«تجربة مبتكرة: تأثير وضع 1700 خروف تحت الألواح الشمسية»

«تجربة مبتكرة: تأثير وضع 1700 خروف تحت الألواح الشمسية»

شهدت ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية تجربة فريدة من نوعها بعد وضع 1700 خروف للرعي بين صفوف من الألواح الشمسية في مزرعة ويلينغتون سولار فارم، ضمن دراسة علمية تهدف إلى تقييم فوائد دمج الزراعة بتقنيات الطاقة المتجددة فيما يُعرف بـ الزراعة الشمسية (Agrovoltaics).

رؤية جديدة في الزراعة والطاقة

قاد الدراسة باحثون من Lightsourcebp وEMM Consulting وElders Rural Services، في خطوة اعتُبرت من أبرز تجارب دمج الإنتاج الحيواني مع البنية التحتية للطاقة النظيفة.

النتائج المتعلقة بصحة الخراف

خلصت الدراسة، التي قادتها المتخصصة الزراعية سارة ميتشل، إلى نتائج مفاجئة تتعلق بصحة الخراف وسلوكها وجودة صوفها، فقد قُسّمت الأغنام إلى مجموعتين: الأولى ترعى في مراع مكشوفة تقليدية، والثانية تحت الألواح الشمسية، وفقا لـ leravi.org.

الفرق في مستوى الإجهاد والبيئة

أظهرت النتائج اختلافات جوهرية بين المجموعتين، تمثّلت أولا في انخفاض الإجهاد الحراري بفضل الظل الذي وفرته الألواح، ما قلّل بدوره من حالات الإرهاق، وتراجع معدلات الطفيليات التي تنتشر عادة في البيئات الحارة والجافة.

ظل الألواح الشمسية وتأثيره

وأشار الباحثون إلى أن الألواح الشمسية عملت كحاجز طبيعي يحمي الحيوانات من أشعة الشمس والرياح والتقلّبات المناخية، مما انعكس بشكل مباشر على تحسين صحة القطيع، وزيادة نشاطه واستقراره السلوكي.

التحسن في جودة الصوف

تقول الدكتورة جولي روبرتسون، الطبيبة البيطرية الرئيسية في المشروع: “توفير الظل عبر الألواح الشمسية خفّض مستويات الإجهاد، وقلّل الحمل الطفيلي، وأدى إلى قطيع أكثر صحة وصوف بجودة أفضل”.

فوائد الرطوبة والغطاء النباتي

واحدة من أبرز المفاجآت كانت تحسن جودة الصوف لدى الخراف التي ترعى تحت الألواح، فقد ساعدت الظلال في الحفاظ على رطوبة التربة، ما عزز نمو أعشاب أكثر غنىً بالقيمة الغذائية، مما أدى إلى صوف أكثر سماكة وقوة ونموا أسرع مقارنة بالخراف المعرضة للشمس المباشرة.

توافق مع الدراسات السابقة

يتوافق ذلك مع ما ذكرته دراسات زراعية سابقة عن الدور المحوري للراحة الحرارية في رفع إنتاجية المواشي.

صداء التجربة عالميًا

تلقى التجربة الأسترالية صدى عالميا، حيث تشهد أوروبا، وخصوصا فرنسا، تجارب مشابهة تؤكد النتائج ذاتها.

نتائج محلية ودولية

فبحسب المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية (INRAE)، أدت مشاريع الزراعة الشمسية إلى تحسين رفاهية الحيوانات وجودة المراعي، إضافة إلى تعزيز إنتاج الطاقة الشمسية كمصدر اقتصادي للمزارعين.

نموذج اقتصادي مزدوج

ويرى خبراء الطاقة والزراعة أن دمج رعي الأغنام مع حقول الطاقة الشمسية يمثّل نموذجا اقتصاديا مزدوجا، يتيح استخدام الأرض بكفاءة دون التضحية بالإنتاج الحيواني أو إنتاج الطاقة، كما يعزز هذا النموذج مرونة القطاع الزراعي في مواجهة التغيرات المناخية.

آفاق الزراعة المستدامة

ويؤكد خبير الطاقة المتجددة مارتن لويس أن الزراعة الشمسية “تفتح مسارا جديدا للزراعة المستدامة، خاصة مع تنامي الضغوط المناخية على المراعي التقليدية”.

أسئلة مستقبلية للمزارعين وصناع القرار

تطرح نتائج تجربة «ويلينغتون سولار فارم» أسئلة مهمة أمام المزارعين وصناع القرار حول مستقبل دمج الطاقة المتجددة بالزراعة، وإمكانية توسيع هذا النموذج ليصبح جزءا أساسيا من استراتيجيات الأمن الغذائي والانتقال الطاقي عالميا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *