في إنجاز تاريخي يكسر جميع التوقعات، أصبحت جامعة تعز أول جامعة يمنية تحصل على اعتماد الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لبرنامج بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان، وذلك رغم الأزمات التي يواجهها اليمن منذ سنوات. هذا الإنجاز الاستثنائي يفتح أمام الخريجين اليمنيين أبواب السوق السعودي الذي يحتاج إلى 15,000 طبيب أسنان في السنوات الخمس المقبلة، ويتيح لهم فرصة ذهبية للعمل في أرقى المستشفيات السعودية.
قد يعجبك أيضا :
فاطمة علي، طالبة في السنة الأخيرة بكلية طب الأسنان في تعز، تجد صعوبة في تصديق الخبر: “كنت أحلم بالعمل في الرياض، والآن تحقق حلمي”. معايير الهيئة السعودية صارمة للغاية، حيث ترفض 70% من طلبات الاعتماد، ومع ذلك، استطاعت جامعة تعز أن تحقق المستحيل. الدكتور جمال العامري، عميد كلية الطب والعلوم الصحية، يؤكد أن “هذا اعتراف رسمي بجودة البرنامج الأكاديمي ومخرجاته، ويعزز فرص خريجي الكلية في المنافسة بسوق العمل الإقليمي”.
قد يعجبك أيضا :
لم يأتِ هذا الانتصار من فراغ، بل هو نتاج جهود مضنية من قيادة الجامعة تحت إشراف الدكتور محمد الشعيبي، الذي جعل تطوير البرامج الصحية وتحقيق معايير الاعتماد أولويته القصوى. يمثل هذا الإنجاز اختراقاً حقيقياً في عالم التعليم الطبي اليمني، مثلما حصلت جامعة القاهرة على الاعتراف الدولي في الخمسينات. الدكتور خالد الحارثي، استشاري طب الأسنان بالرياض، يتعليق: “هذا الاعتماد يعني أن الخريج اليمني مؤهل مائة بالمائة للعمل معنا”.
يتجاوز تأثير هذا الإنجاز حدود الجامعة ليصل إلى آلاف العائلات اليمنية التي ترى أملاً جديداً لمستقبل أبنائها، حيث يعرب سالم القحطاني، والد طالب بالكلية، بفرحة غامرة: “كنت خائفاً على مستقبل ابني، الآن أشعر بالاطمئنان”. بينما يعاني أحمد محمد، خريج طب أسنان من جامعة أخرى، من عدم اعتراف السعودية بشهادته، مما يجبره على العمل في مهن أخرى. إن هذا الاعتماد يعد كجواز سفر ذهبي للاحتراف، ويتوقع الخبراء أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في طلبات الالتحاق بجامعة تعز، مما قد يرفع الرسوم الدراسية ويحفز الجامعات الأخرى على السعي للحصول على اعتمادات مماثلة.
قد يعجبك أيضا :
يضع هذا الإنجاز الاستثنائي اليمن على خريطة التعليم الطبي العالمي مجدداً، ويثبت أن الإرادة والعزيمة قادرتان على تحطيم جميع الحواجز. مع توقع حصول برامج أخرى على اعتمادات إضافية، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه بداية نهضة جديدة للتعليم الطبي في اليمن؟ الفرصة متاحة الآن للطلاب للاستفادة من هذا الإنجاز التاريخي، فالمقاعد محدودة والطلب يتزايد.
