في تحول مفاجئ يضع نهاية لمعاناة طويلة، وقعت اليمن والسعودية اتفاقية تاريخية من شأنها تغيير مسار الحج لآلاف المؤمنين، حيث دفع أكثر من 50 ألف يمني رسوم الحج ولم يتسن لهم آداؤه في السنوات الماضية، ليشهدوا الآن بادرة أمل بعد فترة انتظار مؤلمة.
في أجواء مليئة بالتفاؤل، التقى وزير الأوقاف والإرشاد اليمني محمد عيضة شبيبة مع نظيره السعودي توفيق بن فوزان الربيعة في جدة، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية موسم حج 1447هـ، حيث أكد الوزيران على أن “سلامة الحجاج تمثل أولوية قصوى”، فيما تسارعت دقات قلوب آلاف اليمنيين المنتظرين، حيث قال أحمد علي المقطري، مزارع من تعز يبلغ 65 عاماً: “دفعت رسوم الحج ثلاث مرات ولم أتمكن من السفر… هل ستكون هذه المرة مختلفة؟”.
قد يعجبك أيضا :
تتجاوز الاتفاقية الجديدة التنظيم العادي، لتشمل آليات استرداد رسوم تأشيرات الحج للمسجلين في الأعوام السابقة، والذين لم يتمكنوا من السفر بسبب الظروف الاستثنائية، كما تم فتح المنافسة أمام شركات الطيران اليمنية والسعودية والخاصة، مما يعني خيارات أوسع وأسعاراً أفضل للحجاج، وهو ما يذكرنا بالأيام الذهبية قبل 2014، حين كانت رحلات الحج تتم بسلاسة ويسر لا يُنسى.
لا يقتصر التأثير على الجانب الروحي فحسب، بل يمتد ليشمل حياة آلاف الأسر اليمنية، التي ستستعيد أموالها المعلقة منذ سنوات، حيث عبرت فاطمة سالم، 58 عاماً، عن فرحتها بقولها: “انتظرت سبع سنوات لأداء هذه الفريضة، وأخيراً سأحج وأسترد أموال المحاولات السابقة”، ويتوقع الخبراء زيادة في أعداد الحجاج اليمنيين بنسبة تصل إلى 300%، بينما تستعد شركات السياحة الدينية لاستثمارات جديدة في هذا القطاع الواعد.
قد يعجبك أيضا :
ومع اقتراب موسم حج 1447هـ، تبدو الآفاق أكثر إشراقاً من أي وقت مضى، حيث تعد الاتفاقية التاريخية بحل مشاكل تراكمت لسنوات، بدءاً من تخفيف الازدحام في المشاعر المقدسة، وصولاً إلى تطوير الخدمات اللوجستية، وعلى الحجاج الراغبين في الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية متابعة الإعلانات الرسمية والتسجيل المبكر، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون هذه بداية عهد جديد من التعاون في خدمة ضيوف الرحمن، أم مجرد حل مؤقت لأزمة متجذرة؟
