في مشهد يثير الدهشة ويترك آثارًا عميقة في الأذهان، سجلت أسواق الصرافة اليمنية فارقًا مذهلاً يصل إلى 1,093 ريال يمني بين سعر الدولار في مدينتين داخل نفس البلد! هذا الرقم المروع يعني أن مواطنًا في عدن يحتاج إلى ثلاثة أضعاف المال لشراء نفس الكمية التي يشتريها نظيره في صنعاء، في مأساة اقتصادية تعكس انهيارًا نقديًا غير مسبوق في المنطقة.
| المدينة | سعر الدولار (ريال يمني) |
|---|---|
| عدن | 1,618 – 1,633 |
| صنعاء | 540 |
الأرقام تسرد قصة مؤلمة: بينما يتراوح سعر الدولار في عدن بين 1,618 و1,633 ريالًا، لا يتجاوز في صنعاء 540 ريالًا فقط، أحمد المحمدي، موظف حكومي في صنعاء، يعبر عن مرارته قائلًا: “راتبي الشهري لم يعد يكفي لشراء احتياجات أسبوع واحد إذا ما قورن بالأسعار الحقيقية.” المشهد في أسواق الصرافة مأساوي: طوابير طويلة من المواطنين يحملون أكياسًا ضخمة من الأوراق النقدية البالية، وأصوات آلات العد تختلط بصراخ الصرافين وأنين المتعاملين.
قد يعجبك أيضا :
الأسباب الجذرية لهذا الكابوس تعود إلى الانقسام السياسي المدمر الذي بدأ عام 2014، عندما انقسمت البلاد إلى مناطق سيطرة مختلفة أدت إلى تبني سياسات نقدية متناقضة، د. محمد الحضرمي، خبير اقتصادي، يشبه الوضع بأن يكون “انقسام ألمانيا الشرقية والغربية، لكن هذه المرة الانقسام نقدي واقتصادي داخل دولة واحدة.” الخبراء يحذرون من أن استمرار هذا التفاوت الفاحش قد يؤدي إلى انهيار كامل لإحدى العملتين، مما سيزيد الأزمة الإنسانية تعقيدًا.
قد يعجبك أيضا :
التأثير المدمر لهذا الانقسام النقدي يضرب صميم الحياة اليومية لـ28 مليون مواطن يمني، فاطمة علي، أم لثلاثة أطفال، تشكو من معاناتها قائلة: “كل مرة أذهب فيها للسوق أشعر وكأنني أقامر بمستقبل أطفالي، الأسعار تتغير كل ساعة.” خبراء الاقتصاد يتوقعون تفاقم التضخم وزيادة الهجرة الاقتصادية، بينما ينصحون المواطنين بتنويع مدخراتهم وتفادي الاحتفاظ بالريال اليمني، بينما استطاع بعض التجار الأذكياء مثل سالم العدني استغلال هذا التفاوت لتحقيق أرباح معقولة من المعاملات التجارية المحدودة بين المنطقتين.
قد يعجبك أيضا :
هذا الفارق الصادم البالغ 300% بين أسعار العملة في بلد واحد يطرح تساؤلات مؤلمة حول مستقبل الاقتصاد اليمني ومعاناة شعبه، الحاجة ملحة لتدخل دولي عاجل وحلول سياسية شاملة توحد النظام النقدي قبل أن ينهار تمامًا، السؤال المصيري الذي يطارد كل يمني هو: كم من الوقت يستطيع شعب أن يعيش بكرامة وهو يتعامل بعملتين مختلفتين في وطن واحد؟
