«جهود الرئيس الأمريكي لحل الأزمة السودانية، هل تقود نحو نهاية النزاع؟»

«جهود الرئيس الأمريكي لحل الأزمة السودانية، هل تقود نحو نهاية النزاع؟»

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، تصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب بأنها “أسوأ أزمة إنسانية في العالم في الوقت الراهن”Article Information

    • Author, محمد محمد عثمان
    • Role, بي بي سي نيوز عربي – أم درمان
  • قبل 4 ساعة

بخلاف المبادرات السابقة لوقف الحرب المستمرة في السودان، والتي كانت تواجه مقاومة من بعض الأطراف، رحب الفاعلون السودانيون، بما في ذلك التيارات الإسلامية، بمساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في البلاد.

عبّر ترامب عن رغبته في الانخراط في معالجة الأزمة السودانية وتحقيق السلام، استجابةً لطلب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته إلى واشنطن.

خلال مؤتمر الاستثمار السعودي – الأمريكي، ذكر ترامب أن ابن سلمان طلب منه التدخل بقوة لوقف الحرب في السودان.

أوضح ترامب أن حل النزاع في السودان لم يكن ضمن خططه، لكن ولي العهد السعودي شجعه على التدخل بشكل فعّال لمعالجة الأزمة التي تُعتبرها الأمم المتحدة واحدة من أخطر الأزمات العالمية.

قال ترامب: “الأمير محمد بن سلمان شرح لي الأوضاع في السودان وسط حرب مروعة، وكشف لي عن تاريخ السودان وثقافته وشعبه… وبعد 30 دقيقة من الحديث معه، بدأت في استكشاف الوضع والتحرك في هذا الاتجاه”.

ترحيب غير مسبوق

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان رحب بخطوة ترامب حول السودان

كان أول المرحبين بهذه الخطوة هو رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي غرد على منصة إكس قائلاً: “شكراً سمو الأمير محمد… شكراً الرئيس ترامب”.

بعد دقائق، أعلن مجلس السيادة السوداني ترحيبه بجهود الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية لإحلال ما وصفه بالسلام العادل، موضحاً استعداده للانخراط الجاد لتحقيق السلام المنشود من قبل الشعب السوداني.

كما رحب المستشار في قوات الدعم السريع الباشا طبيق بتصريحات ترامب، مشيراً في تغريدة على منصة إكس إلى تطلعاتهم للسلام الذي يعالج جذور الأزمة السودانية.

علاوة على ذلك، أعربت العديد من الأحزاب والفصائل المسلحة، مثل حزب الأمة القومي وتحالف “صمود” الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، عن دعمها للجهود الأمريكية – السعودية المشتركة لوقف الحرب في السودان.

وفي خطوة غير معتادة، أبدت الحركة الإسلامية السودانية، التي ترتبط بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، ترحيبها بالمبادرة.

قالت في بيان موقّع من الأمين العام علي كرتي، إنها تثمّن موقف الأمير محمد بن سلمان كقائد مسؤول.

“الموقف السامي لصاحب السمو يدلّ على حرصه على السودان وشعبه، كما يعكس القيّمة القيادية النبيلة التي نمدّ أيدينا البيضاء نحو تحقيق العدالة والسلام والأمان في بلادنا”.

مع ذلك، كانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على كرتي، الذي تولى منصب وزير الخارجية في عهد حكومة البشير، بعد اتهامه بالتورط في تأجيج الحرب الحالية في البلاد.

زخم مطلوب

اعتبر المحلل السياسي السوداني صلاح حبيب أن تدخل الرئيس الأمريكي في مسار الأزمة يمكن أن يضفي زخماً قوياً للجهود المبذولة لحلها.

لفت إلى أن مشكلة السودان تؤثر سلباً على منطقة الشرق الأوسط ودول الجوار، مثل مصر، إذا لم يتم التوصل إلى تسوية.

“أرى أن هذه خطوة كبيرة جداً، تدفع نحو حل المشكلة السودانية وإيقاف الحرب… وتسهيل حل أزمة السودان قد يُساهم في معالجة العديد من قضايا الشرق الأوسط”.

تصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية الراهنة بأنها “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، حيث قُتل عشرات الآلاف وتشرد الملايين، إلى جانب الدمار الهائل وغير المسبوق في البنية التحتية الأساسية.

بارقة أمل

منذ اندلاع الصراع الدموي في أبريل/نيسان 2023، قدّمت عدة مبادرات محلية وإقليمية ودولية لإرساء السلام، بما في ذلك اقتراحات من الرياض وواشنطن والقاهرة والمنامة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، بل فشلت جميعها حتى الآن في إنهاء النزاع.

من بين تلك المقترحات، الخريطة التي وضعتها دول الرباعية: الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، حيث تنص على هدنة إنسانية تستمر لثلاثة أشهر، يليها وقف لإطلاق النار لمدة تسعة أشهر، يتبعه عملية سياسية تشارك فيها القوى المدنية، تشمل تشكيل حكومة مدنية لا تضم الجيش أو قوات الدعم السريع.

صدر الصورة، Getty Images

بينما قبِلَت قوات الدعم السريع هذه الخريطة، كان موقف الجيش والحكومة السودانية غير محدد.

حيث أفادت الحكومة باستعدادها للتعاون مع الوسطاء لوقف الحرب، بينما أكد قائد الجيش الفريق البرهان أكثر من مرة رفضهم للهدنة وللتفاوض مع قوات الدعم السريع، بل دعا السودانيين القادرين على القتال إلى مواجهتهم.

عبر المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مسعد بولس، عن التزامهم بالتعاون مع الشركاء لتسهيل الهدنة الإنسانية.

“كما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بإنهاء الصراع المروّع في السودان… وبقيادة المقترح الأمريكي، نعمل مع شركائنا لتيسير الهدنة الإنسانية ووقف الدعم العسكري الخارجي للأطراف المتقاتلة، الذي يؤجج العنف”.

حول آفاق نجاح المبادرة الأخيرة في إنهاء النزاع، يرى حبيب أنها تتمتع بترحيب واسع من الأطراف المتحاربة ومن القوى السياسية الأخرى.

“للمرة الأولى، نرى مثل هذا الترحيب بمبادرة لوقف النزاع، وفي حال توفرت الإرادة اللازمة، فإن مبادرة ترامب قد تؤسس لوقف الحرب، خصوصاً وأنها تستفيد من دعم قوي من السعودية ومن ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يتمتع بنفوذ واسع وقدرة على إقناع الأطراف بقبول الحل السلمي”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *