«مصر تساند الثورة اليمنية وتدرب المقاتلين في صفوف الصاعقة»

«مصر تساند الثورة اليمنية وتدرب المقاتلين في صفوف الصاعقة»

على ناصر محمد، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق

قال على ناصر محمد، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق، إن مصر دعمت الثورة في الجنوب، وكانوا بحاجة إلى الدعم العربي، فدعت لعقد مؤتمر بالجامعة العربية في القاهرة عام 1964، حضره جميع قيادات جنوب اليمن، حيث اتخذ قرار بدعم الثورة، ورغم وجود تباين في الآراء، إلا أن الموقف المصري كان حاسماً، مما اعتبر انتصارًا آخر للثورة اليمنية من خلال الدعم العربي.

وأضاف خلال استضافته في برنامج «الجلسة سرية»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، ويقدمه الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، أنه بعد نهاية المؤتمر في الجامعة العربية، نظمت دورة عسكرية في مدرسة الصاعقة بأنشاص، لم ينضم جميع المشاركين في المؤتمر إلى الدورة، لكن العناصر المناسبة شاركت، حيث كانت المشاركة في الصاعقة صعبة، وشارك فيها حوالي 9 أشخاص من إجمالي 500 مشارك من مصر واليمن وفلسطين وأفريقيا، واصفاً الدورة بأنها «مصنع الرجال والأبطال»، كما حصلوا على دورة أخرى في سلاح المهندسين في حلمية الزيتون، بالإضافة إلى تدريب في الحرس الوطني.

وأشار إلى أن التطورات التالية شهدت توحيد الجبهات، رغم أن الانقسام الذي حدث في معسكر الثورة لم يؤثر على سير العمليات العسكرية في عدن.

الجبهة القومية انتصرت على الخلافات وثورة الجنوب نجحت بدعم مصر

وتحدث رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق عن الخلاف بين التنظيمين الكبيرين في الثورة الجنوبية، وهما الجبهة القومية وجبهة التحرير، مؤكداً أن هذا الخلاف لم يؤثر على الثورة واستمراريتها، كما لم يؤثر على العلاقة الجيدة مع مصر، التي كانت دائماً إلى جانبهم في مراحل مختلفة.

وأشار ناصر إلى أن الجبهة القومية تمكنت في 30 نوفمبر 1967 من اجتياح جميع المحميات البريطانية، وسقوط جميع المناطق تحت سيطرتها، في حين انهزم الطرف الآخر، مما يعكس إرادة الشعوب والحروب.

وأوضح أنه عقد مؤتمرًا بعد ذلك في جنيف حضره الرئيس قحطان الشعبي، حيث ناقش الخلاف حول قضية باب المندب، التي تُعتبر بوابة البحر الأحمر، إذ كانت هناك محاولات لتدويلها ووضعها تحت الوصاية الدولية، إلا أن «الشعبي» رفض ذلك، كما شمل النقاش الخلاف حول الجزر في المحيط الهندي، والمساعدات الدولية للدولة الوليدة بعد ترك الاستعمار البريطاني جنوب اليمن دون استثمار ثرواته الطبيعية على مدى 129 عامًا.

وأضاف أن الرئيس قحطان الشعبي لم يطلب تعويضات، بل طالب بالدعم والمساندة للحكومة الجديدة، فتُخصص 60 مليون جنيه إسترليني لدعم دولة الجنوب، مشيراً إلى أن هذا المبلغ لم يكن كافيًا لدولة تفتقر إلى الموارد، وتزامن ذلك مع إغلاق قناة السويس، مما أثر على ميناء عدن بسبب تداعيات حرب يونيو 1967، مؤكداً أن هذه العوامل شكلت تحديات كبيرة أمام الدولة الوليدة.

مصر كانت الدولة الوحيدة الداعمة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية

وعلق على ناصر محمد على ما ذكره في كتابه «ذاكرة الوطن»، موضحاً أنهم الذين استلموا السلطة شعروا بالتشوش، إذ لم يكن لديهم استعدادات كافية، قائلاً إنهم كانوا شبابًا يفتقرون إلى الخبرة والتجربة، مضيفًا أن الرئيس قحطان الشعبي كان مثقفًا ومناضلًا، ولكن كان من الضروري الاعتراف بالتحديات التي ورثوها.

وأشار ناصر إلى أن الاستعمار البريطاني ترك لهم ثلاثة عناصر رئيسية، أولاً، نظام إداري ومالي متقن. ثانياً، الكادر الوظيفي البيروقراطي في عدن، حيث ركز البريطانيون على المدينة أكثر من بقية الجنوب. ثالثًا، العملة، حيث كان الدينار مستخدمًا من 1967 حتى الوحدة، وكان يعادل 3 دولارات، مما وفر استقرارًا اقتصاديًا نسبيًا، كما أشار إلى الجيش المعروف باسم «جيش الجنوب العربي» الذي انحاز للجبهة القومية والثورة.

ولفت إلى توقعاتهم بدعم الدول العربية لهم، لكن كان هناك اتهامات بأن الجبهة القومية تضم تيارًا اشتراكيًا الأمر الذي أدى إلى حصار النظام، مؤكداً أن مصر كانت أول دولة تعترف بالنظام الجديد في الجنوب، تلتها دول أخرى مثل الهند، التي أعلنت اعترافها الرسمي بعد مصر.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *