«تكنولوجيا جديدة تسهم في رسم مدار الزائر الفضائي “3آي/أطلس” بدقة غير مسبوقة»

«تكنولوجيا جديدة تسهم في رسم مدار الزائر الفضائي “3آي/أطلس” بدقة غير مسبوقة»

Published On 22/11/2025

|

آخر تحديث: 13:07 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

في خطوة تُعتبر سابقة في مجال رصد الأجسام القادمة من خارج النظام الشمسي، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية أنها تمكنت من تحديد مسار المذنب بين النجمي “3آي/أطلس” بدقة غير مسبوقة.

وفقاً لبيان صحفي رسمي من الوكالة، تم تحقيق ذلك باستخدام بيانات تلسكوبات مدارية حول كوكب المريخ، وهي طريقة جديدة توسّع من إمكانيات مراقبة السماء بعيداً عن المنصات الأرضية التقليدية.

سر الزائر الفضائي

يعتبر “3آي/أطلس” ثالث جُسم قادم من خارج المجموعة الشمسية يُرصد في النظام الشمسي بعد “أومواموا” والمذنب “2آي/بوريسوف”. اكتُشف هذا المذنب في يوليو/تموز 2025، ويتحرك بسرعة هائلة، وأظهرت الدراسات الأولية أنه يتحرك في مسار مفتوح، مما يدل على أنه ليس من “عائلة” أجرام النظام الشمسي، بل ينحدر من مكان آخر في مجرّة درب التبانة. يتحرك المذنب بسرعة تزيد عن 60 كيلومتراً في الثانية، ويتميز بخصائص مذنبيّة حقيقية مثل الذيل والغازات، مما يوفر فرصة أفضل لدراسته مقارنة بأومواموا، ويعتقد العلماء أن مساره سيعيده بعيداً عن النظام الشمسي ولن يعود مرة أخرى.

قريباً من المريخ

مرَّ المذنب في أكتوبر/تشرين الأول 2025 بالقرب من كوكب المريخ، مما مكّن مركبتين مداريتين، هما “إكسو مارس” و”مارس إكسبرس”، من رصده من زاوية مختلفة تماماً عن زاوية الرصد من الأرض. هذا التنوع في مواقع الرصد أتاح للعلماء قياس موضع المذنب بدقة أكبر، وتقليل عدم اليقين في مداره، وبناء نموذج تنبؤ لمساره بدقة تفوق عشرة أضعاف مقارنة بالاعتماد على بيانات أرضية فقط. لتحقيق ذلك، كان على العلماء في وكالة الفضاء الأوروبية حساب موضع المركبتين بدقة متناهية، والتعامل مع تفاصيل دقيقة مهمة في الحسابات التقليدية، ولذلك تعاونت عدة فرق في الوكالة معاً، من ديناميكيات الطيران إلى فرق الأجهزة العلمية، لتقليل هامش الخطأ قدر الإمكان.

رصد من نوع جديد

يساهم هذا النوع من الأرصاد في تحسين فهم الأجرام القادمة من عالم ما بين النجوم، حيث تحمل هذه الأجرام “عينات طبيعية” من أنظمة كوكبية أخرى، لذا فإن معرفة مسارها بدقة أمر مهم لتحليل أصلها وتركيبها المحتمل وتاريخها الديناميكي داخل المجرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عمليات الرصد من منظور جديد تعزز مفهوم “الدفاع الكوكبي”، حيث تعتبر هذه الأرصاد تمريناً عملياً على تتبع الأجسام السريعة الحركة. ورغم أن “3آي/أطلس” لا يشكل تهديداً للأرض، فإن تطوير هذه التقنيات يعزز قدرات العلماء على التعامل مع أي جسم قد يمثل خطراً على الأرض في المستقبل. كما يقلل هذا النوع من الأرصاد من تأثير تشوهات الغلاف الجوي للأرض، ويوسع الشبكة الهندسية لمراقبة الأجرام عبر النظام الشمسي.

من المشتري

تستمر وكالة الفضاء الأوروبية في رصد المذنب عبر مركبة “جوس” الموجودة قرب المشتري، ورغم بُعدها الكبير عنه مقارنة بمسابير المريخ، فإنها تلتقطه في مرحلة نشاط أعلى بعد اقترابه من الشمس. لكن بيانات “جوس” لن تصل قبل فبراير/شباط 2026 بسبب تأخيرات في الاتصال بمهمتها، وحالياً تعمل الوكالة على تطوير المركبة “نيومير” التي ستوضع بين الأرض والشمس لرصد الأجرام القادمة من جهة الشمس، وهي منطقة تُعتبر “نقطة عمياء” للتلسكوبات، مما يمنح الأرض إنذارات مبكرة تصل إلى ثلاثة أسابيع على الأقل. في الوقت نفسه، تستعد الوكالة لمهمة “كومت إنترسبتور” التي ستتجه لزيارة مذنب لأول مرة، وربما يكون هذا المذنب من بين النجوم مثل “3آي/أطلس”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *