قال هاني فاروق، مدير تحرير جريدة “الأهرام”، إن العملية الانتخابية والاستحقاقات الدستورية أصبحت علامة مميزة في تاريخ مصر منذ ثورة 30 يونيو 2013، بعدما أصبح المواطنون المصريون هم من يتحكمون بالقرار، وينحتون مستقبل البلاد، ويحددون ملامح السياسة في الجمهورية الجديدة.
توجيهات الرئيس السيسي
وأوضح فاروق خلال لقائه في برنامج (بث مباشر للانتخابات) أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي حول الأحداث التي رافقت المرحلة الأولى من الانتخابات أعادت الأمور إلى نصابها، في ظل الأحداث المعقدة التي شهدتها المنطقة، والتي دفعت بعض القوى الخفية للعبث بالإرادة المصرية، مشيراً إلى أن تدخل الرئيس السريع عبر منصات التواصل الاجتماعي أعاد الأمور إلى مجراها الطبيعي، خصوصًا في ما يتعلق ببعض المظاهر المرتبطة بانتخابات المقاعد الفردية.
جهود القضاة والهيئات القضائية
أكد أن الإشادة مطلوبة بجهود القضاة وأعضاء الهيئات القضائية المشرفين على العملية الانتخابية، نظرًا للعمل المكثف الذي يقومون به في ظل ظروف دقيقة، فهم يمثلون الجنود الأوفياء الذين يعملون في خدمة الوطن، كما أن التعليمات التي وضعها الرئيس وُضعت تحت خطوط واضحة، وانعكست بشكل مباشر على أداء العملية الانتخابية في المرحلة الثانية، حيث تواصل اللجنة العليا للانتخابات التواصل المستمر مع المواطنين لعرض ما يحدث على أرض الواقع بشفافية.
تفاعل المواطنين
وأشار فاروق إلى أن اليوم الأول من المرحلة الثانية شهد توافدًا إيجابيًا من الشباب والنساء وغيرهم من أطياف المجتمع المصري للمشاركة في التصويت، مؤكدًا أن حالة من الطمأنة التي خلقها الرئيس جعلت المواطنين أكثر وعياً وإقبالاً، رغم محاولات بعض الأطراف استغلال ثغرات قديمة للعبث بأمن المجتمع، مشددًا على أن الوعي الشعبي اليوم أكبر من أي محاولات لإثارة الفوضى، خاصة في ظل التحديات المتزايدة على الساحتين الإقليمية والدولية.
المسؤولية الوطنية
تحدث مدير تحرير الأهرام عن أهمية المسؤولية الوطنية والمجتمعية التي تقع على كل مواطن مصري، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة والشرطة لعبتا دورًا محوريًا في السنوات الاثني عشر الماضية لمواجهة الإرهاب وتأمين الحياة السياسية ومراحل الانتخابات المختلفة، لافتًا إلى أن المواطن المصري، باعتباره الأساس في المجتمع، هو ضلع رئيسي في مثلث العملية الانتخابية إلى جانب القوات المسلحة والشرطة، بينما يواصل الرئيس السيسي جهوده لحماية مصالح الدولة ومنع قوى الظلام من النيل من استقرارها.
جهود التأمين
أوضح فاروق أن الجهود الأمنية التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة خلال العملية الانتخابية ملحوظة، حيث تم عرض كيفية تحرك قوات الأمن في مؤتمر صحفي لردع أي مظاهر غير حضارية قد تسيء إلى سير الانتخابات، معربًا عن أسفه للتصرفات غير المسؤولة لبعض المرشحين عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنها لا تعكس الصورة النيابية لمصر، وأن الدولة تتعامل معها بحسم، بينما يرفض المواطن الواعي مثل هذه السلوكيات، فحرية الرأي والمشاركة السياسية حق مكفول للجميع.
تفاصيل المرحلة الثانية من الانتخابات
وأضاف فاروق أن المرحلة الثانية من الانتخابات تُجرى في 13 محافظة تشمل القاهرة ومحافظات الدلتا، بإجمالي 73 لجنة انتخابية و1316 مرشحًا على المقعد الفردي، بجانب القوائم الحزبية، موضحًا أن هذا التنوع الجغرافي يعكس خطة الدولة لضمان سير الانتخابات بتنسيق بين جميع المحافظات، مشددًا على أن المشهد الانتخابي الحالي يعكس صورة حضارية شهد بها العالم، تمامًا كما ظهر في انتخابات المصريين في الخارج التي أُجريت في 117 دولة وشهدت مشاركة مشرفة.
أهمية الانتخابات
شدد فاروق على أن الانتخابات في مرحلتيها الأولى والثانية تمثل جوهرًا خاصًا، نظرًا لتزامنها مع مرحلة انتقالية مهمة نحو جمهورية جديدة، موضحًا أن المجلس النيابي القادم سيكون أمامه ملفات تشريعية كبيرة ومهمة، كما نجح المجلس المنتهية ولايته في إقرار مشروعات قوانين مؤثرة، وأن دعم المواطنين للعملية السياسية من خلال مشاركة واسعة هو واجب وطني، مشيرًا إلى أن الشعب المصري دائمًا قادر على إثبات وعيه واستحقاقه لهذه العملية.
عدد الناخبين
وأوضح أن عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت يبلغ حوالي 65 إلى 66 مليون ناخب، منهم 34 مليونًا شاركوا في الانتخابات، بما يمثل أكثر من نصف القاعدة الانتخابية في مصر، حيث تعكس المشاهد المنقولة إقبالًا متزايدًا وحسًا وطنيًا عاليًا من المواطنين لاختيار ممثليهم في قيادة البرلمان خلال المرحلة المقبلة.
يذاع برنامج (بث مباشر) عبر إذاعة شبكة البرنامج العام، إخراج د. محمود محجوب، وتقديم تقى نور الدين وعبد الرحمن البسيوني، مع رئيس التحرير عماد مطر، وإعداد رباب عبد الحليم، ويخرج البرنامج د. محمود محجوب.