منذ إطلاق جيل Xbox Series X | S، بدا المشهد مبشرًا، مع أجهزة تمتاز بمواصفات عملية، وخطة تسعير موجهة لشرائح مختلفة، بالإضافة إلى خدمة Game Pass التي بدت كأداة قادرة على إحداث فارق. ولكن مع مرور الوقت، تحول هذا الوعد إلى مزيج من النجاحات المحدودة والقرارات المثيرة للجدل، مما جعل العلامة تتساءل عن هويتها ومستقبلها في سوق يتميز بتزايد الضغوط والمنافسة.
ومع تفوق PS5 الواضح في المبيعات على أحدث أجهزة إكس بوكس، يطرح سؤال حول جدوى شراء جهاز Xbox Series S أو X في الوقت الحالي.
للأسف، الإجابة ليست ما كنا نرغب في الاعتراف به. انضموا إلينا في استعراض لجهاز ألعاب كان واعدًا في بدايته، لا يزال قويًا، ولكنه يتأخر عن المنافسة رغم عدم كونه مذنبًا في ذلك.
بداية واعدة وميزات تقنية مميزة
بدأت القصة بشكل مشجع مع Xbox Series X | S، حيث مصممة مواصفاتهما الاقتصادية لجذب جمهور محدد، مدعومة بخدمة Game Pass ولائحة من الألعاب الحصرية التي كافأت ولاء اللاعبين على مدى السنوات. بلا شك، يمتلك الجهازان S وX قوة أداء عالية، لكن المنافسين، وعلى رأسهم PS5، تمكنوا بوضوح من تجاوز قدرات إكس بوكس Series بخطوات ملموسة.
ومع ذلك، يحتوي الجهازان على بعض الميزات المبتكرة، مثل Quick Resume، التي حصلت على تحديث في 2022 يسمح بتثبيت لعبتين في نفس الوقت ولم يبقيا متوقفين حتى يتم إيقافهما تمامًا. هذه الميزة لم تُقدّر بما يكفي، فتبين أنها مثالية عند تجربة إصدارات جديدة، حيث يمكنك التوقف والعودة في نفس المكان الذي تركت فيه اللعبة. صحيح أن PS5 يقدم ميزات مشابهة، لكنها لا تصف نفس مستوى البساطة والوضوح المقدم من إكس بوكس.
كما أن التوافق مع الإصدارات السابقة كان نقطة قوة إضافية للجهازين، حيث جاءت ميزة Smart Delivery لتضمن لعب النسخة الصحيحة من أي لعبة على جهازك الجديد. بالمقابل، يترك PS5 المجال للاعب ليختار بنفسه النسخة المتوافقة، مما قد يسبب بعض الارتباك للبعض.
أما على صعيد الأداء، فقد كان Series X قادرًا على مواجهة PS5 بقوة، إذ تحمل مواصفاتهما مجموعة من الميزات التي أشعلت حماس اللاعبين لرؤية كيفية صراعهما، ومع أن الأوراق كانت كافية لتقديم منافسة عادلة، لم تسر الأمور كما كان متوقعًا لجهاز إكس بوكس بسبب استراتيجية ضعيفة أضاعت العديد من الفرص.
بداية، قدّمت مايكروسوفت حزمة متوازنة: جهاز Series X كقوة جوهرية، وSeries S كخيار اقتصادي يفتح الباب لجمهور أوسع، ميزات مثل Quick Resume وSmart Delivery كانت حلولًا عملية حسّنت تجربة اللعب اليومية، من القدرة على استئناف اللعب فورًا إلى ضمان حصول اللاعب على النسخة المناسبة دون عناء، هذه اللمسات التقنية أعطت الأجهزة ميزة عملية في الاستخدام اليومي.
تراجع تدريجي ونقطة التحول في الحصريات
رغم البداية القوية، واجهت إكس بوكس تحدي واضح: نقص العناوين الحصرية القوية عند الإطلاق، مما أعطى بلايستيشن الفرصة للهيمنة على اهتمام اللاعبين، خاصة مع عناوين بارزة جذبت جمهورًا واسعًا، ومع ذلك لم تخلُ الفترة من نجاحات، ألعاب مثل Forza Horizon 5 وAssassin’s Creed Valhalla وOri and the Will of the Wisps أعادت بعض الزخم، وأظهرت أن الأجهزة قادرة على تقديم تجارب مبهجة عند توفر الألعاب المناسبة.
خذ على سبيل المثال Forza Horizon 5، لعبة سباقات مذهلة كانت حصرية على كلا الجيلين من أجهزة إكس بوكس، وشكّلت جذبًا كبيرًا لعشاق هذا النوع، وسببًا مقنعًا لاختيار Series X|S بدلًا من PS5 عند التفكير بالترقية.
مع ألعاب مثل Gears 5 وGears Tactics وForza Horizon 5 وHalo Infinite، كانت علامة إكس بوكس التجارية تحلق في السماء حتى أواخر 2021، ولكنها عانت من نهج مرتبك من طرف مايكروسوفت تجاه العلامة التجارية مما أضعفها، حتى وصل حال Forza Horizon 5 إلى أن تظهر على PS5.
حتى سلسلة Gears of War، التي كانت يومًا ما رمزًا حصريًا لإكس بوكس، قد تُقدم على بلايستيشن في 2025 مع Gears of War: Reloaded، ليظهر ماركوس كشخصية بارزة على بلايستيشن، ومع اقتراب إطلاق E-Day على Xbox Series X والكمبيوتر الشخصي العام المقبل، يبقى السؤال: هل تُعتبر حقًا حصرية لإكس بوكس بعد الآن؟
أيضًا، تم تأكيد أن لعبة Halo: Campaign Evolved ستسلك الاتجاه نفسه، لتصل إلى منصة PS5 في 2026، كما أن Sea of Thieves وIndiana Jones and the Great Circle قد فقدتا حصريتهما مع إكس بوكس، بينما سلكت كل من سوني ومايكروسوفت طرقًا مختلفة، أثبت الزمن أن سوني اتخذت الخيار الأنسب.
أخطاء استراتيجية وتبعاتها العامة
التحول الاستراتيجي لمايكروسوفت نحو نموذج Game Anywhere وفتح الحصرية عبر منصات متعددة كان له عواقب سلبية. النزاعات التنظيمية، ردود الفعل على تغييرات أسعار Game Pass، وإغلاق استوديوهات وإلغاء مشاريع، كل ذلك أسهم في تقويض الزخم الذي سعت الشركة لبنائه. والأهم أن التخلي عن الحصرية التقليدية أزال ميزة تنافسية هامة كانت تميز إكس بوكس عن منافسيه.
محاولة مايكروسوفت خلق توازن في الميزات بين جهازين مختلفين تقنيًا، Series X وSeries S، أديت إلى تعقيدات تشغيلية: دورات تطوير أطول، ومشكلات أداء على جهاز Series S في عدة عناوين، وتجربة مستخدم متباينة أثّرت سلبًا على سمعة الأجهزة لدى شريحة من اللاعبين. بعض الألعاب التي كان يُتوقع أن تكون عروضًا قوية للجهاز واجهت انتقادات تقنية على Series S، مما كشف عن تكاليف محاولات توحيد التجربة عبر الأجهزة ذات القدرات المتباينة.
جميع هذه العوامل عملت ضد Xbox Series X|S، ومنعت الأجهزة من الوصول إلى إمكاناتها الحقيقية كركيزة أساسية في ألعاب الجيل الحالي، بينما تبدو علامة إكس بوكس مستعدة لخوض مغامرة جديدة في الجيل القادم، يبقى السؤال: هل يستحق شراء أحد أجهزة إكس بوكس الحالية اليوم؟
أمثلة عملية على التحديات التقنية والتوقيتات
أمثلة مثل Black Myth: Wukong وملحوظات مطوري ألعاب آخرين تُظهر أن تحقيق تجربة جيل جديد بسلاسة على كلا الجهازين ليس بالأمر السهل، حتى فرق كبيرة مثل Remedy وLarian واجهت تحديات عند محاولة تقديم تجارب متقدمة تعمل على منصات ذات مواصفات متباينة، وغياب بعض الميزات مثل اللعب التعاوني المحلي حتى تحديثات لاحقة كان مؤشرًا على الصعوبات التقنية المرتبطة بمحاولة دعم كل الأجهزة بنفس المستوى.
العلامة التجارية في مفترق طرق ومستقبل هجيني محتمل
على الرغم من كل ذلك، لا تزال مايكروسوفت تطمح إلى مستقبل هجيني يضم مزايا الحاسب الشخصي ومنصة الألعاب التقليدية، حيث رؤية جهاز الجيل القادم كجسر بين Xbox OS ومكتبات مثل Steam، بل وقد تتضمن تشغيل عناوين كانت حصرية سابقًا على منصات أخرى، تعكس تحولًا استراتيجيًا جذريًا في مفهوم الحصرية، هذا التحول قد يفتح آفاق جديدة ولكنه يطرح أيضًا سؤالًا جوهريًا: ما قيمة اقتناء جهاز مادي إذا كانت التجربة نفسها متاحة عبر منصات متعددة؟
ألعاب مستقبلية كبيرة مثل Fable وForza Horizon 6 ونسخة ريميك من Halo تبقى على رادار اللاعبين، ولكن تكرار صدورها على منصات متعددة يقلل من الحوافز لشراء جهاز جديد فقط من أجل الوصول إليها.
ألعاب مثل Fable وForza Horizon 6 ونسخة الريميك من Halo، وغيرها الكثير، ستكون متاحة على أجهزة الجيل الحالي من إكس بوكس، ولكنها ستصدر أيضًا على PS5 وPS5 Pro، إن غياب العناوين الحصرية والوضع المضطرب لخدمة Xbox Game Pass يجعل الخيارات تنحو نحو منصة سوني بشكل أكبر.
لو قيل لنا في بداية هذا الجيل أننا سنلعب Halo أو Gears of War على بلايستيشن، لكانت الفكرة مضحكة، لكن هذا أصبح واقعًا الآن، بينما يظل Xbox Series X وS أجهزة قوية، فإنهما يتراجعان كأبطال لعلامة تجارية تواجه أزمة هوية.
خلاصة سردية وتحليلية
وفي النهاية، Xbox Series X | S تعتبر منصتين قويتين من الناحية التقنية، لكنهما واجهتا تحديات في زمن تغيرت فيه قواعد اللعبة، حيث تتلاشى الحصرية، ويصبح توازن الاستراتيجية بين توسيع الجمهور والحفاظ على الهوية أكثر تعقيدًا، إذا كنت لاعبًا يسعى لأقصى أداء تقني وتجارب حصرية لا تتوفر في أي مكان آخر، فقد تميل الخيارات الحالية لصالح المنافس، أما إذا كنت مرتبطًا بخدمات مايكروسوفت، أو تبحث عن قيمة اقتصادية عبر Game Pass، أو صادفت عرضًا مدهشًا، فإن تجربة اللعب على إكس بوكس ستبقى ممتعة ومجزية.
في الختام، القصة ليست عن فشل مطلق ولا انتصار ساحق، بل هي قصة علامة تجارية في محاولة لإعادة تعريف نفسها وسط عالم ألعاب يتغير بسرعة، حيث القرارات الاستراتيجية والتوقيت والمحتوى الحصري تحدد من سيربح ومن سيرتد.
ملاحظة: الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي الكاتب ولا تمثل بالضرورة آراء الموقع.
وفي الختام، أدعوكم للاطلاع على مقالنا الآخر: هل ما زال PS5 يستحق الشراء في 2025؟
كاتب