قدم الدكتور نزار نزال المحلل السياسي الفلسطيني، الباحث في قضايا الصراع، رؤية متكاملة حول التحركات المصرية في مسارين رئيسيين، هما المسار الإنساني والمسار السياسي، مشدداً على أن مصر تعمل على تعزيز صمود سكان غزة، والمحافظة على وجودهم في أرضهم، بينما تسعى في ذات الوقت إلى تنسيق الوضع الفلسطيني من خلال المفاوضات التي تُجرى في القاهرة، تمهيداً للمرحلة الثانية من رؤية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي عُقدت في شرم الشيخ في العاشر من أكتوبر الماضي.
المسار السياسي والمرحلة الثانية
أوضح الدكتور نزار نزال في تصريحات لقناة إكسترا نيوز أن القاهرة تبذل جهوداً كبيرة لإنهاء المرحلة الأولى، التي ت insist إسرائيل على الاستمرار فيها، مشيراً إلى أن الجهود المصرية تتمحور حول تسليم الجثتين المتبقيتين لدى المقاومة الفلسطينية إلى الجانب الإسرائيلي، لتتهيأ الظروف للانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتضمن انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من قطاع غزة، ووقفاً للحرب، مع وجود قوات دولية أو عربية لفترة مؤقتة.
أوراق القوة المصرية
أكد الدكتور نزار نزال أن القاهرة تمتلك أدوات مؤثرة تمكّنها من الضغط في الملفات الإقليمية، موضحاً أن جمهورية مصر العربية تحظى باهتمام كبير في المنطقة والعالم، وقد تغيرت قدراتها العسكرية بعد عام 2011، مضيفاً أن العلاقة المصرية الإسرائيلية، واتفاقية كامب ديفيد، وطبيعة واقع سيناء، إلى جانب العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، تشكل أوراق قوة مهمة لصانع القرار المصري.
الدور المصري في لبنان
فيما يتناول الوضع في لبنان، أشار الدكتور نزار نزال إلى أن الدعم المصري للبنان يثير قلق إسرائيل لأسباب عدة، أبرزها رغبتها في السيطرة على المناطق الواقعة جنوب الليطاني، ورفضها لأي دور محوري لمصر في المنطقة، وذكر أن التحريض في الإعلام العبري خلال اليومين الماضيين يوحي بأن الحرب قد تندلع في أي لحظة، مؤكداً أن القاهرة استشعرت هذا الخطر مبكراً.
فرص النجاح في غزة وتعقيدات لبنان
قال الدكتور نزار نزال إن مصر ستنجح في معالجة الملف المتعلق بغزة، ولكنها قد تواجه صعوبة في منع الحرب على لبنان، بسبب عدة عوامل، منها الدعم الأمريكي المفتوح لإسرائيل، والظروف الداخلية اللبنانية، موضحاً أن ملف غزة يحظى بأهمية قصوى لدى القاهرة، لأن أي توتر قد يؤدي إلى محاولات تهجير باتجاه سيناء، مما يشكل خطراً على الأمن القومي المصري، مشدداً على أن مصر تركز على وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار، وانسحاب إسرائيل من داخل القطاع، ووجود قوات دولية لفترة مؤقتة.
تحديات قوات الاستقرار الدولية
حذر الدكتور نزار نزال من احتمالية وقوع صدام مستقبلي بين قوات الاستقرار الدولية، التي يتم التخطيط لها وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2803، والفصائل الفلسطينية المسلحة التي ترفض تسليم سلاحها، موضحاً أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق، وهو ما لا تريده القاهرة ولا الفلسطينيون ولا الدول العربية.
