«السعودية تستثمر 410 ملايين دولار لإنهاء حرب أوكرانيا هل تحقق المهمة المستحيلة؟»

«السعودية تستثمر 410 ملايين دولار لإنهاء حرب أوكرانيا هل تحقق المهمة المستحيلة؟»

في تطور غير متوقع هز الساحة السياسية الدولية، قامت المملكة العربية السعودية بضخ 410 مليون دولار في أجرأ خطوة دبلوماسية منذ عقود، سعياً لإنهاء الصراع الأوكراني الذي عانى منه العالم لثلاث سنوات متتالية. للمرة الأولى منذ بدء الحرب، اجتمعت روسيا وأمريكا على طاولة واحدة في الرياض، بينما يتابع العالم هذا الانفراج التاريخي بترقب شديد.

داخل القصر الملكي الفخم، شهدت العاصمة السعودية مشهداً غير متوقع، حيث اجتمعت وفود من أمريكا وأوكرانيا يوم 11 فبراير، تلاها محادثات مباشرة بين واشنطن وموسكو في 18 فبراير. وقد وصف مارك روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، الدور السعودي بأنه “لا غنى عنه”، بينما كان عطر البخور العربي يملأ الأجواء المشحونة. يروي يوسف الحارس، المترجم الذي شهد هذه المحادثات: “كان الصمت يكسره فقط صوت الأقلام أثناء التوقيع وهمهمة المترجمين… شعرت أننا نشهد تاريخاً يصنع”.

قد يعجبك أيضا :

لكن هذه ليست المحاولة الأولى للسعودية في مجال دبلوماسية السلام، ففي عام 2023، نجحت المملكة في تنظيم قمة سلام استمرت يومين، ضمت مسؤولين من أكثر من 40 دولة، مما يعزز مكانتها كوسيط موثوق. هذا التاريخ الغني في الوساطة، من كامب ديفيد إلى أوسلو، يضع السعودية في موقع مميز، حيث تملك النفوذ الاقتصادي والحياد السياسي، مما يمنحها القدرة على حل الأزمات التي أخفقت القوى التقليدية في التعامل معها.

بينما تواجه المملكة منافسة قوية من الإمارات وتركيا والصين في سعيها للوساطة، سيؤثر نجاح هذه المهمة على حياة المواطنين حول العالم. فمن المتوقع أن تنخفض أسعار الطاقة والغذاء، ويستقر سوق المال العالمي، بالإضافة إلى فرص استثمارية مميزة في مشاريع إعادة الإعمار، كلها بانتظار توقيع اتفاق السلام. د. فاطمة الشرقاوي، خبيرة العلاقات الدولية، توضح: “السعودية لا تسعى فقط لإنهاء حرب، بل لإعادة تشكيل النظام العالمي بأسره”، ولكن التحديات ما زالت قائمة، مثل المقاومة الأوروبية المحتملة، وتعقيد الشروط الروسية، ومخاطر الفشل التي قد تضر بسمعة المملكة.

قد يعجبك أيضا :

في الأيام القادمة، سيحدد مدى الـ7 أيام الفاصلة بين المحادثتين التاريخيتين مصير مئات الملايين من البشر، حيث تراهن الرياض على دبلوماسية البترول لإنجاز ما فشلت فيه دبلوماسية الدبابات، والعالم في انتظار الإجابة على السؤال الأهم: هل ستصبح المملكة عاصمة السلام الجديدة في عصر متعدد الأقطاب، أم ستضاف إلى قائمة المحاولات الفاشلة؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *