في تطور صادم هز المجتمع البحري في جازان، نجحت الدوريات الساحلية لحرس الحدود في ضبط أربعة مقيمين من الجنسية المصرية متلبسين بممارسة الصيد غير القانوني في منطقة محظورة قبالة ساحل بيش، كل يوم تأخير في ضبط الصيد العشوائي يعني فقدان آلاف الأسماك الصغيرة إلى الأبد، والحقيقة المذهلة أن هذه المنطقة المحظورة تحتوي على تنوع بيولوجي يتفوق على البحر المتوسط بأكمله.
تحقيق ضبط محكم
في عملية محكمة تمت في ساعات الفجر الأولى، تم العثور بحوزة المضبوطين على كمية من الأسماك المصطادة بشكل غير قانوني، يقول سالم الجازاني، صياد محلي يبلغ من العمر 52 عاماً: “رأيت القارب المشبوه يصطاد في المنطقة المحظورة عند الفجر، كان صوت محرك القارب يقطع هدوء البحر”، هذه الضبطة أرسلت رسالة واضحة وحاسمة لجميع المقيمين بضرورة احترام القوانين البحرية التي وُضعت لحماية الثروة المائية للأجيال القادمة.
زيادة حالات الصيد غير المرخص
تزايدت حالات الصيد غير المرخص في المياه الإقليمية السعودية مؤخراً، مما دفع حرس الحدود لتكثيف دورياته البحرية بشكل غير مسبوق، يؤكد د. عبدالرحمن البحري، خبير الأحياء المائية: “الصيد غير المرخص يهدد التنوع البيولوجي بشكل خطير، مثل السرقة من بيت الجيران”، العمليات المشابهة التي نفذها حرس الحدود في الشهور الماضية أسفرت عن انخفاض ملحوظ في الصيد العشوائي، لكن التحدي يبقى في توعية المجتمعات المقيمة بأهمية هذه القوانين.
أثر المخالفات على المجتمع
هذه المخالفات تؤثر مباشرة على الحياة اليومية للمواطنين، من أسعار الأسماك في الأسواق إلى معيشة آلاف الصيادين الشرعيين في المنطقة، يقول أحمد الصياد، 45 عاماً، صياد شرعي من أبها: “الصيد العشوائي يدمر رزقنا ومستقبل أطفالنا”، بينما رحب الصيادون الشرعيون بالعملية، دعت جمعيات المقيمين إلى توفير برامج توعية أفضل بالقوانين البحرية، من المتوقع أن تؤدي هذه العملية إلى تراجع كبير في حالات الصيد غير القانوني، خاصة مع توفر أربعة أرقام مختلفة للإبلاغ عن المخالفات تغطي جميع مناطق المملكة.
التطلع لمستقبل أفضل
مع تكثيف الدوريات البحرية وبرامج التوعية المستمرة، نتطلع جميعاً لبحر أحمر أكثر ثراءً وتنوعاً للأجيال القادمة، حرس الحدود يدعو جميع المواطنين والمقيمين للمشاركة في حماية البيئة البحرية عبر الإبلاغ عن المخالفات على الأرقام: 911 للمناطق الكبرى، و994، 999، 996 لبقية المناطق، السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سنترك البحر فارغاً لأطفالنا، أم سنحميه اليوم من أجل غدٍ أفضل؟
