«مصر تؤكد موقفها الراسخ: لا للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة»

«مصر تؤكد موقفها الراسخ: لا للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة»

أكد الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ضرورة مواجهة التطورات الجيوسياسية في المنطقة، ودعم الجهود الدولية للوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، من خلال تنفيذ حل الدولتين، والبناء على مخرجات قمة شرم الشيخ للسلام، والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بدون أي عوائق، مشددًا على أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية في القطاع في إطار حفظ السلام.

اجتماع ميثاق المتوسط

شارك وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في الاجتماع الوزاري الخاص بإطلاق ميثاق المتوسط، على هامش فعاليات المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط، بحضور الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، ومفوض الاتحاد الأوروبي للمتوسط، دوبرافكا سويتشا، بالإضافة إلى عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط.

أهمية ميثاق المتوسط

أشار الوزير خلال كلمته إلى أهمية “ميثاق المتوسط” كإطار شامل يهدف إلى تعزيز التكامل بين دول البحر المتوسط، ومواجهة التحديات المشتركة، واستغلال الفرص الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، للمضي قدمًا نحو شراكة قائمة على الثقة والاحترام المتبادلين، مشددًا على اهتمام مصر بالمحاور الثلاثة للميثاق: التنمية البشرية، الاقتصاد، والأمن وإدارة الهجرة.

التنمية البشرية والأبحاث

فيما يتعلق بمحور التنمية البشرية، تستعد مصر لاستضافة الجامعة الأورومتوسطية وتعزيز التعاون الأكاديمي والبحث العلمي والابتكار، حيث تأتي جاهزيتها لاستضافة هذه الجامعة استنادًا إلى موقعها ودورها الإقليمي واستضافتها لجامعات دولية مرموقة، فضلًا عن انضمامها لبرنامج “Horizon Europe”، كما سلط الضوء على محور الاقتصاد، لتوفير الموارد والحوافز اللازمة لدعم الاستثمار بدول الجوار الجنوبي، وفق احتياجات وإمكانات كل دولة.

مشروعات مصر الاقتصادية

استعرض الوزير مساهمات مصر في عدد من المشروعات الاقتصادية والبنية التحتية والطاقة المتجددة، والتي تشمل مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان، وخط نقل الحاصلات الزراعية بين مصر وإيطاليا، ومبادرة “تيرا ميد” للطاقة النظيفة، مؤكدًا على تبني سياسات تدعم الطاقة المتجددة وتعزز التعاون الإقليمي وجذب الاستثمارات، وتوسيع نطاق الوصول للطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أن القضايا الاقتصادية تمثل محورًا رئيسيًا في العلاقات بين ضفتي المتوسط، فضلًا عن أهمية قطاع الصناعة كقوة دفع رئيسية للاقتصاد والتعاون المشترك، بجانب أهمية تعزيز توطين الصناعات والتكنولوجيا.

قضايا الهجرة

فيما يتعلق بمحور الهجرة، أكد الوزير على ضرورة التعامل مع قضية مكافحة الهجرة غير الشرعية من منظور تنموي شامل، مع التركيز على تحقيق التوازن بين مكافحة الظاهرة وفتح المجال أمام تنقل العمالة بشكل قانوني، لسد الفجوة الأوروبية في بعض التخصصات.

اللقاءات الدبلوماسية

عقد وزير الخارجية لقاءات مكثفة مع عدد من نظرائه، على هامش المنتدى الإقليمي العاشر لوزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط في “برشلونة”، حيث ناقش مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي والتطورات الإقليمية.

الشراكة الاستراتيجية

رحب “عبدالعاطي” بنتائج القمة الأولى بين مصر والاتحاد الأوروبي في بروكسل، والتي عكست الإرادة المشتركة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الجانبين، معبرًا عن تقديره لحزمة الدعم المالي المقدمة من الاتحاد الأوروبي، وتطلعه لجذب المزيد من الاستثمارات الأوروبية إلى مصر، وتيسير نفاذ الصادرات المصرية إلى الأسواق الأوروبية، وتعزيز شراكات القطاع الخاص.

استقرار غزة والسودان

خلال اللقاء، أطلع “عبدالعاطي” المسؤولة الأوروبية على الجهود التي تبذلها مصر لضمان تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، مشددًا على أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية في قطاع غزة، وعلى وحدة الأراضي الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مع رفض مصر لأي إجراءات قد تؤدي إلى تعزيز الانفصال بين الضفتين أو تقويض فرص حل الدولتين. كما جدد “عبدالعاطي” التأكيد على موقف مصر الثابت الداعم لأمن واستقرار ووحدة السودان، مستعرضًا جهود مصر لتسوية الأزمة ضمن الآلية الرباعية لوقف إطلاق النار، وتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة السودان واستقراره، داعيًا إلى ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإنشاء ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية للشعب السوداني ودعم مؤسساته الوطنية.

الملف النووي الإيراني

تناول اللقاء تطورات الملف النووي الإيراني، حيث أكد “عبدالعاطي” أهمية بحث سبل تخفيض التوتر في المنطقة ودعم الحلول الدبلوماسية، بالإضافة إلى استمرار التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبناء الثقة المتبادلة بين الأطراف المعنية، مما يتيح الفرصة للوصول إلى تسوية شاملة للملف النووي الإيراني.

تعزيز التعاون مع الأردن

خلال لقاء آخر مع نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، أيمن الصفدي، أوضح “عبدالعاطي” أن مصر تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، والبناء على آليات التنسيق القائمة بين البلدين، حيث بحث “عبدالعاطي” و”الصفدي” تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وشددا على ضرورة مواصلة الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق شرم الشيخ، مع أهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2803 بشأن غزة، وتمكين قوة الاستقرار الدولية من أداء مهامها، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، ودعم مسار التعافي المبكر وإعادة الإعمار.

الروابط مع لبنان

واتفق الجانبان على مواصلة العمل المشترك لحشد الدعم الدولي، وتوفير المناخ الملائم لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والدفع نحو مسار سياسي جاد على أساس حل الدولتين، فضلًا عن مواصلة التشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وتعزيز العمل المشترك بما يخدم الأمن القومي العربي، ويدعم ركائز الاستقرار في المنطقة.

وأكد “عبدالعاطي” خلال لقاء مع وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية، يوسف رجى، اعتزاز مصر بعمق الروابط التي تجمعها بلبنان الشقيق، وحرصها على مواصلة دعم مؤسسات الدولة اللبنانية، وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، مشددًا على أن أي جهد تبذله القاهرة ينطلق من ثوابت تقوم على دعم وحدة لبنان وسيادته واستقراره، وتعزيز قدرة مؤسساته الوطنية على مواجهة التحديات الراهنة، مؤكدًا أهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2803 بشأن غزة، وتمكين قوة الاستقرار الدولية من أداء مهامها، بالإضافة إلى دفع الجهود الخاصة بالتعافي المبكر وإعادة الإعمار، حيث يساهم نجاح هذه المسارات في تعزيز الاستقرار على مستوى المنطقة بأكملها، بما في ذلك الساحة اللبنانية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *