«رسائل البابا إلى اللبنانيين: ما أبرز الدروس التي قدمها خلال زيارته الرابعة عشر؟»

«رسائل البابا إلى اللبنانيين: ما أبرز الدروس التي قدمها خلال زيارته الرابعة عشر؟»

صدر الصورة، Lebanese Presidency

التعليق على الصورة، في أول زيارة من نوعها إلى لبنان منذ عام 2012، وصل بابا الفاتيكان إلى بيروت، الأحد، قادماً من اسطنبول 1 ديسمبر/ كانون الأول 2025، 07:00 GMT

آخر تحديث قبل 44 دقيقة

دعا بابا الفاتيكان لاون الرابع عشر، اللبنانيين، إلى المضي قُدماً على طريق السلام، مؤكداً “أهمية المصالحة من أجل مستقبل مشترك”.

وفي أول زيارة من نوعها إلى لبنان منذ عام 2012، وصل بابا الفاتيكان إلى بيروت، الأحد، قادماً من تركيا.

وحثّ البابا لاون الرابع عشر الشباب اللبنانيين على البقاء في بلدهم، بدلاً من الهجرة التي تضاعفت بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يعيشها لبنان.

وقال البابا: “ثمّة لحظات يكون فيها الهروب أسهل، لكن البقاء في الوطن أو العودة إليه قرار يحتاج إلى شجاعة وبصيرة”.

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، استقبل الرئيس اللبناني جوزاف عون البابا ليو الرابع عشر في قصر بعبدا الرئاسي

ومن القصر الجمهوري، خاطب لاون الرابع عشر اللبنانيين قائلاً: “أنتم شعب لا يستسلم؛ بل يتحدى الصعاب ويعرف دوماً أن يبدأ من جديد، صمودكم منارة لا يمكن الاستغناء عنها لصانعي السلام الحقيقيين، طوبى لصانعي السلام”.

ثم وجّه البابا خطابه للمسؤولين اللبنانيين: “أمّا يا مَن تحملون المسؤوليات المختلفة في هذا البلد، فلكم تطويبة خاصة إن استطعتم أن تقدّموا هدف السلام على كل ما عداه”.

وقال لاون الرابع عشر: “إن من الجراح ما يحتاج سنوات طويلة وأحياناً أجيالاً كاملة كي يندمل، وإذا لم نعمل على التقارب بين مَن تعرّضوا للإساءة والظلم، فمن الصعب السير نحو السلام”.

وأضاف البابا: “لقد عانيتم كثيراً من تداعيات أزمة اقتصادية خانقة ومن التشدّد ومن النزاعات، لكنّكم انتصرتم لإرادة البدء من جديد”.

ويعاني لبنان انهياراً اقتصاديا استمر لست سنوات، ينسبه الكثير إلى شُبهات الفساد وسوء الإدارة.

صدر الصورة، Reuters

وكان في استقبال البابا كلّ من رئيس الجمهورية، جوزاف عون، ورئيس البرلمان، نبيه بري، ورئيس الحكومة، نواف سلام، فضلاً عن سياسيين ورجال دين.

وأقيمت مراسم استقبال رسمية في مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة بيروت، حيث أطلقت مدفعية الجيش قذائف ترحيبية بوصول البابا، كما أطلقت السفن الراسية في مرفأ بيروت أبواقها ابتهاجاً.

وقبل هبوط طائرة البابا على أرض لبنان، رافقتها طائرتان تابعتان لسلاح الجو اللبناني ترحيباً بالحبر الأعظم.

وفي خطابه للبنانيين، قال لاون الرابع عشر: “لا توجد مصالحة من دون هدف مشترك، ومن دون مستقبل يسود فيه الخير على الشر الذي عانى منه الناس”.

ومن جانبه، قال الرئيس عون إن لبنان “وطن الحرية لكل إنسان، والكرامة لكل إنسان، وطن فريد في نظامه؛ حيث يعيش مسيحيون ومسلمون، مختلفون لكنهم متساوون”.

وأكّد عون، خلال استقباله البابا بالقصر الرئاسي في بيروت: “إذا زال المسيحي في لبنان سقطتْ معادلة الوطن، وسقطت عدالتُها، وإذا سقط المسلم اختلت المعادلة واختلّت عدالُتها”.

وحذّر الرئيس اللبناني من أنه “إذا تعطّل لبنان أو تبدّل فسوف يكون البديل حتماً، خطوط تماس في منطقتنا والعالم بين شتى أنواع التطرف والعنف الفكري والمادي وحتى الدموي”.

وشدّد عون على أن “مستقبل الشرق لا يمكن أن يُبنى إلا بالشراكة والتعددية والاحترام المتبادل.”

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، تقول اللافتة التي تحمل صورة البابا “طوبى لصانعي السلام”

ويشارك البابا، الاثنين، في لقاء حواري بين الأديان في ساحة الشهداء وسط بيروت، بحضور رجال دين من مختلف الطوائف والأديان، كما يلتقي مع مجموعة من الشباب في ساحة الصرح البطريركي الماروني بكركي شمالي بيروت.

ومن المقرر غداً الثلاثاء أن يزور البابا مستشفى راهبات الصليب في ضاحية بيروت الشمالية، كما سيؤدي صلاة صامتة في موقع انفجار مرفأ بيروت.

وأعلنت السلطات اللبنانية يومَي الاثنين والثلاثاء عُطلة رسمية في عموم البلاد، كما شدّدت من التدابير الأمنية بما في ذلك إغلاق الطُرق وحظر التصوير باستخدام المسيّرات.

“اهتمام الفاتيكان”

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، من بلدة عنايا بجبل لبنان

لطالما وجّه الفاتيكان اهتمامه إلى لبنان الذي يشكل المسلمون فيه أغلبية، بينما يمثل المسيحيون حوالي ثلث السكان في لبنان.

ويعدّ لبنان هو الدولة العربية الوحيدة التي يرأسها مسيحي، ورغم العديد من الأزمات التي مرّ بها لبنان، لا يزال المسيحيون يستمتعون بحُريّة دينية ونفوذ سياسي.

ومنذ استقلاله عن فرنسا في عام 1943، يشهد لبنان تقاسُماً في السلطة بين طوائفه؛ حيث أن رئيس البلاد ينتمي إلى المارونية، ورئيس البرلمان إلى الشيعة، بينما رئيس الوزراء من السُنة.

“الحل الوحيد”

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، جماعة حزب الله وجّهت يوم السبت رسالة إلى البابا أكدتْ خلالها دعم التعايش والوحدة الوطنية ومقاومة التدخل الأجنبي.

وعلى صعيد الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، أكد البابا على ضرورة حلّ الدولتين، كحلّ وحيد للصراع المستمر منذ عقود بين الجانبين – في تأكيد لموقف الفاتيكان في هذه القضية.

ونوّه البابا لاون الرابع عشر إلى موقف إسرائيل الرافض لهذا الحل قائلاً: “نعلم جميعاً أن إسرائيل لا تزال حتى الآن ترفض هذا الحل، لكننا نراه الحلّ الوحيد”.

وقال بابا الفاتيكان: “نحن أيضاً أصدقاء لإسرائيل، ونسعى لأن نكون صوتاً وسيطاً بين الطرفين لمساعدتهما على الاقتراب من حلّ يحقق العدالة للجميع”.

وكان البابا قد انتقد في وقت سابق من العام 2025، تصاعد الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وتأتي هذه الزيارة لبابا الفاتيكان وسط مخاوف من اتساع نطاق التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان، بعد عام من سريان وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية التي تعهدْت سلطات البلاد بنزع سلاحها تحت ضغط أمريكي مكثف.

ونال لبنان قسطاً من ويلات الحرب في غزة، بدخول حزب الله في الصراع، ما أدى إلى تصعيد إسرائيلي مدمّر قبل إقرار الهدنة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وكثفت إسرائيل ضرباتها على لبنان خلال الأسابيع الأخيرة رغم الهدنة.

وكانت جماعة حزب الله وجّهت يوم السبت رسالة إلى البابا أكدتْ خلالها دعم التعايش والوحدة الوطنية ومقاومة التدخل الأجنبي.

وشدّد حزب الله في رسالته للبابا على الحاجة الماسّة إلى محاسبة دولية لإسرائيل على استمرار الأخيرة في احتلال أراضٍ لبنانية وعلى ما تأتيه في غزة والضفة الغربية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *