بعد تحقيقه مبيعات ضئيلة.. لماذا فشل آيفون «النحيف»؟
منذ إطلاقه في سبتمبر الماضي، كان من المتوقع أن يشكل iPhone Air ثورة في تصميم هواتف أبل، بفضل نحافته المدهشة التي تبلغ 5.64 ملم، ولكن سرعان ما تحولت هذه التوقعات إلى خيبة أمل، حيث سجل الهاتف أداءً ضعيفًا في المبيعات، ليكون الأضعف بين سلسلة iPhone 17، في واحدة من أبرز الانتكاسات للمنتجات الجديدة من الشركة.
وفقًا لبيانات مؤسسة IDC، قامت أبل بتقليص إنتاج الجهاز إلى النصف بعد أسابيع من الإطلاق، بعدما حقق فقط حوالي ثلث التوقعات الأولية للمبيعات، وعلى الرغم من الضجة التي صاحبت الإعلان عنه، والتي أدت إلى حصول صفحة المنتج على مليون مشاهدة في شهر واحد، إلا أن معدل التحويل إلى الشراء كان الأقل بين كافة الطرازات.
أسباب إحجام المستخدمين عن آيفون Air
يعود السبب الرئيسي لامتناع المستخدمين عن شراء هواتف أيفون إلى المعادلة غير المتوازنة بين السعر والمواصفات، فالهاتف يُباع بسعر 999 دولارًا، أي بفارق 100 دولار فقط عن iPhone Pro الأكثر قوة، وبتفاوت كبير مقارنة بالطراز الأساسي iPhone 17 الذي يبدأ من 799 دولارًا، ما وضع «آير» في منطقة غير جذابة للباحثين عن القيمة، ولا للمستخدمين الذين يهتمون بالأداء العالي.
زيادة المشاكل التقنية كانت عاملاً آخر، إذ اضطرت أبل لتقليص جودة السماعات إلى واحدة بدلاً من اثنتين، واستخدمت كاميرا خلفية بدون عدسات مقربة أو واسعة النطاق، وذلك للحفاظ على النحافة، ورغم تأكيد الشركة بأن بطاريته تدوم «طوال اليوم»، إلا أنها أطلقت معه حزمة بطارية إضافية قابلة للفصل، ما أثار تساؤلات حول مدى الاعتماد عليها.
تعقدت الأزمة في السوق الصينية، حيث يظهر iPhone Air كأضعف موديلات السلسلة أداءً، وفقًا لتحليلات شركة «جيفريز»، رغم الحاجة الملحة لأبل لاستعادة حصتها أمام هواوي وسامسونج، ويعتقد عدد من المحللين أن الهاتف قد يكون مجرد تجربة تمهيدية قبل إطلاق جهاز أبل القابل للطي المتوقع العام المقبل، ولكن في الوقت الحالي، يظل iPhone Air دليلاً واضحًا على أن التصميم وحده لا يكفي، وأن المستهلك لم يعد مستعدًا لدفع المزيد مقابل مواصفات أقل، مهما كانت نحافة الجهاز، كما أفادت «فايننشال تايمز».
