«صدى الجريمة الصحية يلاحق SHEIN في فضيحة عالمية»

«صدى الجريمة الصحية يلاحق SHEIN في فضيحة عالمية»

قطعة برّاقة وسعرها منخفض، تُشحن عبر منصة متجر إلكتروني شهير عالمي، لا تعير أي اهتمام للاعتبارات الصحية للبشرية أو معايير الاستدامة، فربما ما تظنه صفقة رابحة، يمكن أن يكون وفق تقارير دولية قنبلة سرطانية بطيئة تُهدد حياتك وحياة أحبائك.

اتهامات خطيرة ضد المتاجر المشهورة

تتراكم الاتهامات الجسيمة ضد متاجر معروفة، تبيع منتجات بأسعار جذابة ومناسبة، مثل «شي إن» وغيرها، ما تصدّره هذه المتاجر للعالم لا يُعتبر خطأ فردياً، بل هو نمط إنتاج تجاري يتعامل مع جسد المستهلك كأداة، وليس كإنسان، يُباع بثمن زهيد، ويُختبَر على الجلد، والطفولة، والنمو.

ردود الشركات على المخاطر

بينما تصدر الشركة تصريحات تحمل ردوداً باردة حول الأحداث، وتغطي المخاطر بجمل جاهزة مثل «نراقب، ونأخذ سلامة المنتج على محمل الجد، وسنقلل نسب الخطر»، يُباع الجسد البشري بثمن منخفض، ويُشترى الخطر بأسعار أبخل، فمقابل خصم مغرٍ قد تخسر ما لا يمكن تعويضه: صحتك.

نتائج تقرير Greenpeace

كشف تقرير حديث صادر عن منظمة Greenpeace في ألمانيا، أن 18 من أصل 56 قطعة ملابس تم تحليلها من منتجات SHEIN، احتوت على مواد كيميائية خطرة تتجاوز الحدود الأوروبية، مثل الفثالات (ملدنات) ومركبات PFAS، التي تُعَد ملوّثات دائمة مرتبطة بالسرطان، واضطرابات الإنجاب والنمو، وضعف الجهاز المناعي لدى الأطفال.

تحذيرات مستمرة منذ سنوات

هذه ليست المرة الأولى التي تُوجَّه فيها الاتهامات إلى الشركات من هذا النوع، ففي عام 2022، وُجّه تحذير مماثل بشأن وجود مواد سامة في منتجات شي إن، مما يدل على استمرار الخطر وعدم التعامل معه بشكل جذري، وفي مايو 2024، أدرجها الاتحاد الأوروبي ضمن قائمة الشركات الرقمية الكبرى التي يجب أن تتبع قواعد سلامة أكثر صرامة لحماية المستهلكين، وخاصةً القاصرين.

أزمات تفتيش في كوريا الجنوبية

في أزمة أخرى أكثر خطورة، أعلنت حكومة سيول في كوريا الجنوبية سابقًا، أنها اكتشفت خلال جولة تفتيشية أن زوج أحذية أطفال يحتوي على 428 ضعف المستوى المسموح به من الفثالات، وأن نحو نصف المنتجات المفحوصة من الملابس، والأحذية، والأقلام تحتوي على مواد سامة.

ردود الشركة على الأزمات

ورغم ضخامة الأرقام وخطورتها، جاء تعليق الشركة — وفق ما نقلته وكالة فرانس برس — قبل عام بتصريح بارد ومقتضب: ستقوم بإزالة المنتجات التي «يُرصد» احتواؤها على مواد خطرة كإجراء احترازي.

السؤال الأبرز عن الشركات

وهنا يبرز السؤال الأكبر: هل تتحرك الشركات فعلاً بدافع حماية المستهلك؟ أم بدافع الحدّ الأدنى من الامتثال حتى لا تتوقف المكائن؟

مواد خطيرة تتسلل إلى المنازل

ما يتسرب إلى المنازل ليس مجرد ملابس، بل مواد تدخل الجسم عبر الجلد، والرئة، والفم — خاصة لدى الأطفال — وتصل آثارها إلى البيئة، والأنهار، والتربة، والسلسلة الغذائية.

تجارة أم تسويق للخطر؟

فهل يمكن تسمية هذا «تجارة»؟ أم أننا أمام تسويق مُعولم للخطر؟ ما كشفته التقارير عن منتجات SHEIN، ينبغي ألا يُترك في إطار «تحقيقات عابرة»، بل يجب أن يُتحوّل إلى ملف رقابة محلي ودولي دائم.

جريمة اقتصادية وصحية

فالأرباح التي تُحقق على حساب صحة الطفل والمستهلك — أياً كان بلده — تعد جريمة اقتصادية وصحية عابرة للحدود.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *