28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، 09:02 GMT
آخر تحديث قبل ساعة واحدة
كشف مدير صحة ريف دمشق، الدكتور توفيق حسابا، لوكالة الأنباء السورية “سانا” أن حصيلة القتلى نتيجة الهجوم الإسرائيلي على بلدة بيت جن في جنوب سوريا ارتفعت إلى 13 قتيلاً، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي عن قيامه بعملية في المنطقة لـ”اعتقال مطلوبين”.
العدوان الإسرائيلي وأثره
أفادت التقارير التلفزيونية السورية بوجود “عدوان إسرائيلي” على قرية بيت جن، الواقعة جنوب غرب دمشق على سفح جبل الشيخ، مما أسفر عن سقوط “شهداء بينهم نساء وأطفال، فيما لا يزال عدد من المواطنين عالقين تحت الأنقاض”.
تفاصيل الاشتباكات
وقال مختار القرية عبد الرحمن الحمراوي لوكالة الأنباء الفرنسية إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل في بيت جن لاعتقال ثلاثة شبان من سكانها، مما أدى إلى وقوع اشتباكات مع السكان الذين حاولوا التصدي لهذا التوغل”.
نتيجة لذلك، “قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي القرية عبر طائرات مسيرة وبالمدفعية”، وفقاً للحمراوي، ما أدى إلى وقوع ضحايا.
الحالات الحرجة والإسعافات
ذكر الدكتور توفيق إسماعيل حسابا أنه تم نقل المصابين إلى مشفى المواساة ومشفى قطنا بريف دمشق، بعض الحالات كانت في وضع حرج وكانت بحاجة إلى عمليات جراحية، مشيراً إلى أن منظومة الإسعاف في ريف دمشق بالتعاون مع الدفاع المدني السوري قدّمت الإسعافات الأولية للأشخاص الذين لا يستدعي وضعهم النقل إلى المستشفيات.
كما أفاد التلفزيون السوري بنزوح العديد من العائلات من بيت جن إلى المناطق الأقرب والأكثر أمناً.
إعلان الجيش الإسرائيلي
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة أنه نفذ “عملية تهدف إلى توقيف مشتبه بهم ينتمون إلى تنظيم الجماعة الإسلامية”، وأوضح أنهم كانوا “ينشطون” في قرية بيت جن “ويقيمون أنشطة إرهابية ضد المدنيين في دولة إسرائيل”.
وأشار الجيش إلى أن “العملية أُنجزت بالكامل وتم اعتقال جميع المطلوبين، وقُتل عدد من الإرهابيين”، موضحاً أن ستة جنود إسرائيليين أصيبوا، ثلاثة منهم إصابتهم خطيرة، جراء تبادل إطلاق النار.
الجماعة الإسلامية
الجماعة الإسلامية هي تنظيم ينشط في لبنان، وتحالف مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقد استهدفت إسرائيل عدد من قادتها خلال حربها الأخيرة مع حزب الله.
العمليات العسكرية الإسرائيلية
شهدت إسرائيل مئات الغارات على المواقع العسكرية السورية بعد الإطاحة بهيئة تحرير الشام للرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، مشيرة إلى أن هدفها كان منع حكومة الرئيس أحمد الشرع من السيطرة على ترسانة الجيش السوري.
أعلنت إسرائيل مراراً عن تنفيذ عمليات برية واعتقال لأشخاص يشتبه في قيامهم بأنشطة “إرهابية” في الجنوب السوري، وفي الوقت نفسه، توغلت قواتها إلى المنطقة العازلة في الجولان التي أُقيمت بموجب اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
العلاقات السورية الإسرائيلية
سوريا وإسرائيل لا تقيمان علاقات دبلوماسية، ولا تزالان في حالة حرب رسمياً منذ عقود، إلا أن هناك لقاءات عدة تمت برعاية أمريكية في الآونة الأخيرة.
وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي القوات الإسرائيلية المنتشرة في الشريط العازل خارج المنطقة المحتلة من مرتفعات الجولان السورية، مؤكداً على أهمية وجودها، مما اعتبرته دمشق “غير شرعي”.
إدانة الاعتداءات
في سياق ذلك، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية ما وصفته بـ”الاعتداء الإجرامي” من قبل طائرات الجيش الإسرائيلي على بلدة بيت جن، معتبرة أن الهجوم أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين وتدمير المنازل بشكل واسع.
ذكرت الوزارة أن القصف جاء “بعد فشل إسرائيل في استهداف بلدة بيت جن مسبقاً”، مشددة على أن الاعتداء الأخير يشكل “جريمة حرب مكتملة الأركان” لما نتج عنه من ضحايا بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى نزوح عدد كبير من الأسر بسبب التهديدات المستمرة بالقصف.
الدعوة إلى التحرك الدولي
أكدت الخارجية السورية أن “العدوان يأتي في إطار التصعيد الإسرائيلي المستمر في المنطقة”، محملة السلطات الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة عن التبعات الأمنية والإنسانية” للهجمات الممنهجة، والمخالفة للقانون الدولي.
جدّدت دمشق طلباتها لمجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية للتحرك العاجل لـ”وقف سياسة العدوان والانتهاكات المتكررة”، واتخاذ إجراءات رادعة تضمن احترام القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية.
وسلط البيان الضوء على أن سوريا ستواصل “ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها بكافة الوسائل التي يقرها القانون الدولي”، مؤكدة أن استمرار الاعتداءات “لن يثنيها عن التمسك بحقوقها وسيادتها ورفضها لكل أشكال الاحتلال والعدوان”.
