديد سيشمل زيادة حادة في حجوزات الطيران، ونشاطاً ملحوظاً في سوق الإيجارات السكنية، سامر اللبناني، الذي عانى 3 سنوات مع الإجراءات التقليدية، يصف مشاعره: “أخيراً سأتمكن من احتضان أمي وأشم رائحة طبخها في بيتي”، لكن الخبراء يحذرون من ازدحام محتمل في الأسابيع الأولى، وينصحون بالتقديم المبكر وتجهيز الوثائق مسبقاً.
مستقبل مشرق للمقيمين
هذا التطور يمثل بداية عصر جديد في علاقة السعودية بالمقيمين فيها، حيث تتحول من دولة عمل إلى وطن ثانٍ للملايين، المستقبل يحمل مزيداً من التسهيلات، وربما توسعاً ليشمل أقارب الدرجة الثانية، الفرصة الذهبية متاحة الآن، والسؤال الوحيد المتبقي: هل ستكون من أول المستفيدين من هذه الثورة الرقمية، أم ستبقى تنتظر بينما يجتمع الآخرون بأحبتهم؟
