لم تكن بطولة كأس أمم إفريقيا يومًا مجرد اختبار فني لمنتخب مصر، بل تحولت كثيرًا إلى ساحة حاسمة تحدد مصير المديرين الفنيين، وتضع نهاية سريعة لمسيرتهم مع الفراعنة.
فالإخفاق في هذه البطولة، أمام أعين الجماهير وتحت ضغط المنافسة، يعني ببساطة أن الرحيل يصبح أقرب من أي وقت مضى بالنسبة لمدرب الفراعنة حينها.
وعلى مدار تاريخ منتخب مصر، لم يسلم العديد من المدربين من عواقب الإخفاق القاري، فالبطولة التي شهدت لحظات تتويج تاريخية لمصر، كانت في ذات الوقت مقصلة أطاحت بأسماء كبيرة، عانت من ضغط النتائج، وفشلت في تجاوز اختبارات الأدوار الحاسمة أو حتى عبور مرحلة المجموعات.
مدربون رحلوا عن تدريب مصر بسبب كأس أمم إفريقيا
مع كل مشاركة، يتجدد السؤال: من يتحمل مسؤولية الخروج؟ الجماهير عادة لا تنتظر طويلًا، والاتحاد يجد نفسه أمام قرار لا مفر منه.
هكذا تشكلت قائمة من المدربين الذين انتهت رحلتهم مع المنتخب فور انتهاء البطولة، بعدما لم ينجحوا في تقديم ما يتوافق مع طموحات المصريين وآمالهم في المنافسة.
رود كرول – سقوط مبكر في نسخة 1996
دخل الهولندي رود كرول بطولة أمم إفريقيا 1996 بطموحات كبيرة، لكنه خرج بخيبة أمل مدوية، فقد ودّع منتخب مصر المنافسات من ربع النهائي بعد خسارة مؤلمة أمام زامبيا بثلاثة أهداف مقابل هدف، في أداء اتسم بالارتباك وفقدان الهوية الفنية.
وتحت ضغط الانتقادات الجماهيرية والإعلامية، لم يجد الاتحاد المصري لكرة القدم بدًّا من إنهاء تجربته بعد البطولة مباشرة، لتكون نهاية سريعة لأحد أكثر الأجهزة الفنية التي واجهت ضغطًا في تلك الفترة.
جيرار جيلي – الفشل في الدفاع عن اللقب عام 2000
تولى الفرنسي جيرار جيلي مهمة قيادة منتخب مصر في أمم إفريقيا 2000، وسط آمال عريضة لاستعادة اللقب القاري الذي حققه الفراعنة في 1998.
لكن المنتخب ظهر بصورة باهتة في البطولة، قبل أن يودّع المنافسات من ربع النهائي على يد تونس بهدف دون رد.
ورغم امتلاكه مجموعة من أبرز نجوم الجيل الذهبي، لم يرتقِ الأداء إلى التوقعات، مما أدى إلى رحيله فور انتهاء البطولة، بعدما اعتُبر الفشل امتدادًا لتراجع ملحوظ في المستوى العام للفريق.
محمود الجوهري – الفشل مستمر في 2002
رحل الجوهري بعد أمم إفريقيا 2002 في مالي، بعد خروج مصر من ربع النهائي أمام الكاميرون 1–0، وكانت البطولة محبطة جدًا، وواجه المنتخب انتقادات قوية بسبب الأداء الدفاعي والتراجع الفني، ليتخذ الاتحاد المصري قرارًا بإنهاء مهمته فور العودة.
محسن صالح – نهاية صادمة في نسخة 2004
دخل المنتخب بقيادة محسن صالح بطولة 2004 في حالة من عدم الاستقرار، لكن الخروج المرير من دور المجموعات وضع حدًا لمسيرته بشكل نهائي.
فشل الفراعنة في تجاوز مجموعة كانت في المتناول، وتلقّى الفريق خسارتين كشفتا عن غياب الانسجام الفني وضعف الإعداد، مما فجّر موجة غضب جماهيرية انتهت برحيل محسن صالح عن منصبه، وتظل نسخة 2004 واحدة من أسوأ نسخ المنتخب في تاريخه الحديث.
خافيير أجيري – صدمة 2019 على أرض مصر
قدّم المكسيكي خافيير أجيري واحدًا من أسوأ المشاهد في تاريخ المنتخب القاري، حين ودّع كأس الأمم الإفريقية 2019 من دور الـ16 أمام جنوب إفريقيا، رغم تنظيم البطولة على أرض مصر ورغم تصدّره مجموعته بالعلامة الكاملة.
الخروج المبكر في القاهرة كان بمثابة صدمة للشارع الرياضي، وفتح المجال أمام إقالة أجيري.
روي فيتوريا – خيبة أمل جديدة في 2024
نسخة 2023 التي أُقيمت في 2024 كانت فصلًا جديدًا من الإخفاقات المصرية في البطولة، حيث استقبل المنتخب 8 أهداف في أربع مباريات فقط، وظهر بلا هوية فنية واضحة داخل الملعب.
ومع الخروج من دور الـ16 أمام الكونغو الديمقراطية عبر ركلات الترجيح، اندلعت موجة كبيرة من الانتقادات طالت المدرب واللاعبين معًا، ولم يستغرق الاتحاد المصري وقتًا طويلًا في التفكير، ليقرر إقالة فيتوريا فور العودة إلى القاهرة، بعد مشاركة اعتُبرت مخيبة من جميع الجهات.
