في ختام زيارته الرسمية لقرغيزستان ومشاركته في قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO) اليوم الخميس، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمراً صحفياً كشف فيه عن تفاصيل “بالغة الأهمية” تتعلق بالمسار العسكري والدبلوماسي للأزمة الأوكرانية، مؤكداً أن روسيا اطلعت على خطة تسوية أمريكية وأن الاتصالات مع الغرب قد بلغت مراحل متقدمة.
تفاصيل الخطة الأمريكية
أكد الرئيس الروسي أن بلاده اطلعت على “الخطة الأمريكية الأولية للتسوية في أوكرانيا”، موضحاً أنها “قائمةٌ اتفاقية محتملة من 28 بنداً” وليست مجرد مشاريع اتفاقيات، وأشار بوتين إلى أن موسكو ترى أن الجانب الأميركي يراعي موقف روسيا “إلى حد ما”، مضيفاً: “نتفق على أن الخطة الأمريكية بشأن أوكرانيا يمكن أن تكون أساساً لاتفاقيات مستقبلية”.
التوقعات الدبلوماسية
وسط مؤشرات على انفراجة دبلوماسية، أعلن بوتين أنه من المتوقع أن يصل “الوفد الأمريكي إلى موسكو الأسبوع المقبل”، كما أكد استعداد روسيا لمناقشة قضايا الأمن الأوروبي والاستقرار الاستراتيجي مع الغرب، مشيراً إلى أن المقترح الأمريكي لتسوية الأزمة يجب أن “يُترجم إلى لغة دبلوماسية”.
الاتصالات مع مجموعة السبع
وفيما يتعلق بالاتصالات مع مجموعة السبع، قال بوتين إنها ممكنة “إذا تم تنفيذ الخطة الأميركية بشأن أوكرانيا، لكن من السابق لأوانه الحديث عن ذلك”، وفي سياق متصل، وصف بوتين “الادعاءات حول نية روسيا مهاجمة أوروبا بأنها هراء وكذب صريح”.
الزخم العسكري في أوكرانيا
حول الوضع الميداني، أكد الرئيس الروسي على استمرار “الزخم الإيجابي للقوات الروسية متواصل على جميع الجبهات”، وفي رسالة لا تقبل التأويل، حدد بوتين نهاية الصراع بشرط واحد: “الصراع سينتهي بانسحاب القوات الأوكرانية من الأراضي التي تحتلها”، وشدد على أنه “إذا لم تنسحب القوات الأوكرانية من الأراضي المحددة فإن روسيا ستحقق ذلك بقوة السلاح”.
الخسائر الأوكرانية والتحذيرات الاقتصادية
كما كشف بوتين عن أرقام مفزعة للخسائر الأوكرانية، مؤكداً أن كييف تكبدت خسائر بلغت 47,500 عسكري على خطوط المواجهة في أكتوبر، مشيراً إلى أن معدلات الفرار من الجيش الأوكراني “مرتفعة للغاية”، وأن هناك فجوة متزايدة بين الخسائر وعدد القوات التي ترسلها كييف إلى مناطق القتال، وحذر بوتين من تداعيات اقتصادية وخيمة إذا أقدم الغرب على خطوته المتوقعة، مؤكداً أن المصادرة المحتملة للأصول الروسية ستؤدي إلى انخفاض حاد في الثقة بمنطقة اليورو.
التقدم في الصناعة العسكرية
وعلى صعيد الصناعة العسكرية، وصف الرئيس بوتين التقدم الذي أحرزته صناعة الدفاع الروسية في تكنولوجيا الطائرات من دون طيار بأنه “ثورة”، لكنه أشار إلى أنه يجب على روسيا في المقام الأول تلبية احتياجاتها في مجال الصناعة الدفاعية في ظروف العملية العسكرية الخاصة، كما أكد أن روسيا مستعدة لتشارك الأسلحة والمعدات مع شركائها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
التعاون الإقليمي والطاقة
وفيما يتعلق بالتعاون الإقليمي والطاقة، أشار بوتين إلى أن روسيا وقيرغيزستان تخططان لبناء محطة طاقة نووية صغيرة، لافتاً إلى أن روسيا “هي الدولة الوحيدة في العالم التي تبني محطات طاقة نووية صغيرة”.
موقف منظمة معاهدة الأمن الجماعي
وحول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أكد بوتين أن “روسيا تقدر عالياً نتائج العمل المشترك”، وأن المنظمة لا تشكل تهديداً لأحد، لكن يجب أن تكون مستعدة لصد العدوان ضد أعضائها، وفيما يخص موقف أرمينيا، أكد الرئيس الروسي على أن “موقف أرمينيا من المشاركة في منظمة معاهدة الأمن الجماعي هو خيارها، ودول المنظمة تحترمه”.
