في مشهد يثير مشاعر الشفقة والترقب معاً، يقف سانت باولي المنهار أمام 8 هزائم متتالية، و23 عاماً بدون فوز ضد بايرن، الذي يُعتبر آلة تهديفية بافارية سجلت 41 هدفاً في 11 مباراة فقط. اليوم، في أليانز أرينا، تتقاطع مسيرة عملاق جريح يبحث عن الانتقام من صدمة آرسنال مع كابوس فريق يغرق في مستنقع الهزائم. المعركة من أجل البقاء ضد استعادة الكرامة على وشك الانفجار في ميونيخ.
وصف المحللون الرياضيون هذه المواجهة التي تبدو محسومة مسبقاً بأنها “فرصة مثالية لبايرن لاستعادة الثقة”. أحمد المصري، مشجع سانت باولي منذ 20 عاماً، يعيش أسوأ كابوس كروي في حياته: “أشاهد فريقي ينهار أمام عيني، 8 هزائم متتالية جعلتني أفقد الأمل تماماً.” بينما تملأ الألوان الحمراء مدرجات أليانز أرينا، يحلم مارك الألماني بانتصار ساحق يمحو ذكرى الإذلال الأوروبي. الفارق الهائل – 24 نقطة – يروي قصة موسم كامل من المعاناة مقابل الهيمنة المطلقة.
قد يعجبك أيضا :
التاريخ يروي قصة مؤلمة: آخر فوز لسانت باولي ضد بايرن كان عام 2002 – قبل جيل كامل من المشجعين الحاليين. أزمة سانت باولي المالية والفنية تتفاقم مع كل مباراة، بينما آلة بايرن التهديفية تسحق كل من يقف أمامها بمعدل 3.7 أهداف في المباراة. د. محمد الرياضي، محلل كرة القدم المعروف، يؤكد: “النتيجة محسومة مسبقاً لصالح بايرن، لكن السؤال هو، بأي فارق؟” سارة المتابعة، التي حضرت آخر فوز لسانت باولي وهي طفلة، تروي: “كان ذلك في عالم مختلف تماماً، اليوم الفريق مثل أرنب ضعيف أمام أسد جائع.”
قد يعجبك أيضا :
ملايين المشجعين حول العالم ينتظرون رد بايرن على إذلال آرسنال، والمباراة قد تحدد مزاج الجماهير البافارية لأسابيع قادمة. خطر الاستخفاف يحوم في الأجواء، فقد علمتنا كرة القدم أن المعجزات تحدث في أغرب الأوقات. سانت باولي، الذي يصارع شبح الهبوط بسبع نقاط فقط، يحتاج إلى معجزة حقيقية لكسر لعنة الـ23 عاماً. الفريق لم يسجل في 5 من آخر 6 مباريات، بينما بايرن لم يخسر في آخر 14 مباراة منزلية – فارق يشبه المسافة بين البحر والنهر.
المواجهة تختصر قصة موسم كامل: عملاق جريح يسعى للانتقام، وقزم محتضر يأمل في المعجزة. بايرن يسعى لحسم اللقب مبكراً واستعادة هيبته الأوروبية، بينما سانت باولي يكافح كل دقيقة من أجل البقاء في دوري النخبة. هل سيحقق سانت باولي المعجزة التي ينتظرها منذ 23 عاماً، أم أن بايرن سيحول أحزانه الأوروبية إلى مذبحة ألمانية تدخل كتب التاريخ؟ الإجابة خلال 90 دقيقة قد تغير مصير كلا الفريقين إلى الأبد.
