شهدت مدينة دنقلا، عاصمة الولاية الشمالية، مساء الجمعة، مواجهات مسلحة بين قوات من الجيش السوداني ومجموعة محلية تُعرف باسم “أولاد قمري”، أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف المجموعة، فيما تم الإبلاغ عن إصابة قائدها بجروح بالغة، مما يعكس تعقيدات المشهد الأمني في شمال السودان.
تفاصيل الاشتباك
شهدت وسط مدينة دنقلا تبادلًا لإطلاق النار بين الطرفين، قبل أن تنتشر نقاط تفتيش في الشوارع الرئيسية، حيث قامت القوات العسكرية بنقل سيارات قتالية تابعة للمجموعة المسلحة إلى مقر الجيش، وأسفر الاشتباك عن مقتل اثنين من حراس قائد المجموعة، بينما وردت تقارير تشير إلى تعرضه لإصابة خطيرة، وتؤكد هذه الأحداث استمرار التوتر بين الجيش والمجموعات المسلحة الناشطة في الولاية الشمالية.
المجموعة المسلحة التي تُعرف محليًا باسم “أولاد قمري” ارتبطت بأنشطة تفلت أمني في الولاية، حيث رفضت عناصرها الانضمام رسميًا إلى الجيش السوداني، ومنذ اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، شاركت عدة مجموعات مسلحة في القتال إلى جانب الجيش ضد الدعم السريع، ومن ضمنها هذه الكتيبة التي يقودها الحسن يحي محمد جمعة قمري.
أسباب الخلاف
بحسب مصادر محلية، فإن الاشتباك الذي وقع مساء الجمعة نشأ نتيجة رفض المجموعة المسلحة الامتثال لتعليمات قائد الجيش في مدينة دنقلا، وأكدت المصادر سقوط قتيلين من صفوف “أولاد قمري” قبل أن تُسيطر القوات العسكرية على الموقف ويعود الهدوء إلى المدينة، كما شهدت منطقة المستشفى العسكري تبادلًا لإطلاق النار، وتم إغلاق كبري السليم لفترة قصيرة قبل أن يُعاد فتحه بعد استقرار الأوضاع.
تضاربت الأنباء حول السبب المباشر للاشتباكات، إذ ذكرت بعض المصادر أن الخلاف كان حول شحنة وقود قادمة من مهربين رفضت “أولاد قمري” تسليمها، بينما نفت جهات أخرى تلك الرواية، مشيرة إلى أن القضية كانت شخصية وتمت تسويتها لاحقًا، وهذه الروايات المتباينة تعكس حالة الغموض التي تحيط بالحادث، في ظل استمرارية التوترات بين الجيش والمليشيات المتحالفة معه.
اعتقالات وإصابات
أفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الجيش ألقت القبض على عدد من أفراد المجموعة، وصادرت أسلحتهم وسياراتهم، وزُج بهم في السجن، وبحسب المصادر، تعرض قائد الكتيبة التوم قمري لإصابات خطيرة في الرئة ونقل إلى مستشفى دنقلا، فيما وردت أنباء عن مقتل حرسه الخاص خلال الاشتباكات، وقد زادت هذه التطورات من حدة الجدل حول مستقبل المجموعة المسلحة في المنطقة.
تكررت مؤخرًا الحوادث المرتبطة بمليشيا “أولاد قمري”، حيث يتهمها المواطنون بممارسة تجارة الممنوعات وابتزاز السكان في نقاط التفتيش، ومع تصاعد الشكاوى من تصرفاتهم، طالب كثيرون بحل هذه المجموعة بشكل نهائي، في ظل استمرار النزاع بين الجيش والدعم السريع وما يرافقه من تفلتات أمنية في مناطق مختلفة من السودان.