«العليمي يعترف بمظالم الجنوب ويعلن عن خطة الحل العادل للمرة الأولى»

«العليمي يعترف بمظالم الجنوب ويعلن عن خطة الحل العادل للمرة الأولى»

في تطور تاريخي غير مسبوق في اليمن، كسر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي صمت السنوات الطويلة، وأقر لأول مرة رسمياً بوجود مظالم حقيقية في المحافظات الجنوبية، وواعداً بحلول عادلة تنهي معاناة استمرت لأكثر من نصف قرن، وقد جاء هذا الاعتراف التاريخي في ذكرى مرور 58 عاماً على الاستقلال، ليفتح صفحة جديدة قد تغير مجرى الصراع اليمني إلى الأبد.

الخطاب الذي نقل مشاعر الجنوبيين

في خطاب مؤثر ألقاه العليمي بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال، استخدم لغة جديدة لم تُسمع من مسؤول يمني من قبل: “إننا نتفهم بكثير من الصدق، مظالم أبناء المحافظات الجنوبية”، هذه الكلمات حملت ثقل سنوات من المعاناة الصامتة، حيث وصف أبناء الجنوب بأنهم “حجر الزاوية لصناعة المستقبل وبناء الدولة المدنية الحديثة”، أحمد الجنوبي، الذي فقد وظيفته الحكومية منذ 8 سنوات، لم يصدق ما سمعه: “أخيراً، أحد يعترف بأننا لسنا مواطنين من الدرجة الثانية.”

أسباب الاعتراف والتداعيات المحتملة

هذا الاعتراف لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة ضغوط متراكمة عبر عقود من التهميش والإقصاء، تفاقمت خلال 10 سنوات من الحرب المدمرة التي شنتها جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً، المقارنة واضحة: كما كان الثلاثون من نوفمبر 1967 تتويجاً لمسيرة نضالية ضد الاستعمار البريطاني، فإن هذا التصريح قد يكون بداية تحرر جديد من الظلم الداخلي، د. محمد الشامي، أستاذ العلوم السياسية، يرى أن “هذا الإقرار خطوة مهمة نحو المصالحة، لكنه يحتاج لخطوات عملية لاحقة لتحويل الأقوال إلى أفعال.”

تأثير الاعتراف على المواطنين

التأثير كان فورياً على الحياة اليومية للمواطنين الجنوبيين، حيث عادت الابتسامة لوجوه كانت قد اعتادت على خيبة الأمل، فاطمة العدنية، المعلمة المتطوعة، تقول بعيون دامعة: “لأول مرة أشعر أن أحلامنا ليست مستحيلة”، العليمي لم يكتف بالاعتراف، بل قدم وصفة للحل تقوم على “اللامركزية وتكافؤ الفرص” بعيداً عن “المكايدات والنزعات الإقصائية”، هذا الوعد يحمل إمكانية إعادة هيكلة الدولة اليمنية بشكل جذري، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة تتراوح بين التسوية الشاملة والانقسام الأكبر.

آمال المستقبل والتحديات المنتظرة

بينما يحتفل اليمنيون بهذا الأمل الجديد، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة في الهواء: هل ستتحول هذه الكلمات إلى قوانين وإجراءات ملموسة؟ وهل ستكون هذه المرة مختلفة حقاً عن عقود من الوعود المكسورة؟ سالم الحضرمي، الذي عاش لحظة الاستقلال عام 1967، يلخص مشاعر جيل كامل: “عشت الاستقلال وأريد أن أرى السلام قبل أن أموت، هذا قد يكون آخر أمل لنا.”

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *