يمكن قراءة الجزء الأول من المقال هنا
The Legend Of Zelda: The Phantom Hourglass
تُعتبر لعبة The Legend Of Zelda: The Phantom Hourglass، التي طورتها Nintendo وصدرَت في عام 2007، واحدة من أبرز التجارب التي نجحت في نقل روح سلسلة Zelda إلى قدرات جهاز Nintendo DS، عبر استغلال شاشة اللمس والقلم بشكل مبتكر ومتداخل. وعلى الرغم من أن مغامرات Zelda على DS لم تصل إلى المستوى الأسطوري الذي حققته الألعاب السابقة على أجهزة Game Boy القديمة، إلا أن هذا العنوان بحد ذاته استطاع تقديم مزيج قوي من الأسلوب الفني الرائع وطريقة اللعب الغنية والابتكار التقني الفريد.
اختيار The Phantom Hourglass بدلاً من Spirit Tracks يعود إلى استفادتها العميقة والمتكاملة من شاشة اللمس، حيث تتحول الشاشة إلى لوحة كاملة للتحكم بجميع حركات Link، وتوجيه سيفه، وتحديد المسار، ورسم الخطوط للتنقل، بجانب دور القلم المحوري في حل الألغاز والتفاعل مع البيئة، مما يجعل اللمس جزءًا من تصميم اللعبة بدلاً من أن يكون بديلاً للأزرار، كما بُنيت الخرائط والمهام لتجعل من اللمس عنصرًا أساسيًا في مغامرة هذا العالم البحري.
تعتمد اللعبة على فكرة عودة Link المستمرة إلى زنزانة ضخمة تضم مستويات متعددة، بدلاً من الأسلوب التقليدي الذي ينقسم فيه العالم إلى معابد صغيرة ومنفصلة، هذا الأسلوب يمنح شعورًا فريدًا بالتقدم، إذ تتغير الزنزانة مع مرور الوقت، وتُفتح طرق جديدة، وتظهر تحديات مختلفة في كل زيارة، مما يجعل العودة إليها جزءًا من الرحلة وليست تكرارًا مرهقًا، كما تمنح هذه الفكرة اللعبة هوية خاصة، لأنها توحد السرد واللغز والقتال في فضاء واحد يتطور مع تقدم اللاعب.
من الناحية البصرية، احتفظت اللعبة بالأسلوب المميز الذي ظهر لأول مرة في The Wind Waker، حيث تعتمد على رسومات cel shaded التي تضفي حياة على العالم وتجعل الشخصيات تتمتع بطابع طفولي لطيف، دون أن تفقد عمقها وتفاصيلها، ويبرز هذا الأسلوب في البيئات البحرية والموانئ والجزر الصغيرة التي يزورها Link، حيث تنتقل اللعبة من مناطق مليئة بالألوان إلى أماكن غامضة وأخرى مليئة بالمخاطر، وكل ذلك بأسلوب فني متسق وواضح على شاشة DS الصغيرة.
تتميز اللعبة بتقديم مجموعة جديدة من الأدوات التي توسع نظام اللعب، مما يمنح اللاعب طرقًا مبتكرة لحل المشكلات والتنقل ومحاربة الأعداء، أما العنصر الأساسي فهو Phantom Hourglass نفسه، وهو ساعة رملية تتيح للاعب دخول مناطق خطرة لفترة محدودة، مما يتطلب تخطيطًا دقيقًا وإدارة جيدة للوقت أثناء الاستكشاف والحركة، إلى جانب إيجاد اختصارات لإنهاء المهام قبل نفاد الرمال، هذه الفكرة تضيف بعدًا إضافيًا للتوتر وتقدم طريقة فريدة لتغيير إيقاع اللعب عبر دمج عنصر الزمن في الألغاز.
Planet Puzzle League
تُعتبر لعبة Planet Puzzle League واحدة من أبرز ألعاب الألغاز على جهاز Nintendo DS، وقد طورتها Intelligent Systems وصدرَت في عام 2007، رغم أن جهاز DS يضم عددًا كبيرًا من ألعاب الألغاز الممتازة، إلا أن هذا العنوان يمتلك جاذبية فريدة تجعله نادرًا ما يغادر فتحة الكارتريدج في الجهاز، إذ يجمع بين بساطة الفكرة وعمق أسلوب اللعب، وهو مزيج يصعب تحقيقه في هذا النوع من الألعاب.
تعرف اللعبة في اليابان باسم Panel De Pon، وتستند إلى فكرة مطابقة المربعات الملونة عن طريق تكوين مجموعات من ثلاثة مربعات أو أكثر بنفس اللون، قبل أن يمتلئ الحقل ويصل اللاعب إلى النهاية، ما يميز أسلوب اللعب هو الاعتماد على السحب السريع بالقلم، مما يجعل التحكم بديهيًا وسهلًا منذ اللحظة الأولى، ولكن إتقان اللعبة يتطلب مهارة كبيرة وتوقيتًا دقيقًا وتخطيطًا مسبقًا للخطوات.
لا تقتصر التجربة على نمط لعب واحد، بل تقدم اللعبة مجموعة متنوعة من الأنماط التي تطيل من عمرها، هناك أوضاع تعتمد على تنظيف جميع المربعات فوق خط Clear، وأخرى تسعى لتحقيق أعلى عدد ممكن من النقاط في فترة محدودة، مما يجعل اللاعب في سباق دائم مع حركة الشاشة المتصاعدة، كما تتضمن اللعبة تحديات يومية تمنح تجربة سريعة وممتعة، تجمع بين السرعة والتركيز، وتدفع اللاعب لتحسين أدائه بشكل مستمر.
ولا يمكن إغفال دور طور اللعب الجماعي، الذي يعد من أبرز عناصر قوة اللعبة، إذ توفر Planet Puzzle League أنماطًا متعددة للعب ضد الآخرين، سواء عبر الربط المحلي أو أوضاع تنافسية متنوعة تجعل كل مواجهة مليئة بالتوتر والحماس، فالمنافسة هنا ليست مجرد مطابقة للمربعات، بل معركة تكتيكية تعتمد على بناء سلاسل طويلة وإرسال موجات من الكتل إلى خصمك، ومحاولة السيطرة على الشاشة قبل الامتلاء.
كل هذه العناصر مجتمعة، سرعة التحكم بالقلم، تنوع الأنماط، التحديات اليومية، واللعب الجماعي، تجعل Planet Puzzle League لعبة لا يمكن تركها بسهولة، إنها واحدة من أفضل ألعاب الألغاز على DS بلا منازع، ومن تلك العناوين التي تثبت أن البساطة المصممة بشكل ذكي يمكن أن تكون أكثر إدمانًا ومتعة من أعقد الألعاب.
Nine Hours, Nine Persons, Nine Doors
تُعتبر لعبة Nine Hours, Nine Persons, Nine Doors، المعروفة اختصارًا بـ 999، من تطوير Chunsoft وصدرَت في عام 2009، وهي أول جزء في سلسلة Zero Escape الشهيرة، وقد أصبحت منذ إطلاقها إحدى التجارب الأكثر تأثيرًا في فئة الروايات المرئية على جهاز Nintendo DS، بسبب كتابتها المتقنة وألغازها المعقدة وأجوائها الغامرة، التي تضع اللاعب في قلب تجربة نفسية مفعمة بالتوتر.
تبدأ الأحداث مع شخصية Junpei، الذي يستيقظ فجأة داخل كابينة ضيقة على متن سفينة ضخمة، لكنه يكتشف سريعًا أنه ليس وحده، إذ يجد نفسه محاصرًا مع ثمانية أشخاص آخرين، جميعهم مختطفون، وكل واحد يحمل رقمًا مختلفًا محفورًا على جهاز غامض في معصمه، ومنذ اللحظة الأولى، تأخذ اللعبة اللاعب إلى عالم من الغموض حيث يدرك الجميع أنهم مجبرون على المشاركة في لعبة مميتة تدعى Nonary Game.
قوة اللعبة الأساسية تكمن في كتابتها القصصية، إذ تتميز بجودة سرد استثنائية، وشخصيات مكتوبة بعناية، تجعل كل شخصية تحمل أسرارًا ودوافع مختلفة، وتجعل اللاعب يشك في الجميع، وتتطور الحوارات بشكل تدريجي لتكشف خيوطًا متشابكة، تقود إلى مفاجآت مستمرة، كما يتداخل العلم والنظريات الفلسفية والخواطر النفسية داخل القصة، مما يمنح التجربة ثقلًا فكريًا غير مألوف في ألعاب الروايات المرئية.
لا تقل الألغاز مستوى عن السرد، إذ تعتمد اللعبة على ما يُعرف بـ Escape Sections، وهي مراحل هروب تتطلب تحليلًا دقيقًا للبيئة، والتدقيق في التفاصيل الصغيرة، واستخدام المنطق لحل سلاسل مترابطة من التحديات، كل لغز مصمم بعناية ليكون اختبارًا للعقل دون أن يكون مستحيلًا، ويمكن أن يشعر اللاعب بالإنجاز الحقيقي عند تجاوز كل مرحلة والتقدم في القصة، كما أن التفاعل مع الأدوات وفتح الأقفال يعتمد على الملاحظة الدقيقة وتطبيق خطوات مدروسة، مما يجعل كل غرفة هروب تجربة خاصة بذاتها.
ومن أهم عناصر قوة اللعبة أنها تعتمد على نظام مسارات متعددة، حيث يجب على اللاعب أن يخوض القصة عدة مرات للوصول إلى النهاية الحقيقية، فتتفرع القرارات الصغيرة إلى نتائج ضخمة، وتظهر كل إعادة لعب أسرارًا جديدة وتوضح أجزاء كانت غامضة سابقًا، وبذلك تصبح اللعبة تجربة مركبة تتطلب استكشاف كل المسارات للوصول إلى الصورة الكاملة، مما يجعل 999 واحدة من أعمق الألعاب على DS وأكثرها إثارة للتفكير.
ورغم أنها لم تحصل على إصدار رسمي في أوروبا، إلا أن اللعبة أصبحت مع مرور الوقت عنوانًا أسطوريًا ضمن عالم الروايات المرئية، إذ توازن بين السرد المتميز والألغاز والقرارات المصيرية، وتقدم توترًا نفسيًا يستمر حتى اللحظة الأخيرة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لكل من يرغب في دخول عالم هذا النوع من الألعاب وتجربة واحدة من أفضل ما قدمه جهاز Nintendo DS في هذا المجال.
كاتب
