في تحول اقتصادي يغير معالم المنطقة، حققت منطقة الرياض إنجازاً تاريخياً غير مسبوق من خلال إسهامها بنسبة 50% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة العربية السعودية، بينما سجلت نسبة توظيف مدهشة تصل إلى 95.7%، وهو رقم يفوق توقعات أكثر الدول تقدماً، بينما تسعى دول بأكملها لتقليل معدلات البطالة، تساهم مدينة واحدة بنصف ثروة أكبر اقتصاد عربي، وأصبحت النافذة الذهبية للاستثمار تضيق بسرعات هائلة.
تدق أبواق 3,635 مصنعاً في منطقة الرياض على أبواب ثورة صناعية حقيقية، حيث يتزاحم المستثمرون للحصول على نصيب من اقتصاد يبلغ حجمه 1.27 تريليون دولار، فهد السعودي، شاب في 28 من عمره، بدأ مشروعه التقني في الرياض باستثمار 50 ألف ريال فقط، والآن تقدّر قيمة شركته بـ 10 مليون ريال، ويرى خبير اقتصادي مختص أن “الرياض لم تعد مجرد عاصمة سياسية، بل أصبحت المحرك الجديد للاقتصاد”، مضيفاً أن الاستثمارات تتدفق نحو المدينة كالأمواج الجارفة.
قد يعجبك أيضا :
وراء هذا الإنجاز الاستثنائي تقف رؤية السعودية 2030 التي كانت تبدو حلمًا بعيد المنال قبل بضع سنوات، لكنها تحققت اليوم وأصبحت تفوق جميع التوقعات، فاستثمارات ضخمة في التكنولوجيا وتطوير المدن الذكية وجذب المواهب العالمية قد جعلت الرياض مغناطيساً يمتص الاستثمارات من كل حدب وصوب، كما أن بداية اكتشاف النفط كانت نقطة تحوّل في تاريخ السعودية، نشهد اليوم بداية عصر ما بعد النفط، إذ يتوقع المحللون أن تصل مساهمة القطاع غير النفطي إلى 70% بحلول عام 2035.
هذا التحول الجذري يعيد تشكيل الحياة اليومية لملايين السعوديين، حيث يجد الشباب فرص عمل لم تتوفر قبل خمس سنوات فقط، محمد القطري، تاجر من الدوحة، يروي تجربته قائلاً: “تزايد نشاطي التجاري مع السعودية بنسبة 40% هذا العام غيّر حياتي تماماً”، مؤكداً أن النمو المتسارع في التجارة الثنائية بنحو 39% خلال تسعة أشهر فقط فاق كل التوقعات، بينما يحذر الخبراء المستثمرين الذين يتأخرون من احتمال فقدان فرصة الركوب على قطار النمو السريع، ويتزايد تباين ردود الفعل بين حماس المستثمرين وقلق المنافسين الإقليميين.
قد يعجبك أيضا :
الرياض تقود أكبر تحول اقتصادي في التاريخ الخليجي المعاصر، وبحلول عام 2030 قد نشهد ولادة أقوى اقتصاد عربي في العصر الحديث، النصيحة الذهبية للمستثمرين: استكشفوا الفرص، أنشئوا الشراكات، واستثمروا الآن قبل أن تصبح تلك الفرص مجرد حلم بعيد، السؤال لم يعد متى ستتجلى رؤية 2030، بل هل ستكون جزءًا من هذا النجاح المبهر؟
