يتساءل العديد حول ما قصده الصحفي البولندي سيباستيان ستاشفيسكي في كتابه الجديد الذي يحمل عنوان “ليفاندوفسكي الحقيقي”، هل كان يسعى لفضح نادي برشلونة، أم أنه لم يكن في وارد الإشارة إلى أي فضيحة تتعلق بنجم الكرة البولندية ليفاندوفسكي، الذي كان موضوع الكتاب، أم أنه كان يعرض فقط جوانب من حياة أفضل نجم في تاريخ الكرة البولندية؟ بدأ الأمر مع صدور الكتاب قبل أيام قليلة، بعد أن كرس ستاشفيسكي 11 شهراً من الكتابة في أحد مقاهي العاصمة وارسو، ومع كونه صحفياً وسيناريست مشهورًا، حيث برع في محاورة نجوم الكرة، تم تسليط الأضواء على كتابه بمجرد إصداره. لقد حقق ليفاندوفسكي شهرة واسعة، حيث تألق مع بايرن ميونخ والآن مع برشلونة، وقد حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم من الفيفا في عام 2021. وقد اهتم الكثير من الناس في أوروبا بمحتوى الكتاب، وخاصة ما ذكره ستاشفيسكي حول الاجتماع الذي تم بين لابورتا، رئيس برشلونة، وعدد من مسؤولي النادي مع ليفاندوفسكي، حيث طلبوا منه عدم تسجيل أي أهداف في المباراتين الأخيرتين من الدوري الإسباني لموسم 2022-2023، بسبب بند في العقد بين برشلونة وبايرن ميونخ ينص على دفع برشلونة 2.5 مليون يورو إضافية إذا سجل ليفاندوفسكي 25 هدفاً في الدوري، وهو ما يتجاوز ميزانية برشلونة، وقد حضر الاجتماع ولفيف من الأطراف المعنية، حيث كان ليفاندوفسكي قد سجل بالفعل 23 هدفًا ضمن بها لقب هداف الدوري الذي أحرزه برشلونة، وبالفعل خاض ليفاندوفسكي المباراتين الأخيرتين أمام مايوركا وسيلتا فيغو دون تسجيل أي هدف. كما أشار الصحفي البولندي إلى انزعاج ليفاندوفسكي الشديد، كونه لم يُطلب منه مثل هذا الطلب من قبل في مسيرته الكروية، وكان الوصف الدقيق لمشاعره وتجربته دليلاً على أن ليفاندوفسكي هو من روى التفاصيل للصحفي. كذلك كتب ستاشفيسكي عن اختصار قائمة الطعام المتاحة للاعبي برشلونة، مما يعزز فكرة أن مصدر المعلومات هو النجم البولندي نفسه، واتجهت الأنظار بعد نشر هذا القصة نحو رئيس برشلونة، وتم اعتباره بطل الفضيحة، حيث كيف يطلب من أحد لاعبيه أن لا يسجل أي أهداف ليجنب النادي دفع المال لبايرن ميونخ، ولم يتساءل أحد عن ليفاندوفسكي وما إذا استجاب فعلاً لهذا الطلب، وأيضًا لماذا لم يسأل ستاشفيسكي ليفاندوفسكي عن ذلك أثناء كتابة قصته، وما إذا كان هذا يجعله شريكاً لإدارة برشلونة في الفضيحة، والسؤال الأهم هو لماذا يجب على لابورتا، كرئيس للنادي، الاجتماع مع ليفاندوفسكي، في حين كان بإمكانه توجيه طلبه لمدرب الفريق آنذاك، تشافي، بعدم إشراك ليفاندوفسكي في المباراتين الأخيرتين.
