«لحظة تاريخية في العلاقات الدولية» ترامب يعلن عن بيع مقاتلات إف-35 للسعودية وسط مخاوف من تداعيات الصفقة على إسرائيل والهند

«لحظة تاريخية في العلاقات الدولية» ترامب يعلن عن بيع مقاتلات إف-35 للسعودية وسط مخاوف من تداعيات الصفقة على إسرائيل والهند

موقع الدفاع العربي – 22 نوفمبر 2025: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرار الولايات المتحدة بيع مقاتلات F-35 الشبحية المتطورة إلى السعودية، مما يعد تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية، وقد أثار هذا القرار مخاوف لدى المسؤولين الإسرائيليين والهنود بشأن تداعياته على الأمن الإقليمي.

تصريحات ترامب حول المقاتلات

صرح ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي في 17 نوفمبر، وذلك قبل استضافة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض بيوم واحد، قائلاً: “سأقول إننا سنقوم بذلك، سنبيع مقاتلات إف-35”، وقد جاء هذا الإعلان رغم المخاوف التي أبدتها أجهزة الاستخبارات في البنتاغون وبعض الحلفاء الإقليميين الرئيسيين حول العواقب المحتملة لهذه الصفقة.

المشتريات السعودية

قدمت السعودية طلبًا لشراء ما يصل إلى 48 مقاتلة إف-35، في صفقة قد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات مع شركة لوكهيد مارتن، لتصبح بذلك أول دولة عربية تقتني هذه الطائرات الشبحية من الجيل الخامس.

قلق إسرائيل من الصفقة

حتى الآن، كانت إسرائيل الوحيدة في الشرق الأوسط التي تشغل طائرات إف-35، وقدمت القوات المسلحة الإسرائيلية ورقة موقف رسمية للقيادة السياسية في 17 نوفمبر تعبر فيها عن اعتراضها على الصفقة، محذرة من أن ذلك قد يقوض تفوقها العسكري النوعي في المنطقة، وأشارت الوثيقة إلى أن هذا التفوق يعتمد على الحفاظ على الوصول الحصري إلى طائرات الجيل الخامس الشبحية.

التقييمات العسكرية الإسرائيلية

وفقًا لتقييمات الجيش الإسرائيلي التي نقلتها Ynet، يعتمد تفوق إسرائيل الجوي في المنطقة على الحفاظ على الوصول الحصري إلى طائرات الجيل الخامس الشبحية، وقد حذرت القوات أيضاً من أن شراء السعودية لطائرات إف-35 قد يشغل خطوط الإنتاج ويؤخر طلبيات إسرائيل لشراء أسراب إضافية.

الالتزامات الأمريكية تجاه إسرائيل

بموجب القانون الأمريكي، تُضمن لإسرائيل الحصول على الأسلحة اللازمة للحفاظ على تفوقها العسكري النوعي على الدول العربية، على الرغم من أن مسؤولي إدارة ترامب أشاروا إلى إمكانية تقديم ضمانات دون تحديد القدرات الإضافية التي ستُقدم لإسرائيل.

قلق من التكنولوجيا المتقدمة

حذر تقرير لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية من أن الصين قد تحصل على التكنولوجيا المتقدمة لطائرات إف-35 إذا تمت الصفقة، مشيرًا إلى العلاقات الدفاعية بين بكين والرياض، حيث تعتبر الصين أكبر شريك تجاري للسعودية، وقد أجرت الدولتان تدريبات بحرية مشتركة في السنوات الأخيرة.

قلق الهند من الصفقة

أبدت الهند أيضًا قلقها بشأن النقل المحتمل للتكنولوجيا، خاصةً في ظل الاتفاق الدفاعي الأخير بين السعودية وباكستان الذي ينص على أن أي هجوم على أي منهما يُعتبر هجومًا على كلا البلدين، ويشير المحللون إلى أن الصفقة قد تمنح باكستان وصولاً غير مباشر إلى معدات عسكرية أمريكية متقدمة عبر السعودية.

تحليل

أوضح أحد المحللين الدفاعيين الهنود لوسائل الإعلام: “سيعزز الأسطول السعودي من مقاتلات إف-35 هيمنة السعودية الجوية، مما سيجبر المنافسين الإقليميين والدول المجاورة، بما في ذلك الهند، على إعادة تقييم وضعياتهم في الدفاع الجوي والصاروخي”.

نسخة إف-35 للسعودية وقلق إسرائيل

أكد ترامب أن النسخة من مقاتلات إف-35 التي ستبيعها الولايات المتحدة للسعودية ستكون مشابهة لتلك التي تستخدمها إسرائيل، مما أثار قلق المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي والآثار المحتملة على توازن القوى في المنطقة، وتأكد ذلك خلال استضافة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض، حيث أكد أن الصفقة ستشمل الطائرات دون تعديل يُذكر في القدرات الأساسية مقارنة بالنسخة الإسرائيلية.

أثار هذا الإعلان مخاوف واسعة لدى المسؤولين الإسرائيليين، الذين اعترضوا رسميًا على الصفقة، معتبرين أن أي نقل مباشر لمقاتلات شبحية متقدمة إلى دولة عربية قد يقلص التفوق العسكري النوعي لإسرائيل ويؤثر على استراتيجياتها الجوية والعمليات السرية طويلة المدى.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *