كشفت السلطات الأمنية في محلية شرق النيل عن تفاصيل عملية نوعية أدت إلى تفكيك شبكة احتيال إلكتروني وُصفت بأنها الأخطر من نوعها، بعد أن اعتمدت أسلوباً مبتكراً عبر تطبيق مزيف يحمل اسم «بنكك» لتنفيذ سلسلة من الجرائم المنظمة، العملية التي قادتها فرعية الشرطة الأمنية جاءت في إطار مواجهة أساليب جديدة في الاحتيال الرقمي، وأظهرت حجم التحديات التي تواجه الأجهزة الأمنية في التصدي لمثل هذه الجرائم. المصادر الأمنية أوضحت أن الشبكة اعتمدت خطة محكمة استهدفت الصيدليات والدكاكين ومحطات الوقود، مستخدمة سيارة من طراز أكسنت في تنفيذ عملياتها. البداية كانت مع صيدلية تباشير في شارع واحد بمنطقة الحاج يوسف، حيث تمكن أفراد الشبكة من الاستيلاء على أدوية ومستلزمات تجميل بقيمة 98,000 جنيه سوداني عبر التطبيق المزيف، قبل أن يغادروا الموقع بسرعة، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيق موسع. عقب الواقعة، تقدم الطبيب الصيدلي ببلاغ رسمي إلى قسم شرطة الفيحاء، لتباشر الشرطة مراجعة تسجيل مصور يوثق تفاصيل الحادثة، وبإشراف مباشر من مدير الشرطة الأمنية بشرق النيل، تم تشكيل فريق متخصص للبحث والتحري، ليبدأ مسار التحقيقات التي قادت إلى كشف الشبكة التي أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط التجارية. التحريات أسفرت عن توقيف المتهم الأول البالغ من العمر 29 عاماً في منطقة الفيحاء مربع 3، حيث ضبطت بحوزته المركبة المستخدمة في تنفيذ الجرائم باعتبارها معروضات البلاغ، وبعد التحقيق المبدئي، أرشد المتهم على شريكه الثاني الذي جرى توقيفه في منطقة الجريف غرب شارع الستين، في عملية دقيقة نفذها الفريق الأمني، لتكتمل بذلك المرحلة الأولى من تفكيك الشبكة. خلال التحقيقات، تم تسجيل بلاغات إضافية وفتح بلاغ ثانٍ في قسم شرطة الفيحاء، حيث كان المساعد شرطة يسن عبدالباقي هو الشاكي بصفته المسؤول عن إجراءات الضبط، وأقر المتهمان بتنفيذ سلسلة من عمليات الاحتيال المشابهة في شرق النيل ومناطق متعددة من الخرطوم، مستهدفين محال تجارية متنوعة، وهو ما عزز من حجم القضية وكشف عن امتداد نشاط الشبكة. كما حضر صاحب الصيدلية المتضررة وتعرف على المتهمين رسمياً، فيما تم إخطار أصحاب المحلات الأخرى المتضررة للحضور واستكمال إجراءات التعرف، في خطوة تهدف إلى تثبيت الأدلة وتعزيز مسار التحقيقات الجارية، وأكدت الشرطة أن هذه الإجراءات تأتي لضمان توثيق الجرائم بشكل قانوني، وتثبيت الاتهامات بحق المتهمين الذين اعتمدوا أسلوباً تقنياً متطوراً في تنفيذ جرائمهم.