«رد فعل حرس الثورة الإيراني على اغتيال الطبطبائي يثير التوترات مع إسرائيل»

«رد فعل حرس الثورة الإيراني على اغتيال الطبطبائي يثير التوترات مع إسرائيل»

مراسلو الجزيرة نت

Published On 26/11/202526/11/2025

|

آخر تحديث: 12:42 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:42 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

طهران- في تصعيد جديد يذكر بسلسلة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ضد قيادات عسكرية وسياسية في فصائل المقاومة المرتبطة بطهران، أكد الحرس الثوري الإيراني أن الثأر لمقتل القائد العسكري في حزب الله هيثم الطبطبائي “سيكون ساحقًا وفي الوقت المحدد”، بينما ترى شرائح واسعة من الأوساط السياسية في طهران أن اغتيال الطبطبائي يمثل تصعيدًا نوعيًا يستهدف الجبهة الأمامية للمقاومة اللبنانية، التي تعتبر جزءًا أساسيًا من استراتيجية الردع في محور المقاومة، وجاءت إدانة الحرس الثوري لـ “الجريمة الوحشية” كتأكيد على أن دماء “الشهداء” أصبحت رأسمالًا استراتيجيًا في المعركة القادمة، وأشار البيان الحاد اللهجة الذي أصدره الحرس الثوري مساء الاثنين الماضي إلى أن “محور المقاومة وحزب الله لبنان يحتفظان بحق الرد لمقاتلي الإسلام الشجعان”، مؤكدًا أن اغتيال الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت “لن يمر دون عقاب”، وأن الخيار العسكري “مطروح بقوة”.

الرسالة والتوقيت

يظهر تصعيد الخطاب الإيراني المتزايد منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن الحرس الثوري يوجه رسالة مزدوجة لطمأنة الحلفاء وتحدي الخصوم على حد سواء، من خلال التأكيد على “استمرارية المقاومة” والتلويح بـ “حق الثأر المحفوظ”، مما يضع “النظام الصهيوني المجرم” في حالة ترقب، ويعتقد الباحث الإيراني في الشؤون الأمنية محمد قادري أن اغتيال الطبطبائي ينقل التصعيد في جبهة جنوب لبنان إلى مستوى نوعي، حيث جاء ذلك في توقيت بالغ الحساسية بعد مرور نحو عام على اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، ورغم عدم توقف الاحتلال عن خروقاته خلال العام الماضي، فإن الهجوم على العاصمة بيروت للمرة الأولى منذ سريان وقف إطلاق النار قد يعيد المنطقة إلى شفا حرب شاملة عقب تراجع التصعيد في قطاع غزة، ويرجع قادري أهمية الحدث في حارة حريك بالضاحية الجنوبية إلى “إخفاق المحور الأميركي والإسرائيلي في نزع سلاح المقاومة الإسلامية”، مضيفًا أن الاغتيال يستهدف اختبار قدرات المقاومة عبر المس بسمعة الحزب الإستراتيجية، وذلك لتهيئة كيان الاحتلال لقراراته المستقبلية بشأن جبهة الشمال، ويبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يتجه لتقليص رقعة حركة المقاومة، وبقاء قياداتها في حالة دائمة من الطوارئ، مما يستهدف شل حياتهم اليومية، وهذا يدفع إلى تحويل المواجهة من “المنافسة على القدرة الردعية” إلى “معركة من أجل البقاء” لتبقى المقاومة في موضع رد الفعل.

تأكيد الثأر

يرى رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية مختار حداد أن بيان الحرس الثوري يبرز أهمية الجهة التي تتحكم في قرارات الثأر للطبطبائي، مؤكدًا أن طهران لا تتدخل في قرارات فصائل المقاومة رغم دعمها المستمر، ويوضح حداد أن نبرة بيان الحرس الثوري تذكر بمواقفه بعد اغتيالات إسرائيل التي طالت قيادات عسكرية في فصائل المقاومة، معتبرًا أن إيران أصبحت معنية بتصعيد الاحتلال ضد فصائل المقاومة عقب العدوان الأخير، ويصف بيان الحرس الثوري بأنه تأكيد على تماسك المحور وقدراته “الساحقة” القادرة على الزعزعة في الوقت المطلوب، ويشير حداد إلى أن الاحتلال الإسرائيلي خلق أزمة جديدة ليس فقط في لبنان بل على مستوى المنطقة، حيث أعاد اغتيال رئيس أركان حزب الله شبح الحرب إلى الشرق الأوسط، مشددًا على أن الحرس بعث رسالة قوية بعدم قبول سياسة الاغتيالات.

3 سيناريوهات

في ضوء مواقف حزب الله وبيان الحرس الثوري، يبدو أن خيار رد محور المقاومة بات شبه حتمي لاستعادة التوازن الإستراتيجي، ويرى حداد أن المرحلة المقبلة قد تشهد أحد 3 سيناريوهات:

  • رد عسكري يتناسب مع حجم الجريمة، إذا قرر حزب الله وفصائل المقاومة الأخرى الرد بقوة، مما قد يفتح الباب لحرب شاملة.
  • رد عسكري مدروس، يمكن أن يقتصر على ضربات نوعية على أهداف عسكرية في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع تجنب الانخراط في حرب شاملة.
  • ضبط النفس، وهذا الخيار يبدو احتماله ضئيلاً في الوقت الراهن، حيث يمتنع حزب الله عن الرد، تجنبًا لتداعيات سلبية قد تكبده ثمنا باهظًا لاحقًا، نظرًا لأن إسرائيل لا تعرف سوى لغة القوة.

يعتقد المراقبون في إيران أن القرار النهائي بشأن الرد على عملية اغتيال الطبطبائي سيكون نتاج معادلة دقيقة توازن بين ضرورة ردع إسرائيل وإنهاء اغتيالاتها، مع مراعاة الظروف السياسية والعسكرية الإقليمية الحساسة، بالإضافة إلى الرغبة في عدم الانزلاق إلى حرب شاملة قد تؤثر على استقرار لبنان وتستنزف قدرات فصائل المقاومة، والتي تعتمد عليها قيادات المحور من أجل حرب تعتبرها مصيرية ضد إسرائيل وأصدقائها الغربيين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *