صدر الصورة، EPA/Shutterstock
التعليق على الصورة، مدرب ليفربول، آرني سلوت، يغادر أرض الملعب بعد هزيمة فريقه من آيندهوفن الهولندي ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا
قبل 4 ساعة
تعرض فريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم لهزيمة قاسية، يوم الأربعاء، بنتيجة 4-1 أمام آيندهوفن الهولندي، على ملعبه، ستاد أنفيلد، وذلك في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا.
يعيش الفريق أسوأ سلسلة هزائم له منذ 71 عامًا، حيث تلقى تسع هزائم في 12 مباراة، لأول مرة منذ موسم 1953-1954، وثلاث خسائر متتالية في جميع المسابقات بفارق ثلاثة أهداف، وذلك للمرة الأولى منذ ديسمبر 1953، كما استقبلت شباكه سبعة أهداف خلال خمسة أيام على ملعب أنفيلد، الذي يعد قلعة حصينة.
تثير هذه الإحصائيات حزن جماهير ليفربول، التي كانت في مزاج ممتاز بعد أن قادهم المدرب الهولندي، آرني سلوت، قبل أشهر إلى لقب الدوري الإنجليزي العشرين في موسمه الأول، معادلاً الرقم القياسي، لكنهم الآن يتساءلون عما إذا كان سلوت لا يزال الرجل المناسب لهذا المنصب.
يتعرض المدرب الهولندي لضغوط متزايدة، في مسعاه لإيجاد حل لما أصبح مشكلة خطيرة.
تفاعل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مع هزيمة فريق الريدز، معبرين عن إحباطهم من أداء الفريق، حيث اعتبر أحدهم أن ليفربول في الفترة الأخيرة “لا يرسم إلا ملامح اليأس!”
الهزائم تتراكم
ذكر ستيفن وارنوك، ظهير ليفربول السابق، لبي بي سي سبورت: “في الوقت الراهن، الأمور لا تسير بشكل جيد، ويبدو الوضع صعبًا للغاية”، وأضاف: “الهزائم تتزايد، وتُفاقم الأمور، فتزداد سؤاً”، وتساءل عما إذا كان ذلك يعود إلى الثقة المفرطة، ولكنه لم يعرف السبب بالتحديد، مشيرًا إلى وجود نقص واضح في القتال، وهو أمر صعب جداً رؤيته.
كتب حساب يحمل اسم “صياح في الكورة” على فيسبوك: “حقيقة … خسارة ليفربول من آيندهوفن هي ثاني أكبر خسارة أوروبية للفريق على ملعب أنفيلد، المرة الوحيدة التي استقبل فيها الفريق 4 أهداف أو أكثر في مباراة أوروبية كانت عندما فاز ريال مدريد عليهم 2-5 في دور الـ 16 من دوري الأبطال موسم 22/23، ليفربول يقدم موسمًا كارثيًا في كل المستويات”.
بالرغم من هزيمة فريقه أمام آيندهوفن، لاحظ بعض المعلقين أن اللاعب المصري، محمد صلاح، قدم أداءً فردياً مميزاً، حيث اعتبره البعض “يقاتل وحيدًا وسط أنقاض فريق تائه”، وأكد أحد المستخدمين أن صلاح “صنع أكبر عدد من الفرص خلال المباراة”.
مستقبل سلوت مُحاط بالشكوك
بدأ الريدز موسمًا مثاليًا، مع تحقيق سبعة انتصارات متتالية، مما جعل ليفربول في مركز قوي للدفاع عن لقبه في الدوري الإنجليزي الممتاز، والتقدم نحو دوري أبطال أوروبا، لكن تلا ذلك سلسلة من ست هزائم في سبع مباريات، مما أثار القلق والأسئلة حول إمكانية حدوث أزمة.
رغم تحسن الأمور لفترة قصيرة في أوائل نوفمبر 2025، حيث رفعت الانتصارات على أستون فيلا وريال مدريد المعنويات، فقد تبيّن أنها مجموعة من الانتصارات المؤقتة، وعادت الهزائم من جديد.
ترك ذلك المدرب سلوت أمام تحديات كبيرة لإعادة فريقه إلى النصف الأعلى من ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، والمنافسة على أحد المراكز الثمانية الأولى في دوري أبطال أوروبا بعد تراجعه إلى المركز الثالث عشر، مما أثار تساؤلات حول إمكانية استمراره مع الفريق.
الإقالة السريعة للمدربين ليست نهجًا تمارسه إدارة ليفربول، وفقًا لما ذكره ستيفن وارنوك، الذي أشار إلى أن سلوت قد حصل على بداية رائعة الموسم الماضي بأفضل أداء، حيث حقق ثمانية انتصارات في أول عشرة مباريات له بعد أن تولى تدريب الريدز خلفًا ليورغن كلوب.
واتفق العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مع هذا الرأي، مشيرين إلى أن ليفربول ليس من الفرق التي تقيل المدربين بيسر، وكتب أحدهم أن النادي الذي تأسس عام 1892، “طوال الـ 134 سنة تلك، عدد المدربين 23، يعني لن تتم الإقالة إلا في حالة الهبوط”.
ومن جهة أخرى، انتقد حساب “Ahmed Tactics” على فيسبوك المدرب آرني سلوت، معتبراً أنه لم يقدم أي جديد للفريق هذا الموسم بالرغم من التعاقدات الجديدة بقيمة 500 مليون يورو، مشيرًا إلى أن الفريق يعيش حالة من الهزائم غير المسبوقة، واختتم منشوره متسائلاً عن مصير سلوت في حال تم إقالته، قائلاً: “في حال تمت إقالة سلوت، من سيتولى المهمة بعد ذلك في وسط الموسم؟”.
ورغم ذلك، توقع بعض المستخدمين أن تتم إقالته بعد سلسلة الهزائم الأخيرة.
علق سلوت على المباراة قائلاً: “هذه المسيرة صادمة للجميع، بالنسبة للاعبين، وبالنسبة لي كذلك، لا أفاجأ بسهولة، وهذا غير متوقع، يمكننا جميعًا التحسن كأفراد، وهذا ينطبق على الجميع، بمن فيهم أنا”.
كما أوضح سلوت أنه لا يقلق بشأن مستقبله في النادي، بل يركز على تحسين الأمور، مضيفًا: “أحتاج إلى تقديم أداء أفضل، وهذا ما أسعى لتحقيقه يوميًا لتحسين الفريق، وهذا هو تركيزي الأساسي”.
رغم تلك الصدمة، شهدت التعليقات مستوى من السخرية، حيث قال أحدهم: “لا غرابة في أن فريقًا بخسارته تسع مرات خلال 12 مباراة”.
على الرغم من حالة الغضب والإحباط بين جماهير ليفربول، لم تغب عن التعليقات نبرة الأمل، حيث كتب أحدهم: “ليفربول يمرض لكن لا يموت، من لديه تاريخ لا يخاف، والتاريخ لا يُمحى أبداً، من يضحك أخيراً يضحك كثيراً”، في إشارة إلى إمكانيات الفريق في استعادة تألقه، فيما حث آخرون الفريق على ضرورة الفوز في المباريات المقبلة.
