«انطلق نحو الاعتماد الرسمي» وزارة المالية تشرح خطوات التسجيل وتسلط الضوء على الأخطاء الشائعة

«انطلق نحو الاعتماد الرسمي» وزارة المالية تشرح خطوات التسجيل وتسلط الضوء على الأخطاء الشائعة

في خطوة ثورية تعيد تشكيل طبيعة التعاملات التجارية مع الحكومة، أعلنت وزارة المالية السعودية عن تفاصيل التسجيل في منصة اعتماد، المنصة التي تعد بإحداث تغيير كبير في حياة الملايين من المواطنين ورجال الأعمال. تفصلنا يومان عن دخول عالم العقود الحكومية، الذي كان محصوراً على فئة معينة، حيث تحذر المصادر من أن الشركات التي لا تقوم بالتسجيل اليوم قد تفقد فرصًا بقيمة مليارات الريالات غدًا.

شهادة مقاول

لأول مرة في تاريخ السعودية، تُفتح الحكومة أبوابها الرقمية للجميع دون استثناء، يروي محمد العتيبي، مقاول من الرياض، معاناته قائلاً: “انتظرت أشهراً لأحصل على فرصة للتعاقد مع جهة حكومية، لكن لم أكن أعرف كيفية دخول هذا العالم المغلق.” اليوم، بفضل النفاذ الوطني، يمكن لمحمد وآلاف آخرين التسجيل في دقائق معدودة، بينما تظهر الإحصائيات أن عملية المراجعة لا تتجاوز 48 ساعة فقط، وهو زمن قياسي مقارنة بالأسابيع التي كانت تستغرقها المعاملات التقليدية.

رؤية 2030

تعتبر هذه المبادرة جزءًا أساسيًا من رؤية السعودية 2030 والتحول الرقمي الذي تشهده المملكة، حيث تربط المنصة بين ثلاث فئات رئيسية: الأفراد عبر أبشر، والشركات من خلال سجلاتها التجارية، والجهات الحكومية، مما يسهم في توفير مليارات الريالات سنويًا، ويؤكد د. عبدالله المالكي، خبير التحول الرقمي: “ستعمل هذه المنصة على تقليص أوقات المعاملات بنسبة 80% وتوفير تكاليف ضخمة، تمامًا مثل الثورة التي حدثت في مجال الاتصالات مع الهواتف المحمولة.”

التحديات القائمة

لكن الوضع ليس مثاليًا بالكامل، حيث تشارك سارة الأحمدي، صاحبة شركة ناشئة، تجربتها: “سجلت خلال يومين وحصلت على عقدي الحكومي الأول في غضون شهر، لكن العملية تحتاج إلى دقة في إعداد الوثائق.” كما يواجه كبار السن وأصحاب الأعمال التقليدية تحديات حقيقية في التكيف مع هذا التحول الرقمي، إذ تتطلب المنصة وثائق محدثة ومعتمدة تشمل السجل التجاري وشهادات الزكاة والتأمينات، مما قد يستبعد بعض الأشخاص مؤقتًا من المنافسة.

نموذج إقليمي

مع توسع الخدمات الحكومية الرقمية، تضع منصة اعتماد السعودية نفسها في المقدمة كنموذج يحتذى به إقليميًا، الرسالة واضحة: المستقبل رقمي، والقطار يسير الآن، يلخص أحمد الزهراني، موظف في شركة متوسطة، التحول بالقول: “أصبحت أنجز في يوم واحد ما كان يحتاج إلى شهر كامل.” السؤال المطروح الآن: هل ستكون من الرابحين في هذا السباق الرقمي، أم ستبقى تراقب الآخرين وهم يحصدون الفرص الذهبية؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *