بعد النجاح الكبير الذي حققته لعبة Call of Duty: Black Ops 6، والتي أعادت السلسلة لمسارها الصحيح، بفضل قصتها المثيرة وآليات لعبها الثورية، توجهت أنظار اللاعبين لما سيقدمه الجزء القادم من Black Ops، آملين أن يمثل بداية جديدة للسلسلة بعد سنوات من الارتباك.
ها قد وصلت إلينا Call of Duty: Black Ops 7، لتواصل أحداث الجزء الثاني بعودة David Mason وRaul Menendez، لكن في صراع جديد، مع تحسينات على آليات الجزء السابق. كما أُضيف محتوى هو الأكبر في تاريخ السلسلة، فهل كان عند مستوى توقعاتنا؟ سنكتشف ذلك في مراجعتنا.
قصة Black Ops 7 الخيالية تفقد اللعبة هويتها العسكرية!
تدور أحداث القصة في عام 2035، حيث يعود David Mason وفريق JSOC مجددًا، لكن المواجهة هذه المرة مع شركة التقنيات العسكرية الكبرى The Guild، التي تسعى لفرض سيطرتها على العالم عبر سلاح بيولوجي يتسبب في الهلوسة، وتقنع الناس بأنها المنقذ الوحيد من الخطر الهائل الذي يشكله Raul Menendez، الذي يبدو أنه عاد للحياة!
تستخدم Black Ops 7 سلاح الهلوسة كذريعة لتقديم قصة خيالية وأحداث غير عادية، ولتجنب الانتقادات المتعلقة بالصوابية السياسية، تبتعد اللعبة عن سردية الحرب، وتستبدلها بخطر عالمي. خلال 11 مهمة، ستتنقل بين أماكن وفترات زمنية مختلفة، ومن أحلام لواقع، وستواجه أشياء عجيبة، من الزومبي إلى العمالقة.
القصة مثيرة للاهتمام، وربما لغربتها، فقد اندمجت فيها لدرجة أن ساعات القصة الخمس أو الست مرت سريعًا، ولم أدرك ذلك حتى أنهيت اللعبة. ومع ذلك، فإن القصة لا تشبه ألعاب الحرب، وبالتحديد ألعاب Call of Duty، على الرغم من الاحتفاظ ببعض العناصر العسكرية، إلا أنها تقترب أيضًا من ألعاب الرعب التصويب مثل Left 4 Dead وطور الزومبي الخاص بها.
بعد إنهاء طور القصة، سيكون بإمكانك تجربة طور Endgame، وهو طور تصويب استخراجي مستند إلى خريطة لعبة Call of Duty: Warzone القادمة. بصراحة، يوفر الطور واحدة من أكثر تجارب التصويب الاستخراجي مرحًا، خاصةً أنه ليس بنفس صعوبة Arc Raiders، ويقدم تقدمًا بسيطًا في عالم مفتوح، مما يجعل اللعبة بعيدة عن الطابع العسكري المعروف في Black Ops.
المثير للاهتمام، أنه لأول مرة منذ سنوات، يمكن لعب طور القصة تعاونيًا مع 4 لاعبين، مما يتيح لك إكمال القصة مع الأصدقاء، ولكن مع عيب عدم القدرة على إيقاف اللعبة، كما يتم ضبط الصعوبة تلقائيًا بحسب عدد اللاعبين. من الجدير بالذكر أن التقدم مرتبط بين الأطوار الثلاثة، بما في ذلك الطور التعاوني.
تصميم المراحل مبهر بصريًا، بفضل استدعاء الذكريات المدفونة للشخصية الرئيسية، كما أن التنوع الفني يتجلى في العدد الكبير من الأماكن والمخلوقات. لكن، لم يكن تصميم المهام بنفس القدر من التنوع فيما يتعلق بالمراحل والأهداف. ومع ذلك، استمتعت بعدد من المهام المشوقة، التي تبدو وكأنها مستوحاة من أفلام الحركة الحديثة.
الطور متعدد اللاعبين هو أبرز ما تميزت به Black Ops 7
يستمر نظام الحركة الذكي Omnimovement، الذي تم تقديمه لأول مرة في Black Ops 6، في التألق بميزاته التي أحببناها، مثل القدرة على الحركة والتصويب معًا أثناء التمدد على الأرض. الجديد في Black Ops 7 هو القدرة على الركض والقفز عبر الجدران، مما يضيف بُعدًا جديدًا ويغير أسلوب اللعب بشكل جذري.
يتوافر 18 خريطة وقت الإصدار، منها 13 خريطة جديدة، وخريطتان حصريتان لطور Skirmish، و3 خرائط من Black Ops 2 هي Raid وExpress وHijacked. بخلاف الأخيرة، التي تُعتبر بلا منافس حقيقي، فقد أذهلتني خريطة Retrieval بطبيعتها الجليدية الخلابة، من الكهوف الجليدية إلى الأنهار المتجمدة، مما يوفر تجربة لعب بعيدة عن أجواء الآلات الصاخبة والمباني القاتمة.
مصممة الخرائط بشكل مدروس لخدمة نظام الحركة الثوري، وخاصة الخريطتين Imprint وBlackheart، اللتان تكتظان بمناطق تدعوك للركض والقفز، لدرجة أن الحركة تبدو طبيعية. تعليقي الوحيد على الحركة هو وجود حائط وهمي في بعض الأحيان، يمنعك من الهبوط على أشياء معينة أثناء القفز.
تقدم Black Ops 7 طورين جديدين؛ Skirmish وOverload. في حالة Skirmish، فهي تتنافس فيها فريقان من 20 لاعبًا على أهداف متعددة في نفس الوقت، وهو أقرب للأطوار All-Out في Battlefield. أما في Overload، يجب على فريقك الحصول على جهاز ما ووضعه في منطقة الخصم للفوز بالمباراة.
لكن المفاجأة الحقيقية هي نظام المباريات المستند إلى المهارات، الذي لم يعد إجباريًا لاختيار اللاعبين في المباريات بعد الآن، المثير أنه يمكن تفعيله متى شئت. إن لم تعرف أي خيار هو الأفضل، أنصحك بتفعيل هذا الخيار إذا كنت تريد اللعب مع لاعب بمستوى مشابه لك، لكنك لن تشعر بتحسن مستواك، مقابل الخيار الآخر الذي قد يعرّضك للاعبين محترفين أكثر.
بالنسبة للأسلحة، توفر اللعبة 30 سلاحًا. ومع ذلك، لم أجد سلاحًا خارقًا، مما يدل على أن جميع الأسلحة جيدة! ولقد وجدت سلاح MK.78 الذي أحببته منذ Black Ops 2، والذي يتيح لك قتل خصومك من مسافة بعيدة في معظم الخرائط، نظرًا لأنها صغيرة الحجم لطروحات 6 ضد 6، لكن رغم ذلك، فإن بطئه في التصويب هو عيبه الرئيسي.
على الرغم من تفوق اللعبة في طور متعدد اللاعبين، إلا أن اعتمادها على الذكاء الاصطناعي يبدو واضحًا، في شاشات النصر، وسكينات الأسلحة، وبطاقات Calling Cards، وحتى في البنية الرسومية، وكأنها لعبة مولدة عبر Grok، وهو أمر أكرهه كثيرًا. أيضًا، الجماليات أصبحت ضعيفة بسبب المزج غير الملائم بين الطور المتعدد والطور الزومبي، مما جعل اللعبة تبدو رخيصة.
طور الزومبي يعود إلى Black Ops 2 ولكن..
كانت Treyarch أول من قدم طور الزومبي في السلسلة، مما يرفع توقعاتنا بشأنه في كل جزء جديد، رغم أن المحتوى الكامل لم يصدر بعد، لكن يبدو من تجربتنا أنه ممتع. هذه المرة، يعود طور الزومبي إلى أحضان Black Ops 2 ويضيف على Black Ops 6.
حاليًا، يقدم طور الزومبي خريطة رئيسية واحدة اسمها Ashes of the Damned، وهي خريطة كبيرة مكونة من 6 مواقع متصلة بمسارات غاية في الخطورة، مما يزيد من متعة اللعب. تتمحور المتعة حول الحركة المستمرة، ليس فقط لتفادي الزومبي، بل أيضًا للتنقل بين الأماكن.
هناك خريطة صغيرة اسمها Vandorn Farm، التي يبدو أنها جزء من الخريطة السابقة، لكن لم أتمكن من الوصول إليها في طور Standard. فرق الحجم بين الخريطتين يؤثر كثيرًا على أسلوب اللعب، حيث تركز الخريطة الكبيرة على الاستكشاف، بينما تركز الصغيرة على البقاء حيًا لأطول فترة ممكنة.
وعند الحديث عن أطوار الزومبي، لم أجد أفضل من طوري Cursed وSurvival. وبخصوص طور Directed، فمن المقرر صدوره مع تحديث الموسم الأول. أخيرًا، عاد طور Dead Ops Arcade بعد سنين، حيث يقدم خرائط أيقونية مثل Nuketown، لكن من منظور علوي. لكن قد تصاب بخيبة أمل عندما تكتشف الجودة البصرية المنخفضة والحوارات الغريبة، التي تبدو وكأنها مولدة بالذكاء الاصطناعي مجددًا!
التجربة التقنية لا تختلف كثيرًا عن Black Ops 6
تستخدم Black Ops 7 نفس المحرك المستخدم في الجزء السابق، IW 9.0، وهو أحدث إصدار من المحرك المقدم من Infinity Ward، وهو المحرك الموحد للسلسلة منذ جزء Vanguard. يتميز برسوميات جيدة نسبيًا، ودعم تقنيات مثل تتبع الأشعة، مع توفير العديد من الخيارات الرسومية للاعبين.
لكن ذلك لا يعني أن التجربة التقنية لم تختلف عن Black Ops 6، فهي تتسم بالتشابه، ولكن تحريك الشخصيات مُصمم بشكل ممتاز، وخاصة في المشاهد السينمائية، مما يجعلهم أقرب للواقع من أي وقت مضى. ومع ذلك، تبقى تجربة المستخدم مخيبة للآمال بسبب آليات وبنية تطبيق Call of Duty HQ.
عند تشغيل اللعبة لأول مرة عبر الحاسوب، ستبدأ اللعبة عملية تجميع الظلال في الخلفية، التي تستغرق 5-10 دقائق، بناءً على قوة المعالج، والمثير للاشمئزاز أنك ستواجه عمليات أخرى لاحقًا، وهو أمر غير مفضل لدي. علاوة على ذلك، ستعاني من أوقات الانتظار الغير مبررة، ومشكلات في الاتصال والأخطاء، وحجم التحميل البالغ 200GB.
تدعم اللعبة أحدث التقنيات الرسومية مثل DLSS وFSR وXeSS، بالإضافة إلى Frame Generation وReflex وAnti-Lag، بجانب تتبع الأشعة. يمكنك تجربة الإعدادات عبر أداة مدمجة لقياس الأداء، لكنها متاحة فقط عبر الطور متعدد اللاعبين، وهو أمر غريب حقًا. يستغرق الاختبار دقيقة واحدة فقط قبل إدراك أداء الألعاب، مما يوفر الكثير من الجهد.
أما عن التجربة الصوتية، فهي جيدة مثل الجزء السابق، ولكن ليست مثيرة للإعجاب، كل الأمور ملائمة وعلى ما يرام. لكن ما يهمنا حقًا هو الأداء التقني، الذي يبدو متطابقًا بين أوضاع الأداء العالية، بينما يظهر انخفاض الجودة واضحًا مع غيرها. بشكل عام، الأداء سلس دون تفعيل تتبع الأشعة، حيث تستغل الأخيرة طاقة الرسوم بشكل كبير.
جرّبنا اللعبة على جهاز كمبيوتر متوسطة المواصفات كالتالي:
- معالج Intel Core i7-14700K.
- كارت شاشة NVIDIA RTX 4070.
- ذاكرة RAM بحجم 32GB بسرعة 4,800MT/s.
قمنا بتجربة اللعبة في جميع الأطوار بدقة 1080p على أعلى إعدادات رسومية ممكنة مع تفعيل تتبع الأشعة وبدون تفعيل DLSS أو Frame Generation، وحققنا معدل إطارات يتراوح بين 100-120 إطارًا في الثانية، وهي أرقام مذهلة تستحق الإشادة!
كلمة أخيرة
أتفهم الحماس الكبير الذي عُبِّر عنه بشأن تطوير Black Ops 7، خاصة بعد استعادة السلسلة لبعض بريقها مع Black Ops 6، لكن الطموح المفرط في تقديم محتوى ضخم وجديد أدى إلى ابتعاد اللعبة عن جذور السلسلة، التي لطالما كانت سبب عشقنا لعنوان Call of Duty. ومع ذلك، إذا تغاضينا عن القصة الخيالية وفقدان الهوية في القصة وبعض جوانب الطور متعدد اللاعبين، يمكننا الإشادة بحجم المحتوى والإضافات الجديدة في الطور متعدد اللاعبين وطور الزومبي، بالإضافة إلى تحسينات آليات اللعب.
