في حدث غير متوقع أثار قلق ملايين الأسر السعودية في فترة قصيرة، نفت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بشكل قاطع جميع الأنباء المتداولة حول زيادة الضمان الاجتماعي مع بداية عام 2026، مشددة على أن هذه الأخبار “ليس لها أي أساس من الصحة”، وكانت الصدمة قوية خصوصًا مع اقتراب صرف آخر دفعة لعام 2025 في الأول من ديسمبر المقبل، حيث انتشرت الشائعة بسرعة عبر مجموعات الواتساب، مما أثار آمالً كبيرة سرعان ما تحطمت.
أم محمد، الأرملة البالغة من العمر 45 عامًا التي تعيل ثلاثة أطفال بالضمان الاجتماعي، تروي لحظة سماعها الخبر: “فرحت كثيرًا وبدأت أخطط لشراء مستلزمات مدرسية إضافية لأطفالي، لكن جاءني الخبر الصادم”، وقد أكدت الوزارة أن ملايين المستفيدين من برنامج الضمان سيحصلون على دفعة ديسمبر في موعدها المحدد يوم الاثنين الموافق 1 ديسمبر 2025، ولكن دون أي زيادات إضافية، ومن جانبهم، يحذر الخبراء الاقتصاديون من أن انتشار مثل هذه الشائعات “يضر بثقة المواطنين في الأنظمة الرسمية ويخلق توقعات غير واقعية”.
قد يعجبك أيضا :
لم تكن هذه المرة الأولى التي تنتشر فيها شائعات مشابهة، فقد شهدت الأعوام السابقة أحداثًا مشابهة أثارت موجات من الأمل الكاذب بين المستفيدين، وتعزى الخلفية وراء انتشار هذه الأخبار إلى الضغوط الاقتصادية المتزايدة على الأسر السعودية مع ارتفاع تكاليف المعيشة، خصوصًا في مجالات التعليم والصحة والإسكان، حيث يؤكد د. سامي العتيبي، أستاذ الاقتصاد، أن “برنامج الضمان الاجتماعي الجديد ضمن رؤية 2030 يخضع لمراجعات دورية، لكن أي تغييرات تحتاج لدراسات معمقة وموافقات رسمية عليا”.
التأثير على الحياة اليومية للمستفيدين كان فوريًا ومؤلمًا، حيث اضطرت الأسر لإعادة ترتيب خططها المالية وأولوياتها، وعبّر عبدالله السلمي، العاطل عن العمل البالغ 50 عامًا، عن إحباطه قائلاً: “كنت أتمنى زيادة صغيرة تساعدني في تأمين احتياجات أطفالي الأساسية”، بينما وصفت فاطمة القحطاني، إحدى المستفيدات، شعورها عندما “سمعت الخبر من الواتساب وفرحت، ثم اكتشفت أنه كذب وشعرت بخيبة أمل كبيرة”، ويشير السيناريو الأكثر احتمالاً إلى استمرار الدعم بقيمته الحالية خلال العام المقبل، مع مراجعات تدريجية دون زيادات جوهرية فورية.
قد يعجبك أيضا :
مع صرف آخر دفعة لعام 2025 خلال أيام قليلة، تبقى الحقيقة واضحة: لا زيادات مؤكدة في الأفق القريب، والدعم مستمر بشروطه الحالية، وتدعو الوزارة المواطنين للاعتماد على قنواتها الرسمية فقط والتحقق من أي معلومات قبل تصديقها، فهل ستثق بالشائعة القادمة.. أم ستتعلم من هذه التجربة المريرة؟ الجواب يكمن في التخطيط المالي الذكي والاعتماد على المصادر الموثوقة فقط.
