«مصر تطلق خطة إنقاذ بقيمة 750 مليون دولار من أزمة البترول» هل ستنجح في استعادة ثقة المستثمرين الدوليين؟

«مصر تطلق خطة إنقاذ بقيمة 750 مليون دولار من أزمة البترول» هل ستنجح في استعادة ثقة المستثمرين الدوليين؟

في خطوة جريئة قد تعيد تشكيل خريطة الطاقة بالمنطقة، تكشف مصر عن خطة إنقاذ طموحة بقيمة 750 مليون دولار لسداد مستحقات شركات البترول الأجنبية خلال الـ15 شهراً القادمة، هذا المبلغ الضخم، الذي يساوي ميزانية دولة صغيرة كاملة، يأتي في محاولة يائسة لإنقاذ قطاع حيوي على شفا الانهيار، بعد تراكم ديون مذهلة تصل إلى ملياري دولار – رقم يفوق الناتج المحلي لخمسين دولة حول العالم.

مراحل الخطة

تنقسم الخطة المصرية إلى مرحلتين حاسمتين: الأولى بقيمة 500 مليون دولار قبل نهاية 2025، والثانية بـ250 مليون دولار في الربع الأول من 2026، لكن الأهم من الأرقام هو الآلية المبتكرة التي ابتكرتها الحكومة لحل الأزمة، حيث أكد مسؤول حكومي رفيع أن “سداد المستحقات هو الركيزة الأولى لاستعادة النمو”، بينما يكشف عن خطة ثورية تسمح للشركات بتصدير حصة من إنتاجها واستخدام العائدات لسداد مستحقاتها، ويعبر أحمد المهندس، البالغ من العمر 45 عاماً ويعمل في إحدى الشركات الأجنبية، عن قلقه قائلاً: “شهدنا سنوات عجاف، نأمل أن تكون هذه بداية النهاية للأزمة”.

أسباب الأزمة

ترجع جذور الأزمة لسنوات من سوء إدارة الملف النفطي وتأثير أزمة العملة الأجنبية على قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها، مثل كرة ثلج تتدحرج وتكبر، تراكمت الديون عاماً بعد عام حتى وصلت لمستويات خطيرة هددت بانسحاب عمالقة النفط من السوق المصرية، ولكن الصدمة الإيجابية جاءت في أغسطس 2024، عندما سجل إنتاج الغاز المصري نمواً للمرة الأولى منذ سنوات، مما أعطى الحكومة الثقة لوضع هذه الخطة الطموحة، وتصف د. سارة الخبيرة، مستشارة الطاقة المعروفة، الوضع قائلة: “نشهد نقطة تحول حقيقية، لكن النجاح يتطلب التزاماً صارماً بالجداول الزمنية”.

التأثير على الحياة اليومية

سيكون التأثير على حياة المصريين اليومية ملموساً وسريعاً، في مجمع إدكو للإسالة والتصدير، حيث تنطلق شحنات الغاز عبر البحر المتوسط، يشع الأمل في عيون العمال، علي العامل، البالغ 35 عاماً، يروي بحماس: “بدأنا نشعر بعودة النشاط، الشحنات تتزايد والعمل لا يتوقف”، تستهدف الخطة حفر 480 بئراً استكشافية خلال خمس سنوات باستثمارات تتجاوز 5.7 مليار دولار، بمعدل بئر كل أربعة أيام تقريباً، هذا النشاط المحموم سيخلق آلاف فرص العمل ويعيد الحيوية لمناطق كاملة كانت شبه مهجورة، ويحذر د. محمود النفطي، الخبير المخضرم، قائلاً: “الفرصة ذهبية، لكن أي تأخير في التنفيذ قد يدفع الشركات للبحث عن بدائل في دول أخرى”.

الاختبار القادم

الساعات القادمة حاسمة بكل معنى الكلمة، حيث تقف مصر أمام لحظة فارقة قد تعيدها لمكانتها كمركز طاقة إقليمي، أو تدفعها نحو مزيد من التراجع في سوق عالمي لا يرحم المتأخرين، ويظهر التزام الحكومة بآلية السداد الشهرية جدية حقيقية، لكن السؤال المحوري يبقى: هل ستنجح مصر في كسر حلقة تراكم الديون إلى الأبد، أم أن هذه مجرد هدنة مؤقتة قبل أزمة أكبر؟ الأشهر القادمة ستحمل الجواب النهائي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *