قبل 3 ساعة
في جولة الصحف اليوم، نقدم استعراضًا لثلاثة مقالات تنوّعت مواضيعها، لكنها تعكس بشكلٍ واسع مشهدين سياسيين متوترين، وظاهرة اجتماعية ملحوظة.
أولًا: “ترامب يستهدف جماعة الإخوان المسلمين بحكمة”
يناقش الكاتب ديفيد أديسنيك في مقالته النهج الذي اتبعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه جماعة الإخوان المسلمين، موضحًا أن الإدارة الأمريكية اعتمدت هذه المرة مقاربة “مدروسة” و”حكيمة”، رغم عدم شهرة ترامب بالتحفظ، يُشير أديسنيك إلى أن الجماعة، كحركة عالمية، تستند إلى ثلاثة مبادئ: “القرآن دستورنا، الجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا”، حيث يرى أن هناك صلة واضحة مع حركة حماس وأيمن الظواهري، زعيم القاعدة الراحل، وقد سعى الجمهوريون في الكونغرس لفترة طويلة إلى تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي شامل، لكن ترامب رفض هذا التوجه، مفضلاً معالجة كل فرع على حدة، ويُوضح أن القرار التنفيذي الجديد يكلف الوزارتين بتقييم كل “فرع أو تقسيم” من الإخوان، لمعرفة ما إذا كان يستوفي الشروط القانونية للتصنيف الإرهابي، ويعتبر أديسنيك أن هذا المنهج أكثر تأثيرًا واستدامة، لأن الجماعة تفتقر لقيادة مركزية واحدة، مما يعني أن أي تصنيف شامل قد يُستأنف قانونيًا، ويقول إن التقرير الذي أعده وزملاؤه أظهر أن فرعي لبنان والأردن يستحقان التصنيف، حيث تعمل الجماعة في لبنان تحت اسم “الجماعة الإسلامية”، وقد “مجّدوا حماس” بعد هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بينما في الأردن، رصدت الاستخبارات وجود عناصر تصنع صواريخ وطائرات مسيّرة، في حين لم يغيّر القمع الذي يمارسه نظام السيسي في مصر من التوجه الأيديولوجي للجماعة، وقد تُعطي الولايات المتحدة الضغوط سرًّا وتلجأ إلى عقوبات على مسؤولين محددين كخطوة لاحقة.
ثانيًا: “ويتكوف قد لُعِب به من جانب بوتين”
في مقال كتبته روجر بويس، يتم تناول شخصية ستيف ويتكوف، رجل ترامب في مفاوضات السلام، حيث يوضح الكاتب أن المفاوضات مع روسيا دائمًا ما تكون “مصنعًا للسمّ”، مُشيرًا إلى القصة التاريخية لتشرشل وستالين عام 1944، كما يُظهر أن ويتكوف لم يُدرك التنازلات التي قدمها لروسيا أثناء صياغته لوثيقة “سلام عبر الاستسلام”، ويؤكد على أن معظم المطالب الروسية لم تتغير، بينما باتت أهم مطالب كييف شبه مستحيلة، ويتطرّق الكاتب إلى أن ويتكوف، الذي اكتسب الثقة في دائرة ترامب الضيقة بفضل قدرته على إتمام الصفقات، إلا أن نجاحاته لا تخفي هشاشة أدواته، فهو يعتمد على ملخصات استخباراتية بسيطة، ويلتقي بمسؤولين قد لا يكونون جديرين بالثقة، ويستنتج أن ترامب بحاجة إلى دبلوماسية محترفة، وتحذير الكاتب من “عقد من عدم الاستقرار” إذا لم تفشل الجهود.
ثالثًا: “أُعطي أطفالي أياماً للنوم كلما أرادوا من أجل صحتهم العقلية”
في صحيفة “ذا إندبندنت”، تشرح شارلوت كريبس تجربتها في منح أطفالها أيامًا للنوم عند الحاجة، حيث تشير إلى أنها اتصلت بالمدرسة لتقديم عذر غياب ابنتها لكونها شعرت بأنها “ستة من عشرة”، وتتفهم كريبس إمكانية تعرضها لانتقادات، لكنها تعتقد أن تلبية احتياجات أطفالها أهم من الالتزام الأعمى بالحضور، وكشفت دراسات حديثة أن الأهل يمنحون أطفالهم في المتوسط ستة أيام للراحة النفسية سنوياً، وثلاثة أرباع الآباء لاحظوا تحسنًا في سعادة أطفالهم وسلوكهم عند حصولهم على استراحة، كما أظهرت النتائج أن الغياب بات أكثر تساهلاً بعد الجائحة، وتقول إن منح الطفل “وقتًا مستقطعًا” قد يكون الحل الأمثل في بعض الأحيان.
