في تطور مقلق يمس الثقة العامة، أعلن مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية عن اكتشاف عملية احتيال منظمة تستهدف المواطنين، حيث يقوم مجرمون مجهولون بانتحال صفة موظفي الدولة رفيعي المستوى من أجل سرقة أموال المواطنين. كل ثلاث دقائق، يتلقى مواطن يمني مكالمة احتيال تسعى للاستيلاء على مدخراته المحدودة، في استغلال بشع لمعاناة شعب يكافح من أجل البقاء، وقد يكون هذا التحذير الرسمي العاجل كفيلاً بإنقاذ أموالك قبل أن تضيع في جيوب المحتالين.
استقبل المكتب الرئاسي عددًا متزايدًا من البلاغات والشكاوى تكشف عن شبكة احتيال تعمل من داخل اليمن وخارجها، حيث يعتمد المحتالون على أساليب خادعة لإقناع الضحايا بهويتهم الزائفة. “أحمد الصنعاني، موظف متقاعد، فقد 500 دولار أمريكي – راتب شهرين كاملين – بعد تصديق وعود براقة بمنحة إنسانية” يتحدث أحمد بصوت مكسور: “اتصلوا بي باسم مكتب الرئاسة، وعدوني بمساعدة قدرها 2000 دولار مقابل رسوم تحويل 500 دولار فقط. كان صوتهم مقنعاً جداً، وحاجتي جعلتني أصدقهم.” بهذا الشكل، يتمكن المحتالون من تلقي الضحايا في بحر اليأس الاقتصادي الذي يعاني منه اليمنيون.
قد يعجبك أيضا :
تتجذر هذه المأساة في الأزمة الاقتصادية الخانقة التي جعلت المواطنين اليمنيين عرضة للاستغلال، حيث شهدت المنطقة العربية زيادة بنسبة 300% في عمليات الاحتيال الإلكتروني خلال السنوات الخمس الأخيرة. يحذر د. سامي النهاري، خبير الأمن السيبراني، من تطور أساليب المحتالين قائلاً: “يدرس هؤلاء المجرمون نفسية الضحايا، ويستغلون حاجتهم للمال ورغبتهم في حياة أفضل، ويعزز انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وضعف الوعي الرقمي من فرصة نجاحهم.” هذا النوع من الجرائم ينتشر بسرعة، مستغلاً براءة الناس واحتياجاتهم المُلِحّة.
يتجاوز التأثير المدمر لهذه العمليات الخسائر المالية ليصل إلى حياة المواطنين اليومية، حيث تتلقى “فاطمة المخلافي 15 مكالمة احتيال خلال شهر واحد”، وتقول: “أصبحت أخاف من رنين الهاتف، إذ تجعلني كل مكالمة مجهولة أشعر بالخوف والترقب.” قد يستهدف المحتال الواحد من 50 إلى 100 ضحية شهرياً، والمفجع أن 15% منهم ينخدعون بالفعل. يتطلب هذا الوضع المأساوي يقظة مستمرة وحذراً شديداً في أي تعامل مالي عبر الهاتف، خصوصاً مع انتشار الوعود الوهمية بالمساعدات والترقيات التي تبدو حقيقية إلى حد كبير.
قد يعجبك أيضا :
تتطلب مواجهة هذا النوع من الإجرام وعياً جماعياً واحترازًا. لقد أنقذ المتحدث الرسمي لمكتب الرئاسة آلاف المواطنين من خلال تحذيراته المبكرة، لكن الحرب ضد المحتالين تحتاج جهود الجميع، فمن المهم عدم تحويل أموال لأرقام مجهولة والتحقق من هوية المتصل شخصياً، فهذه الخطوات تشكل خط الدفاع الأول. هل ستصبح الضحية القادمة، أم ستقرّر حماية نفسك من خلال الوعي والحذر؟ القرار بيدك، والثمن قد يكون مدخرات حياتك.
