«شهادات حية توثق انهيار آخر معاقل الجيش أمام الفرقة 22 مشاة في بابنوسة»

«شهادات حية توثق انهيار آخر معاقل الجيش أمام الفرقة 22 مشاة في بابنوسة»

في مشهد يُبرز حدة الصراعات المستمرة في السودان، بثت عناصر من قوات الدعم السريع مقاطع فيديو مباشرة من أمام مبنى الفرقة 22 مشاة بمدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان مع مغيب شمس اليوم، مُعلنةً سيطرتها على الموقع العسكري الذي كان الجيش السوداني يُؤكد عبر تسجيلاته السابقة أنه تحت قبضته.

وأكد مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، في تدوينة عبر موقع “فيسبوك”، أن السيطرة جاءت بعد ما وصفه بخرق الجيش للهدنة التي أعلنها قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، مُشددًا على أن الفرقة أصبحت تحت سيطرة قواتهم، فيما لم يصدر الجيش السوداني أي تعليق رسمي على التطورات الأخيرة.

مواجهات يومية

شهدت مدينة بابنوسة في غرب كردفان مواجهات عنيفة بشكل شبه يومي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول مقر الفرقة 22 مشاة، والذي يُعتبر آخر القلاع العسكرية الرئيسية للجيش في الولاية، وتؤكد مصادر ميدانية أن المعارك لم تتوقف منذ أشهر، حيث يتبادل الطرفان الهجمات باستخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة، ما جعل المنطقة واحدة من أكثر بؤر التوتر سخونة في غرب السودان، وسط استمرار حالة الاستنفار العسكري.

هجوم الأحد

قبل إعلان السيطرة الأخيرة، نسبت التقارير الصحافية إلى مصادر عسكرية أن الجيش السوداني تصدى يوم الأحد لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على دفاعاته المتقدمة في بابنوسة، وأفادت المصادر أن الهجوم استخدم فيه الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة، في محاولة لاختراق خطوط الجيش، إلا أن القوات الحكومية تمكنت من صد الهجوم وإلحاق خسائر بالمهاجمين، ما يعكس استمرار المعارك المتصاعدة في محيط المدينة.

حصار طويل

تخضع الفرقة 22 مشاة لحصار فرضته قوات الدعم السريع منذ ما يقارب العامين، حيث ظلت القوات الحكومية متحصنة داخل مقرها في بابنوسة، وكانت الإدارة الأهلية قد تدخلت في وقت سابق ونجحت في عقد هدنة محلية بين الطرفين استمرت لأكثر من عام، قبل أن تنهار نتيجة تجدد العمليات العسكرية، وتتهم قوات الدعم السريع الجيش بخرق تلك الهدنة عبر تحركاته غربًا باتجاه مقر اللواء 90 في منطقة هجليج، مما أدى إلى تصاعد القتال مجددًا، ليعيد بابنوسة إلى واجهة الأحداث كإحدى أبرز ساحات المواجهة في غرب كردفان.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *