Published On 1/12/20251/12/2025
|
آخر تحديث: 11:36 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:36 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2
في خضم التصعيد السياسي والميداني الذي يرافق المفاوضات الأوكرانية الأميركية حول خطة السلام المقترحة، برز اسم رستم عمروف، أمين المجلس الوطني للأمن والدفاع، كواجهة جديدة لجهود الدبلوماسية في كييف.
تغييرات مفصلية في الوفد الأوكراني
تولى عمروف رئاسة الوفد الأوكراني إلى المباحثات في فلوريدا، بعد إقالة أندري يرماك إثر فضيحة فساد أثرت على موقف الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وأضعفته في المفاوضات، وتأتي هذه التغييرات بينما تتعرض أوكرانيا لضغوط أميركية متزايدة للقبول بتنازلات إقليمية، في ظل نقص السلاح والمال، وتصاعد الهجمات الروسية.
مبادرة أميركية معدلة
كييف تتعامل حاليًا مع مبادرة أميركية تشمل نحو 19 بندًا، بعد حذف بعض النقاط الخلافية، وتأجيل أخرى لتفاوض مباشر بين زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبينما تصف كييف هذه المباحثات بأنها “بناءة”، لا تزال الضمانات الأمنية محورًا عالقًا، وروسيا تواصل توجيه ضربات ليلية لأهداف في أوكرانيا، وتستعد واشنطن لتقييم جولة جديدة من الوساطة عبر مبعوثها ستيف ويتكوف، الذي يُتوقع عودته قريبًا إلى موسكو لمحاولة تضييق الفجوات في المواقف.
خلفية دينية وسياسية
ينحدر روستم عمروف من تتار القرم، وهو مسلم يمارس تعالميه الدينية، ويرتبط بعلاقة وثيقة مع الزعيم التاريخي لتتار القرم مصطفى جميلوف، وقد جعلت خلفيته القومية والدينية منه صوتًا ثابتًا للدفاع عن حقوق التتار وقضية تحرير القرم منذ ضمها روسيا عام 2014.
دخل البرلمان عام 2019 ضمن حزب هولوس الإصلاحي، ثم تولى وزارة الدفاع بين 2023 و2025، حيث اكتسب خبرة واسعة في التفاوض حول إمدادات الأسلحة مع الدول الغربية، ولعب دورًا محوريًا في اتفاق الحبوب الذي رعته تركيا عام 2022، مما منحه سمعة كمفاوض هادئ وفعال يتقن الإنجليزية والتركية، ويعرف جيدًا كيف يُوازن بين الضغوط الدولية وحاجات أوكرانيا الأمنية.
التحدي في الحفاظ على الشرعية
وفقا لتقرير بصحيفة لاكروا، فإنها مسؤولية جسيمة، خصوصًا في ظل فترة حرجة تمر بها أوكرانيا، حيث تتعرض البلاد لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لتقديم تنازلات عن أراض تحتلها روسيا، وبين الضغوط الأميركية، وتصلب الموقف الروسي، وتبدل التوازنات داخل القيادة الأوكرانية، يحاول زيلينسكي الحفاظ على شرعيته الداخلية والدولية عبر مسار دبلوماسي نشط، آخرها وصوله إلى باريس للتشاور مع الجانب الأوروبي.
وفي سياق التعليق على قضايا الفساد في أوكرانيا، أشار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في مقابلة مع صحيفة لاتريبيون إلى أهمية معالجة تلك القضايا من قِبل المؤسسات المختصة، مضيفًا أن زيلينسكي يتمتع “بالشرعية” في قيادة أوكرانيا نحو السلام.
آفاق السلام
بينما تتواصل الهجمات الجوية الروسية، وترد كييف بضربات على البنية النفطية الروسية، يبقى نجاح أي اتفاق معلقاً على قدرة عمروف في انتزاع ضمانات أمنية تُقنع الأوكرانيين بقبول وقف إطلاق النار، واستعداد واشنطن للذهاب إلى أبعد من التصريحات “البناءة” نحو التزامات ملموسة، حسبما ذكرت صحيفة لاكروا.
