جوهانسبرج (زمان التركية)- دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى التنفيذ السريع لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2803، الذي يحدد إطار عمل ما بعد الحرب في غزة.
أهمية الاستقرار الدولي
وفي اجتماع عُقد على هامش قمة العشرين في جوهانسبرج، أكد عبد العاطي أهمية تمكين قوة الاستقرار الدولية المكلفة حديثًا من الانتشار والقيام بمسؤولياتها، حيث إن هذه القوة تعد ضرورية لتعزيز وقف إطلاق النار وضمان الأمن للفلسطينيين في قطاع غزة، وفقًا لما أوضحته وزارة الخارجية.
تفاصيل قرار مجلس الأمن رقم 2803
يؤيد قرار مجلس الأمن رقم 2803، الذي صاغته الولايات المتحدة، وقف إطلاق النار في شرم الشيخ، الساري منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول، كما يضع آلية حكم انتقالية – “مجلس السلام” – لإدارة غزة والإشراف على إعادة الإعمار حتى عام 2027، ويفوض القرار بعثة أمنية دولية تعمل بشكل مستقل عن السلطات المحلية، مع تحديد الخطوات لإحياء المحادثات السياسية نحو تقرير المصير الفلسطيني.
الاتفاقات الدولية والمشاورات الحالية
في لقاءين منفصلين خلال قمة العشرين، حث عبد العاطي المجتمع الدولي على ضمان التنفيذ الكامل للقرار 2803 وتعزيز وقف إطلاق النار في غزة بموجب اتفاق شرم الشيخ للسلام، كما تبادل الوزير مع نظيره السعودي، السبت، الآراء حول الجهود المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي تم التوصل إليه في 11 أكتوبر/تشرين الأول بوساطة مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى التحضيرات للمؤتمر الدولي القادم حول الإنعاش المبكر وإعادة إعمار غزة.
استمرار الانتهاكات الإسرائيلية
تأتي المشاورات المصرية والسعودية في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار المُبرم في 11 أكتوبر، فقد أسفرت الغارات الإسرائيلية حتى الآن عن مقتل أكثر من 300 فلسطيني وجرح المئات، كما تم تقييد دخول المساعدات الإنسانية إلى 2.3 مليون نسمة. يوم السبت، سجلت الغارات الجوية الإسرائيلية في قطاع غزة أكثر من 22 فلسطينيًا قتيلًا وعشرات المصابين.
جهود إعادة إعمار غزة
بعد أحداث 11 أكتوبر، بدأت الجرافات المصرية بإزالة الأنقاض والركام في قطاع غزة لفتح الطرق السريعة، تمهيدًا لإعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب، حيث أعدت مصر خطة شاملة لإعادة الإعمار، تم اعتمادها من قبل الدول العربية خلال القمة العربية في مارس/آذار 2025.
الأزمة في السودان والجهود الإقليمية
في محادثاتهما، ناقش عبد العاطي والأمير فيصل أيضًا الأزمة في السودان، واستعرضا التنسيق في إطار الرباعية التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، ودعوا إلى وقف شامل لإطلاق النار وتوفير الظروف اللازمة لاستئناف العملية السياسية، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة السودان واستقراره.
الوضع في لبنان
وفيما يتعلق بلبنان، شدد عبد العاطي على أهمية الحفاظ على استقراره ووحدته وسلامة أراضيه، محذرًا من أي خطوات قد تؤدي إلى تصعيد الوضع. وأكد الجانبان دعمهما لمؤسسات الدولة اللبنانية واحترام سيادتها وضرورة ضمان انتقال سلس خلال المرحلة الراهنة للحفاظ على السلام والأمن الإقليميين.
تعزيز العلاقات المصرية السعودية
كما تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف تجاه آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشار الوزيران إلى الزخم الإيجابي للعلاقات بين البلدين في مختلف القطاعات، مؤكدين أن ذلك يعكس التوجيهات المستمرة للقيادتين في البلدين لتعزيز التنسيق بما يخدم مصالح الشعبين. كما أكدا على ضرورة استكمال الترتيبات الخاصة بالاجتماع التأسيسي للمجلس التنسيقي الأعلى المصري السعودي.
وأشار البيان إلى أنه من المتوقع أن يدفع المجلس، الذي سيرأسه الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المستقبل القريب، التعاون الاستراتيجي بين البلدين إلى آفاق أوسع.
